[ الصفحة الأولى ]مال وأعمال

سيارات الصين تتحدى رسوم ترامب

واجهت السيارات من طراز “BYD” انتقادات كبيرة من قبل زوار وعشاق السيارات في معرض “ديترويت للسيارات” في عام 2009، وما هي إلا سنوات قليلة حتى بدأت هذه السيارات الصينية بخطف الأضواء وأصبحت منافسا قويا لـ”تسلا”.

تمتلك صناعة السيارات الصينية المرونة لافتتاح مصانع في دول مختلف، وتخفيض تكلفة الإنتاج، بما يمكنها من المنافسة في كل أسواق العالم، مع رفع ترامب الرسوم الجمركية على الصين إلى 125% بأثر فوري، مقارنة بـ104% التي أُعلن عنها سابقاً، ودخلت حيز التنفيذ في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء.

كانت قدرة الصين على إنتاج السيارات محدودة قبل نحو عقدين، أما اليوم فتنتج وتصدر مركبات أكثر من أي دولة أخرى في العالم بفضل أسعارها وجودتها التنافسية، ومع فرض أميركا رسومًا جمركية إضافية على السيارات الصينية الكهربائية، انتشرت مخاوف من إضعاف هيمنة بكين على مبيعات هذا النوع من المركبات بالتصميم وجودة التصنيع.

خلال العام الماضي، وصل عدد السيارات الصينية التي تم تصديرها للخارج 4.7 مليون مركبة، وهو ما يزيد ثلاثة أضعاف عن شحناتها قبل ثلاث سنوات، وفقا لسيتي بنك.

وتتطلع الشركات الصينية لتوسيع تواجدها حتى تتمكن من تجنب الرسوم الجمركية الأميركية وتكاليف الشحن والتخلص من فائض طاقتها الإنتاجية.

ونجحت في إيجاد ما يكفي من المشترين حول العالم، حتى أصبحت الشوارع من بانكوك إلى جوهانسبرغ وساو باولو تزدحم بسيارات منخفضة التكلفة من إنتاج شركات مثل “BYD” و”CHERRY”.

تصنع “بي واي دي” سياراتها بالفعل في تايلاند وأوزبكستان، ولديها مصانع في البرازيل وإندونيسيا والمجر وتركيا، وتعمل شركات منها “شيري” على خطط مماثلة.

ورغم أن العديد من الأسواق النامية ليس لديها محطات شحن أو شبكة كهرباء موثوقة بما يكفي لدعم المركبات الكهربائية، إلا أن الشركات الصينية وجدت في تلك الأسواق سوقًا جاهزة للسيارات العاملة بالبنزين، والتي لم تعد قادرة على بيعها محليًا بكميات كبيرة بسبب تباطؤ الإنفاق.

كل هذه الإنجازات لصناعة السيارات الصينية يسعى ترامب إلى الحد من تناميها من خلال سياسته التجارية، لكن يبدو ذلك بعيد المنال مع توسع مبيعات السيارات الصينية في دول العالم، خاصة في الأسواق الناشئة.

من جانبه، قلل الرئيس التنفيذي لشركة Cararak Ventures ، هاشم الفطايرجي، من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على السيارات الصينية، مؤكدًا أن تأثيرها محدود نظرًا لأن غالبية السيارات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة تعود في الأصل لمصنعين أميركيين.

وأوضح الفطايرجي أن سوق السيارات الصينية، الذي لا يتجاوز عمره العشرين عاما، حقق نموا مطردا بفضل حجم السوق المحلية وسياسات تشجيع المنافسة التي أدت إلى تطور سريع وتحسين جودة المنتجات الصينية.

وأشار الفطايرجي إلى أن الصين تتبنى استراتيجية تركز على التكنولوجيا الحديثة، وقد أصبحت من أكبر مصنعي السيارات الكهربائية في العالم، حيث شكلت مبيعات السيارات الكهربائية فيها نحو 50% من إجمالي المبيعات في العام الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى