
بين جنبات المبني الأنيق الواقع في 9 شارع حسن صبري بالزمالك، يمكنك أن تحظي بأسرع رحلة عبر الزمن، أن تتوقف امام مرايا الوجدان المصري والعربي، التي صاغته لحنا وفنا وابداعاً.
يمكنك أن تعبر السنوات في لحظة لتصافح قامات فنية وإبداعية، تركت بصماتها علي ملامح الشخصية العربية والمصرية، في سنوات التنوير، والأحلام الكبرى.
في الطابق الأول من مبني المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية، يقبع المتحف القومي كبوابة سحرية لعالم النغم والإبداع،
كل خطوة في أروقة المتحف عبارة عن رحلة في عالم واحد من المبدعين الكبار الذين رحلوا، ولم يغادرونا، في اللحظة الأولي قد تقابلك ملابس عميد المسرح العربي الخاصة بمسرحية “كرسي الاعتراف”، التي قد تكون قرأت عنها الكثير كمهتم بمجال المسرح، او شاهدت الجزء المتاح منها علي “يوتيوب”، وعلمت وكيف كانت الأكثر نجااحا في وقتها، وكيف كانت السقطة التي يؤديها يوسف بك علي ركبتيه يوميا سببا في اصابته بآلام مبرحة كان يتحملها كل يوم من أجل إسعاد جمهوره،
وكما اعتدنا أن تتلاصق ذكري يوسف وهبي بذكريات أمينة رزق، ستجدهما متجاورين في المتحف، حيث تنتقل عيناك مباشرة إلى ملابس الراحلة الكبيرة في مسرحية ” راسبوتين” التي كانت علامة أخري من علامات النجاح الجماهيري الكبير في تاريخ المسرح المصري.
من جيل الكبار ستجد أيضا الملابس المسرحية والشخصية لـ”شيخ المسرحيين ” زكي طليمات، والرائد فتوح نشاطي،
وفي ركن خاص جدا تتناثر حوله نغمات فنان الشعب يمكنك أن تري العود الذي أبدع على أوتاره “السيد درويش” ألحانا لازالت بيننا نرددها ونطرب لها، كما يوجد بجوار العود طربوشه وعصاه وعقد زواجه من ملهمته جليلة.
في كل خطوة يمكنك أن تقترب وربما تلمس ملامح الإبداع العابرة للزمن ، مقتنيات المايسترو داوود حسني “العود والطربوش ودفتر ملاحظاته الذي دون فيه بخط يده أراءا وحكايات عن الفن والحياة”، مقتنيات سيدة المسرح العربي التي غادرتنا قبل أيام “سميحة أيوب ” وتضم ملابسها في مسرحيات الفتى مهران وسكة السلامة .
وكذا البالطو الذي ظهر به الفنان توفيق الدقن في مسرحية كوبري الناموس، حيث لازال “الكاركتر “كاملا عالقا بأذهان معظمنا،
النوتة الموسيقية لأغنية انت قلبي تتكامل مع بعض مقتنيات اعندليب عبدالحليم حافظ ” بلوفر وربطة عنق ظهر بها في فيلم معبودة الجماهير” لتكون معا لمحة من عصر الراحل الكبير.
مخطوطات تحمل روح وأفكار وابداعات بديع خيري ، مارون نقاش، محمد التابعي، أبو السعود الإبياري، بخط يد مبدعين كبر ساهمت كلماتهم في صياغة ملامح عصر بأكمله.
ملابس ومقتنيات أخري ظهرت في بعض أعمال كبار الفنانين والكتاب المصريين، توفيق الحكيم، صلاح جاهين، علوية جميل، محمد الكحلاوي، محمود عزمي، السيد راضي، محمد رضا، إبراهيم سعفان، عدلي كاسب، شكري سرحان، زوزو نبيل، سمير العصفوري، فهمي الخولي، عقيلة راتب، عمر الحريري، سميرة عبد العزيز، مديحة حمدي، آمال رمزي، محمود الجندي، محمد شوقي، أحمد راتب، سناء شافع، سيد زيان، مجدي وهبة، ومحمد متولي، محمود مسعود، المنتصر بالله، سهير الباروني، جمال إسماعيل، صلاح رشوان، طلعت زكريا، فاروق يوسف، محمد عناني،
هو ليس متحفا تقليديا يعرض بقايا التاريخ ، بل مرايا للوجدان تعرض ملامح عصر لازال نابضا بالحياة، يؤثر فينا، طربا وحنينا ورقيا وتحليقا في سماوات الإبداع .
كل هذا و أكثر ينتظرك في المتحف القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية.