شط المغارة.. مصيف الغلابة في أسوان للهروب من الحرارة

عبد الراضي عبد الحميد
على بعد 25 كيلو مترًا شمال مدينة أسوان، وتحديدًا في قرية الأعقاب بحري، يتوافد المئات من الأسوانيين من كافة المراكز كل يوم من إدفو ونصر النوبة وكوم أمبو ودراو ومدينة أسوان إلى شاطئ المغارة النيلي الذي يتميز بالمياه الباردة والرمال الناعمة، وهو الشاطئ الذي يطلقون عليه هنا في ساحرة الجنوب “مصيف الغلابة” باعتباره الملاذ الأول للهاربين من حرارة الطقس العالية في فصل الصيف.
شاطئ المغارة حكاية أسوان
حكاية شاطئ المغارة بدأت مع مطلع الألفية الثالثة؛ حيث اختار أهل الأعقاب هذه المنطقة لتكون مصيفًا نظرًا لتميزها بضحالة مياهها ورمالها الناعمة الشبيهة لحد ما بالشواطئ، ومع فصل الصيف يتوافد عليه المئات يوميًا وتتضاعف الأعداد كل يوم جمعة ولكن في المناسبات مثل الأعياد وشم النسيم لا يكون هناك موضع لقدم، إنه شاطئ المغارة الذي يستقبل رواده بالأحضان وهم يغنون شط المغارة ياشط الهوا.
شاطئ المغارة يعد مصيفا غير مكلف وفي متناول الأسر البسيطة، فالدخول إليه من خلال ممر زراعي يربط ما بينه وبين الطريق الزراعي الشرقي ومساكن قرية الأعقاب بالمجان، والكافيهات البلدية المنصوبة على الشط الرملي تبيع المثلجات والمشروبات الساخنة والباردة والأنظمة الخفيفة بأسعار عادية.
لشهرة مركز أسوان بزراعة العديد من أصناف أشجار المانجو ينتشر على الشاطئ باعة العصير بدلا من الفريسكا الشهيرة في الشواطئ الساحلية، ويعد الشاطئ الذي يعمل فيه العديد من الشباب الذين بنوا أكواخا من الخوص وجذوع النخيل لتكون أشبه بالكبائن التي في شواطئ الإسكندرية ومطروح وعشش رأس البر وجمصة وغيرها مصدرا لرزق الشباب وأهل القرية.
في المساء وعقب غروب الشمس الساخنة يتحول الشاطئ من شاطئ للسباحة لمكان ترفيهي تتجمع فيه العائلات لقضاء وقتا لطيفا يقومون خلاله بشي اللحوم واحتساء الجّبنة “القهوة المحمصة” الشهيرة في السودان وعند قبائل البشارية.