حملة الدفاع عن الحضارة تكشف عن تشققات بجدران جامع ابن طولون
فى الوقت الذى يفكر الأمناء على الآثار فى كسوة الهرم يتركون الآثار الإسلامية عارية، هذا يحدث فى أثر ضمن القاهرة التاريخية المسجلة تراث عالمى باليونسكو صورة حديثة من جامع ابن طولون .. تكشف عنها حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان تم التقاطها أمس والأسهم توضح كسر في الجدران والعمود إمّا لسوء توزيع الأحمال العلوية أو لهبوط في التربة أسفل هذا العمود مما أدي لهذا الشرخ أو الكسر.
والحملة تطالب بتحرك عاجل لمعاينة هذا الشرخ وتحديد طرق المعالجة العاجلة والآجلة فى موقع تراث عالمى وهذا ناتج عن إهمال الصيانة الدورية بالطبع، والقاهرة التاريخية تشمل الآثار الإسلامية والقبطية فى ثلاثة نطاقات وهى منطقة القلعة وابن طولون، الجمالية والمنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، منطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودى، واعتمدت حدود واشتراطات تلك المنطقة من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية طبقًا للقانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية 2011.
يقع الجامع شرق حى السيدة زينب جنوب القاهرة فى موقع مدينة القطائع التى أنشأها ابن طولون لتكون معسكرًا لجنوده ومقرا لحكومته، ويجاور سوره الغربى مسجد صرغتمش الناصرى، فيما يجاور سوره الشرقى متحف جاير أندرسون.
ويشير الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن جامع ابن طولون هو رابع أقدم مساجد مصر بنى عام 265هـ بعد جامع سادات قريش ببلبيس وجامع عمرو بن العاص بالفسطاط 21هـ وجامع العسكر الذى شيده الفضل بن صالح بن على عام 169هـ وهو أكبر مساجد مصر فى المساحة.
بناه أحمد بن طولون عام 265هـ /879م على جبل يشكر المشهور بأنه مكان مبارك يجاب فيه الدعاء وينسب إلى قبيلة يشكر بن جديلة بن لخم، التى تعتبر أول قبيلة عربية اختطت مساكنها عند الفتح الإسلامى فى هذا الموضع، وهو من الجوامع المعلقة إذ يصعد إلى أبوابه الداخلية بدرجات دائرية.
وينفرد الجامع بمئذنته الملتوية، فهى الثانية من طرازها فى العالم، ولها سلالم خارجية حلزونية، وتتكون من أربع طبقات، الأولى مربعة، والثانية مثمنة، والثالثة مثمنة، والرابعة على نفس الهيئة تعلوها قبة صغيرة، ويبلغ ارتفاعها نحو أربعين مترا.
وتأثر فى تخطيطه وعمارته بمسجد سامراء الجامع، كما أقيم على مساحة تبلغ نحو ستة أفدنة ونصف الفدان، وهو مربع مقياسه 161،5x 92،5 متر، وفى وسطه صحن مشكوف تربيعه 91،80 x 92،5 متر.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن أحمد بن طولون فكر فى بناء جامع يكون أعظم ما بُنى من المساجد فى مصر، ويقيمه على ثلاثمائة عمود من الرخام، فقيل له إنه لن يجد مثل ذلك العدد إلا إذا مضى إلى الكنائس فى الأرياف والضياع الخراب ويحملها من هناك، وبلغ الأمر المهندس سعيد بن كاتب الفرغانى، وهو مسيحى، فكتب لابن طولون أنه يستطيع أن يبنى الجامع بلا أعمدة إلا عمودى القبلة، وصوره له على الجلود فأعجبه، وأطلق سراحه وبعد الانتهاء من البناء أمّنه ابن طولون على نفسه وأمر له بجائزة عشرة آلاف دينار.
أهم ما يميز المسجد هيئته المربعة وتماثل أجزائه، وهو متعدد المحاريب، مثل الجامع الأموى والجامع الأزهر وبعض المساجد المملوكية، وعدد محاريب جامع ابن طولون خمسة بإيوان القبلة غير مجوفة عدا المحراب الرئيسى الذى يتوسط جدار القبلة فهو مجوف.
ويوضح الدكتور ريحان إن الجامع بنى على ربوة صخرية هى جبل يشكر ليكون فوق أساس متين من الصخر وحتى يكون بمنأى عن فيضان النيل، مشيرا إلى أن الجامع يحتفظ بأغلب عناصره المعمارية منذ تشييده على يد المهندس القبطى سعيد الفرغانى. وبه 42 بابًا وزعت توزيعًا مناسبًا على طول امتداد واجهات المسجد لتسهيل دخول وخروج المصلين.
ويتميز الجامع بمميزات معمارية متفردة فهو الجامع الخالى من الأعمدة ويستند سقفه إلى دعامات، بدلًا من الأعمده الرخامية المستخدمة فى أغلب المساجد، موضحا أن عددها بلغ 160 دعامة شيدت من الطوب الأحمر تأخذ أركانها الأربعة هيئة عمد مندمجة فى الدعامة ذات تيجان ناقوسية الشكل وكسوتها الجصية مزخرفة برسوم أوراق خماسية الفصوص تلف حولها فى صفين وتحمل الدعائم عقودا من النوع المدبب على شكل حدوة فرس يرتكز عليها سقف الجامع.