عبد الرحيم ريحان يكتب: المشاعر النبيلة فى القرآن
كتب الصحفي الراحل مصطفى أمين في عموده الشهير “فكرة” بأخبار اليوم” عن الحب والمشاعر النبيلة حين رأى جنازة تمر أمامه في حي السيدة زينب بها ثلاثة رجال فقط، لأن المتوفى تجاوز السبعين ولا يحب أحدًا ولا أحد يحبه، فأراد بعد هذا المشهد نشر المودة والسلام بين أفراد المجتم فكان عيد الحب 4 نوفمبر، أمّا يوم 14 فبراير فارتبط بإعدام الإمبراطور الرومانى للقديس فلانتين لأنه يزوج العشاق سرًّا بالمخالفة لقراره بمنع الزواج.
وتوقفت عند الآية الكريمة ﴿ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي﴾ الشعراء 13
لو تأملنا فى إعجازها نجد أن ضيق الصدر مرتبط بعذوبة الكلمة، فحين يفتقد الإنسان المشاعر النبيلة يبخل حتى بالكلمة الطيبة على الآخرين، وهو ما نطلق عليه رقة المشاعر والصدق فيها، وبها وصلنا إلى الله بتأملنا فى خلقه والإحساس بقيمة النعم والجمال فى الطبيعة وفى أنفسنا فأبصرنا ما فى أنفسنا وحمدنا الله على نعمته وبهذه المشاعر ينطلق اللسان دون أن تدرى بكلمات طيبة تسعد الآخرين، تهون عليهم مرارة حزن ما، تشاركهم أفراحهم فتتضاعف الأفراح وتشاركهم أحزانهم فتضعف الأحزان
تجبر خاطر الآخرين بكلمة، تمحو بكاء طفل بكلمة، تهون على مريض بكلمة، تواسى حزين على فقد عزيز بكلمة، ولن يتحقق هذا إلا إذا كان صدرك مشحون بهذه المشاعر النبيلة التى تنعكس على كل من حولك دون أن تشعر
وقال عبد الرحمن الشرقاوى
تعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو كلمة
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
الكلمة نور ..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو كلمة
وتحدّث القرآن الكريم عن قساة القلوب فقال ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ سورة البقرة 74
وشبهها بالحجارة بل الحجارة أفضل، فهى تتفجر أنهرًا وينابيع للخير