[ الصفحة الأولى ]تقارير وحوارات

علي رضا: يوسف عفيفي بطل معركة التعمير السياحي

السيد الدمرداش

التوثيق لقطاع السياحة في ظل غياب مفاهيم الابداع مطلبا هاما

رضا : الغردقة كانت بدون مطار ولا مرافق ولا خدمات وكانت الحياه فيها قاحلة

مبادرة عودة الطيور المهاجرة ساهمت في إنجاح التنمية السياحية في البحر الاحمر

المحمدي حويدق هو رائد السياحة الشاطئية في البحر الأحمر

كانت السياحة المصرية في سبعينيات وثمنيات القرن الماضي ذو حظاً عظيماً فقد كانت البدايات من خلال رجال ساقتهم الأقدار لخلق المشروع السياحي القومي، اي أن هؤلاء المقاتلين من خيرة رجال مصر، دفعتهم وطنيتهم وإيمانهم بضرورة تنمية مصر سياحياً من أجل تنوع وتعدد مصادر الدخل القومي ولايمانهم بمعركة التعمير بعد أن خاضوا حرب النصر في أكتوبر ١٩٧٣ ، في بعض المناطق بدأت السياحة متواضعة في ظل إمكانيات محدودة ، ناضل هؤلاء القادة المصريين من أحرار هذا البلد ، عملت بعض الأجهزة علي خلق مبادرة اسمها “عودة الطيور المهاجرة ” مصريون يعيشون في الخارج شجعتهم الحكومة وقتها علي العودة وضخ ما يتوافر من أموال في مشروعات سياحية من أجل معركة البناء والتنمية والتعمير في عدة مجالات.

كان قطاع السياحة إحدي القطاعات التي واجهته تحديات كبيرة في مناطق بدأت تستغل المقومات الطبيعية لجذب الاستثمار السياحي ومنها محافظة البحر الأحمر، حكايات كثيرة دارت في هذة المعركة في بعض مدن البحر الأحمر قادها عدد من رجال مصر الأوفياء، بالتعاون مع المصريين الشرفاء الذين كانت لهم أحلاماً وطموحات، نجح الجميع في مهتمه.

أحد هؤلاء الرجال العاشقين لمصر اللواء علي رضا رجل المهام الخاصة الوطنية، الذي قرر أن يحكي لبوابة “أخبار السياحة“، ما شهدته محافظة البحر الأحمر في معركة التحرير، والتنمية باعتباره شاهد عيان على البدايات، التوثيق الالكتروني لصناعة السياحة المصرية أصبح ضروري حتي يتسني للأجيال القادمة التعرف علي قصص نجاحات كبيرة خاضتها مصر، وبعض المصريين الشرفاء في هذا القطاع الذي أصبح منتهكاً من قبل “قلة” لا يهمها سوي تحقيق بعض المكاسب المادية، حتي وإن كانت علي حساب المصالح العليا للوطن .

<<كيف كانت مدن البحر الأحمر قبل ثورة التعمير، والتنمية السياحية؟.

>> كانت الغردقة وسفاجا مجرد قري صغيرة، وبعض التجمعات البدوية المنتشرة في الصحراء الجرداء، ولا يوجد سوي شركات البترول، وبعض مشروعاتها والعمالة المقيمة بكل هذة المدن والسكان المحليين لا يتجاوز عددهم ١٥ألف مواطن، معظمهم يعمل في هذة الشركات وبعض المصالح الحكومية الموجودة بالمنطقة، ولم تكن هناك مياه ولا كهرباء ولا اي خدمات، وكانت بلا مطار ولا وسائل نقل، والمياه تأتي للسكان من “عدن” أو “السويس”، في بعض السيارات المعدة لذلك عبر الموانئ البحرية، حتي تم تعيين بعض المحافظين لخلق بيئة مناسبة للسكان المحليين، وتقديم خدمات مثل التعليم، والصحة وخلافه، وفي الواقع أن شركات البترول الاجنبية كانت تسيطر علي مظاهر الحياة فيها نظراً للعمالة والخبراء الذين يعملون فيها، وقرر أحد المحافظين انشاء بعض الشاليهات علي شواطئ البحر الأحمر في ذلك الوقت وتأجيرها لهم وجاءت فكرة إنشاء ” بلوكات ” للموظفين، والوافدين والعاملين في البترول وبعض مؤسسات الدولة، حتي تولي الفريق يوسف عفيفي أحد قادة الجيش المصري ورجلاً وطنياً يملك رؤية واضحة المعالم، محافظاً لها وكانت هذه بداية معركة التعمير الحقيقية في البحر الأحمر وبعض المدن بها .

<< كيف بدأت معركة التعمير السياحي في البحر الأحمر؟.

>>  بداية لا بد أن نعترف ونؤكد أن مصر تنتصر دائماً في معاركها رغم التحديات والمعوقات، وبها رجالاً كثيرون يستطيعون المواجهة تخرجوا من المدرسة العسكرية الوطنية، وعاهدوا الله علي حماية مصر من اي اعتداء خارجي او داخلي، ولفت نظري في الفترة الماضية بعض المعلومات المغلوطة تم نشرها، وهنا أريد أن أقول إن الفريق يوسف عفيفي عمل لمدة عشر سنوات محافظاً للبحر الأحمر في عهد الرئيس السادات – رحمة الله عليه- وظل حتي نهاية الثمانينيات مع الرئيس محمد حسني مبارك ، والحكاية ببساطة ان الشاب المصري المقيم في ألمانيا وقتها ، المحمدي حويدق زار البحر الأحمر واستطاع تأجير بعض المنشآت الحكومية لإقامة بعض الخبراء من العاملين في البترول في هذة المنطقة، ومن ثم نجح في إقناع بعض الأجانب في بعض دول أوروبا وخاصة ألمانيا لزيارة مصر وقضاء الأجازة في الغردقة، وبالفعل بدأت تتوافد رحلات لقضاء الاجازة، وكانت هناك بعض المنشآت مثل شيراتون الغردقة الذي بناه عبد القادر حاتم الوزير المصري وقتها للاعلام، وبعض شركات البترول تبرعت بمبلغ مالي المحافظة لبناء منشآت الاقامة فتم بناء قرية شدوان، وتوالت الأفكار حتي في أحد الأيام جاءت طائرة محملة بالركاب من المانيا للسياحة وقررت الهبوط في مطار الغردقة وكان المطار جزء من المطار الحربي، ولا توجد به أي خدمات، ولم يسمح لها بالهبوط فتم التواصل مع المحافظ الفريق يوسف عفيفي الذي وقع تعهدا شخصياً وهبطت .

 

<< وكان وقتها فؤاد سلطان وزيراً للسياحة ولم يقدم أي مساعدات للفريق يوسف عفيفي في تحقيق حلمه بأن تكون الغردقة مقصداً سياحياً وكانت شركة مصر للسياحة أنشأت قرية مجاويش السياحية وأعطت إدارتها لشركة فرنسية، وحققت نجاحاً كبيراً وذاع صيتها في أوروبا وبدأت تنتظم بعض الرحلات وتأتي بعض الأفواج السياحية للاستمتاع بشواطئ البحر الأحمر، فلجأ للرئيس الراحل محمد حسني مبارك الذي سانده وقدم كل الدعم وبدأت عملية إنشاء البينة الاساسية، وتخصيص بعض الأراضي للمستثمرين، وتقديم حوافز استثمارية وكان المحمدي حويدق مؤسس السياحة الشاطئية في البحر الأحمر أول من قام ببناء منشأه سياحية من القطاع الخاص وهو كان من المصريين المقيمين في ألمانيا، وله علاقات قوية في السوق الألماني ، ورجلا ذو مصداقية ، ثم علي خليل أحد المصريين المهاجرين، أنشأ قرية البرنسيسة ثم  نبيل عوض الله أنشأ قرية السمكة وبعد ذلك “حتحوت ” مصري كان مهاجراً في فرنسا قام ببناء قريه اسمها ” حور بالاس ” وبدأت معركة النهضة والتعمير علي أرض محافظة البحر الأحمر وذاع الصيت ونشرت وسائل الإعلام عن المقومات السياحية وجاء محمد سعيد سامي مع مستثمر كويتي وأسس “سندباد” وسمير عبد الفتاح كان يملك فندق في الأقصر اسمه جراند أوتيل وتعرض لحريق كبير فجاء الي الغردقة واستأجر قرية شدوان من المحافظة وهي القرية التي أنشأها يوسف عفيفي بتبرع من وزير البترول وقتها عز الدين هلال وبدأت تتوافد علي الغردقة رجال أعمال وضخ استثمارات ثم جاء وحيد رحمي حيث كان مستشاراً قانونيا للسيد الفريق يوسف عفيفي وراودته فكرة الاستثمار وأقام أول فندق له.

 

<< وماذا عن سفاجا وباقي المدن السياحية في البحر الاحمر ؟.

>> عشر سنوات كانت كافية لوضع لبنة الاستثمار السياحي وانشاء مدن سياحية في البحر الأحمر في ظل وجود هذا القائد فريق يوسف عفيفي، وكانت سفاجا قرية صغيرة شأنها شأن الغردقة كانت شوارعها غير ممهدة، وكانت الماعز تعيش في هذة الشوارع، وكانت حياة قاحلة وجرداء، وقتها قام رجل الأعمال الوطني محمد لهيطة بالتفكير في إنشاء منتجع صحي، وبالفعل في إطار تنوع المنتج السياحي المصري قام بإنشاء أول قرية للسياحة العلاجيه بها واسمها ” مينافيل ” ، ثم قرية لوتس بأي الذي أنشأها المهندس ماجد الحيدري ثم قرية شمس سفاجا الذي أنشأها المرحوم رفعت ابو العلا ثم قرية جنة سفاجا الذي أنشأها المرحوم فكري البدراوي ورجل أعمال كويتي أقام الهوليداي أن وبدأت تدب علي أرض البحر الاحمر ومدنها الاستثمار السياحي وبدأت تشرق شمس جديدة وبدأت عمليات الترويج، والتسويق السياحي للبحر الأحمر.

 

> تحدثت عن مساندة الرئيس مبارك للفريق يوسف عفيفي في النهوض بالتنمية السياحية في البحر الأحمر، ما هي مظاهر هذة المساندة ؟

 

>> الرئيس مبارك قدم لقطاع السياحة المصري الكثير ففي عهده كانت المحافظين في المناطق السياحية تسافر للاطلاع علي تجارب بعض الدول والعمل علي تطبيقها في مصر، وكانت وزارة السياحة تعمل وقتها علي رفع مستوي العمالة في القطاع السياحي حفاظا علي عنصر جودة المنتج السياحي المصري، وكانت مساندته كبيرة للبحر الأحمر في معركة التعمير السياحي من خلال الوزراء الذين تلقوا تعليمات مباشرة بتقديم كل الدعم لمحافظة البحر الأحمر وتسهيلات وحوافز من أجل جذب استثمارات ومن أجل تشغيل عمالة ومن أجل خلق نموذج قوي للمقصد السياحي المصري ، بالإضافة الي توفير الخدمات وانشاء الطرق المؤدية للمحافظة من كافة الاتجاهات وربطها ببعض محافظات الصعيد السياحية وأريد أن أقول لك إن في بداية النشاط السياحي لم يكن في الغردقة مطار مستقل بل كان جزءاً من المطار الحربي وكانت تتم إجراءات الدخول وختم الجوازات في قربه الجفتون، الرحلة كانت قاسية ولكن الاصرار علي النجاح كان حلماً .

<<كيف تقرأ ملف السياحة المصرية خلال الفترة الحالية؟.

>> أحلم بأن تكون هناك قيم مجتمعية كما كان في السابق وأن تقوم جمعيات الأستثمار السياحي بدورها تجاه تنمية المجتمعات المحلية، وغرس قيم الانتماء الوطنية من خلال مبادرات حقيقية يشعر بها المواطن في المناطق الحاضنة للسياحة، وأري أن السيطرة والاستحواذ، والاحتكار من البعض قد تكون نتائجه سلبية علي قطاع السياحة، وأطالب الوزير الجديد بأن تكون له أولويات أهمها خلق آليات للتسويق السياحي المصري في الخارج والداخل بالاضافه الي تحقيق العداله بين المناطق السياحيه في مصر وتشجيع الاستثمار بإزالة المعوقات والحفاظ علي ما تحقق من إنجازات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى