أعرب الإيطالي بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة حكام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن رضا كبير حول الابتكارات المتعلقة بالتحكيم التي تم استخدامها للمرة الأولى ببطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حاليا في الولايات المتحدة.
وكان من ضمن تلك الابتكارات الكاميرات المثبتة في جسم الحكم، وتقنية رصد التسلل المتطورة شبه المؤتمتة، وقاعدة الثواني الثمانية الجديدة التي تهدف إلى الحد من إهدار حراس المرمى للوقت.
وتعد هذه البطولة، التي يشارك فيها 32 فريقاً أولى مسابقات فيفا التي تشهد استخدام كاميرا مثبتة على جسم الحكم، وقد أشار كولينا إلى أنها لاقت أصداء إيجابية.
ويتمثل الهدف من هذا الاختبار برصد ما إذا كانت زاوية الكاميرا الجديدة يمكن أن تحسن تجربة مشاهَدة المباريات عبر التلفاز والإنترنت من خلال عرض المجريات من زاوية رؤية الحكم.
وقال كولينا عن هذا الأمر: “حقق استخدام كاميرا الحكم هنا في كأس العالم للأندية نتائج فاقت توقعاتنا. اعتقدنا أنها ستكون تجربة ممتعة للمشاهدين عبر التلفزيون، وقد وصلتنا آراء رائعة. وتردد السؤال عن سبب عدم استخدام هذه التقنية في كافة المباريات، بل وحتى في كافة الرياضات”.
وأضاف أنه رغم المتعة التي توفرها للمشجعين، فإنها كانت بمثابة تجربة “إيجابية للغاية” للأهداف التي وضعها فيفا، حيث قال “لقد سمحت لنا بمشاهدة ما يراه الحكم على أرض الملعب. ولم يكن الهدف من ذلك مجرد الترفيه، بل تدريب الحكام وشرح السبب الذي يجعل أمراً ما غير واضح على أرض الملعب.”
ومن الأمثلة على ذلك كانت مباراة مرحلة المجموعات بين أتليتيكو مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي التي لم يلحظ الحكم فيها حالة لمس للكرة بيد أحد مدافعي النادي الإسباني لأن أحد اللاعبين كان يحجب الرؤية بين الحكم والمدافع.
وتحدث كولينا عن هذه الحالة قائلا: “من كاميرا الحكم، كان جلياً أن الحكم ليس قادراً على رؤية الحالة مباشرة من أرض الملعب.”
ولكن حكم الفيديو المساعِد نبَه الحكم إلى الحالة، ليقوم الأخير بمنح ضربة جزاء لنادي باريس سان جيرمان بعد مراجعة الحالة عبر الشاشة الموجودة في طرف الملعب.
كما شهدت البطولة كذلك تطبيق تعديل على القانون الذي صادق عليه مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب)، والذي نص على منح ركلة ركنية للفريق المهاجم في حال احتفاظ الحارس بالكرة لأكثر من ثماني ثوان، مع استخدام الحكم حركة بيده لبدء العد التنازلي لمدة خمس ثوان.
يذكر أن الحكم كان مخولاً منح ضربة حرة غير مباشرة في حال احتفاظ الحارس بالكرة لست ثوان
وأكد كولينا عن ذلك في حديثه للموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم: “كان هذا التعديل ناجحاً جداً، وتحسن إيقاع المباراة. لم يهدر الحراس الوقت من خلال الاحتفاظ بالكرة بيدهم لفترة أطول من اللازم، وهو ما كان يحصل بشكل متكرر في المباريات سابقاً”، مشيراً إلى أن انتهاكات هذا القانون الجديد كانت محدودة جداً.
وأضاف كولينا: “حقيقة أن حارسين فقط تعرضا لعقوبة يعني أن القاعدة حظيت بالاحترام. ومن خلال ذلك، حققنا الغاية التي نريدها، التي لا تتمثل بمنح ركلات ركنية، بل بتجنب عدم احترام قاعدة الثواني الثماني. أي أن نسبة تحقيق الهدف بلغت 100%”.
