السيد الدمرداش يكتب: دراويش قطاع السياحة

يجتمع دراويش آل البيت وأولياء الله الصالحين في ساحات الموالد ، وعلي عتبات وداخل المراقد لنيل البركة والتقرب من خلالهم الي الله لقضاء الحوائج.
والدراويش عادة لهم طقوس وأذكار ودعاء ولهم حجة قوية في ذلك ، ويصنفون بعضهم درجات ولا يجرؤ أيا منهم علي تجاوز ذلك تأدبا واحتراما وتقربا، ويختلف دراويش سيدنا الحسين رضوان الله عليه عن دراويش السيدة زينب رضوان الله عليها ، وبالطبع يختلف هؤلاء عن دراويش السيد البدوي وابو الحسن الشاذلي ، وإبراهيم الدسوقي رضوان الله عليهم جميعا ، رغم تقارب العمل والأذكار والطقوس .
دراويش السياحة في مصر
يلهث هؤلاء خلف أسوار السلطة والنفوذ تقربا في مشهد عبثي لا يستطيع أحد تجاوزه رغم تشابك المصالح إلا أن النوايا تفرز مآرب تصنف بخبثها تقربا.
الصراع دفين والعلة مرض يسري في جسم القطاع ، رغم حرارة اللقاء الا أن الضحكات الصفراء تظهر جليا تعاسة الموقف ، النوايا لا تخلص بلا سبب ، تسيطر علي الموقف لغة العبيد وصمت رواد الحانات والبارات.
يتسم بعضهم بقلة الحيلة ويبحث دائما عن مرشد يتبني آهاته الوهمية ، والمرشد عادة يستثمر ضعفه ليقدمه قربانا الي أحد أسياده حفاظا علي ترتيبه في قائمة خدامين العرش، في هذا العالم كل شيء مباح ومستباح، لا قيم إجتماعية ولا ثقافية، إنها مدرسة صناعة الكوادر التي ساهمت في تخلفنا عن الركب، وتخلينا عن الذات ، تسود الغوغائية السلطية في عبث المشهد.
علماء الإجتماع يحذرون في كثير من الدراسات والابحاث من تدني السلوك الجمعي الذي تعلو سوقية مفرداته ونحن بالطبع في قطاع السياحة لا نعير هؤلاء العلماء إهتماما ، الجهل يعلو في القطاعات التي تعج بالسوقة والدهماء عادة ، الصراع سيد الموقف ، والتحرش بأهل الخبرة من صالح الأعمال وتسييد الجهلاء وأنصاف المثقفين، فالشللية لها قانون يشبه كثيرا قوانين ” كلوب بك ” في زمن لم نعيشه
مصر فيها البركة
علي أرضها ولدت النفوس الطيبة في ظلام دامس ، وشقشق فيها نورا أضاء الكون، فوق الجميع دائما في عصور الظلام والإضمحلال ، والسنوات العجاف، كانت الأمل والمآوي والسند، أنفاس أهلها الأتقياء في كل العصور وعلي مدار تاريخها كانت نسيما وعطرا للغرباء، لا شبه بين دراويش السياحة ودراويش آل البيت وأولياء الله الصالحين، لا يجتمع هؤلاء ولا هؤلاء.
القوم يختلفون رغم توحد البيئة والثقافة والتعليم والنشأة ،إذا ما هي الأسباب التي فرقت بين القوم وخلقت نسخا مشوها لا ترتبط ولا تنتج ولا تبصر سوي خبث وخباءث، أتساءل : “عن هؤلاء القوم الذين يلهثون خلف أسوار المعبد” يستمتعون بعبوديتهم رغم النعم التي أنعم الله عليهم بها؟.