السياحة الصحية في مصر
منذ سنوات كتبت مقالا بعنوان السياحة الصحية المصرية حلم تشرق له الشمس وذكرت فيه كينونة صناعة السياحة الصحية وانواعها المتعددة وتعريفها الجديد وانواعها بدلا من السياحة العلاجية ذات البعد الواحد – وعددت فيه الامكانيات الهائلة في مصر سواء من البنية الصحية التحتية وتجهيزاتها المتميزة والكوادر البشرية وتميزها سواء في القطاع الطبي او السياحى اضافة الي تنوع السياحة وانواعها.
ومرت الايام والشهور والسنين وبذل من بذل كل في مجاله سواء من الاطباء الطموحين الي العمل في هذا القطاع او اصحاب المشروعات السياحية والاستشفائية في عدة محافظات من محافظات مصر وكذلك الاعلاميين من قطاعات الاعلام المتنوعة المقروء والمسموع والمرئي وكان بذلا مقدرا، وعبر هذه الفترة والتى بدأتها من 2007 تقريبا مرت السياحة الصحية بمراحل مختلفة ما بين الصعود والهبوط ونفذت العديد من المؤتمرات وورش العمل وسعي من سعي ولهم الشكر جميعهم.
ومررنا بمرحلة فترة ااعدد قانون تنظيم السياحة الصحية عبرمجموة من المتخصصين في مجالات السياحة والقانن الدولي والادارة والمجتمع المدنى والطب ثم مناقشته في تسعة اشهر تقريبا في البرلمان المصري ولجانه التى اشتركت في مناقشة القانون بمواده المتعددة والتى تؤسس لصناعة السياحة الصحية وتنظم عملها، ايضا كان هناك شئ قد اسعدنى كثيرا وهو مشاركتى مع فريق من اساتذة احد كليات السياحة باحدى جامعات مصر لوضع تصور للدراسات العليا ( دبلوم – ماجستير) للطلبة الراغبين في عمل دراسات عليا في مجال السياحة الصحية وقد تم الانتهاء من وضع التصور في وقته والحمد لله، وبعدها تمت دعوتى من قبل جامعة عين شمس كلية التجارة للاشراف ومن بعدها مناقشة رسالة ماجستير لاحدى طالباتها عن التسويق للسياحة الصحية.
كل هذه الفتره مرت بي وبغير من المهتمين بهذه الصناعة ونحن نأمل في وقتها ان الشمس ستشرق يوما – كل ذلك ويعمل من يعمل كل في تخصصه من اجل ابراز اهمية هذه الصناعة الهامة كما احب ان اسميها دائما والتى اتوقع ان تفتح افاقا اقتصادية هائلة للشباب المصريين دعما للاقتصاد القومى، ولكن كان يحدونى أمل فكرت فيه طويلا وسعيت اليه مع احدى اساتذتى في كلية طب الازهر بنات، وتم تقديم تصور للجامعة عن تدريس منهج متخصص في السياحة الصحية لطلاب البكالوريوس ومرت الايام وانا احلم بالموافقة علي هذا الأمر، حتى اراد الله للحلم ان يتحقق وللشمس ان تشرق وبدأنا في ذلك فعلا وكنت سعيدا باختيار جميع الطالبات لهذه المادة الاختيارية وكانت سعادتى اكبر وانا اري تجاوب الطالبات ومداخلاتهم الرائعة وشغفهم وحرصهم علي التعلم.
ولكن لماذا اعتبرت ان الشمس اشرقت بذلك دون غيره – الحقيقة ان كل السعي الذي تم في السابق وهو سعي مشكور محمود وله فؤاده، واسهاماته بلا شك لكنه الي حد ما يسهم في مناطق محددة ويفيد مؤسسات فردية سواء مستشفي او منتجع سياحى او حوارات اذاعية، وتليفزيونية تفيد نعم لكنها لا تؤسس لجيل هم من نأمل فيهم التميز وقيادة المنظومة حاضرا ومستقبلا.
لكن بهذه الخطوة المباركة باذن الله اعتقد ان الفائدة ستكون اعم واعمق ان نجد جيلا مؤهلا مسلحا بالعلم ومدققا بالبحث ومؤزا بخبرة الذين بذلوا وقتهم في القاء الضوء علي هذه الصناعة من خبراء الطب والسياحة والاعلام والاقتصاد والذين ابلوا بلاء حسنا كل في مجاله وتخصصه، أأمل ان تتكرر التجربة وتنتشر في جامعات مصر المختلفة العامة والخاصة بل وجامعات منطقتنا كلها.
شكرا لله علي نعمته ولجامعة الازهر ولكلية طب البنات ولكل من اسهم في ان تشرق الشمس في فجر جديد ويوم سعيد في جمهوريتنا الجديدة فمصر العظيمة والغالية تستحق ان توضع في مكانها الصحيح في ريادة وقيادة هذه الصناعة في منطقتنا.