[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

رحلة إلى كنيسة العذراء بمسطرد فى مسار العائلة المقدسة

د. عبد الرحيم ريحان

نتوقف فى رحلتنا اليوم مع الدكتورة نعيمة داوود الأستاذ المساعد فى التاريخ البيزنطى ورئيس لجنة الدراسات القبطية بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية لنرتحل إلى محطة هامة فى مسار العائلة المقدسة بالدلتا.

تشير الدكتورة نعيمة داوود إلى ذكر اسم المحمة مرتين في السنكسار القبطى (تحت يوم ٢٤ بشنس ويوم ٨ بؤونة) وجاء ( ومن هناك ذهبوا إلى المحمة ) (فى هذا اليوم تذكار الكنيسة المقدسة المكرسة للسيدة العذراء والمعروفة باسم المحمة حيث كانت عين ماء وفيرة البركات، وقد نبعت فى طريق العودة من مصر).


والمحمة تسمية عربية من حم أى استحم أو اغتسل لأن الطفل يسوع المسيح انبع نبع ماء هناك واغتسل بمائه واقامت العائلة المقدسة فى المغارة وكأن نبع الماء يشفى كل من يستعمل ماءه ثم بنيت كنيسة فيما بعد على اسم مريم العذراء
يقول الانبا غريغوريوس ( وأنبع الطفل نبع ماء وهناك أحمته العذراء وغسلت ملابسه ولذلك سمى هذا المكان بالمحمة أى مكان الاستحمام وتسمى مسطرد).

ويذكر أبو المكارم( ق12/١3م) فى كتاب تاريخ الكنائس والأديرة (المحمة من الشرقية بها بيعة للسيدة العذراء الطاهرة ويجاورها بئر معين وعليها قبة محكومة طوب أجر) وذكر أن السيد المسيح ووالدته العذراء والشيخ البار يوسف النجار جلسوا عند هذا البئر وشربوا منه وكان الناس يأتون إلى هذا البئر…ويستحمون منه ويشفون من أمراضهم ويحملوه إلى منازلهم وكانت هذه البيعة (يقصد الكنيسة) قد تهدمت وجددها أولاد سلسيل وكرزها أنبا غبريال أسقف اشموم ومعه جماعة أساقفة وكان تكريزها فى الثامن من بؤونة سنة تسعمائة وواحد للشهداء الأبرار).


وتوضح الدكتورة نعيمة داوود أن تاريخ الكنيسة الأثرية يرجع إلى القرن الرابع الميلادي ويوجد بها عدد من الأيقونات الأثرية التى تحكى تاريخ المسيحية وقديسيها وأحداثها، بعضها يرجع إلى القرن الرابع عشر والآخر للقرن الثامن عشر الميلاديين وبعضها تنفرد به ولا يوجد له مثيل بغيرها من الكنائس من العهد القديم وحامل الأيقونات أثرى يعود إلى نهاية القرن الثاني عشر الميلادى.

تم تجديدها فى القرن الثاني عشر الميلادى على يد الأنبا غبريال وكان افتتاحها سنة ١١٨٥م بحضور عدد كبير من الأساقفة ورجال الدين، أمّا المغارة والبئر فيعودا إلى وقت مجئ السيد المسيح إلى مصر حيث قضت بالمغارة ثلاثة أيام وهى على الطراز البيزنطي .

ونوه القس چيروم مجدي كاهن كنيسة العذراء الأثرية إلى حاجة الكنيسة إلى الترميم باعتبارها من نقاط العائلة المقدسة بالدلتا وأن يشملها التطوير والترويج لها ووضعها على خارطة المسار ضمن رحلة الحج إلى مسار العائلة المقدسة فى مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى