[ الصفحة الأولى ]سفر وطيران

ملقة الإسبانية تسعى للحد من الرحلات السياحية بعربات الخيول

أ ف ب

ستصبح الصورة المألوفة للسياح يستمتعون بمشاهدة مياه البحر الأبيض المتوسط من عربات تجرها الخيول على طول الواجهة البحرية في المدن السياحية بجنوب إسبانيا مجرد ذكرى في ملقة، حيث قررت البلدية وضع حد لهذه الممارسة.

وتقول أناستازيا، وهي سائحة تبلغ 47 عاما إثر نزولها من إحدى هذه العربات “إنه أمر جميل للغاية، إذ يمكن لنا من خلال هذه العربات التعرف على ملقة بطريقة مختلفة تماما”.

أما روبرت البالغ 46 عاما، والذي بدا متحمسا أيضا بعد تنزهه في ملقة، فيقول “أنا متأكد من أن ذلك يساعد المدينة على جذب المزيد من الناس”.

ومع ذلك، فإن هذه الممارسة التي لا تزال قائمة في بعض بلدات الأندلس (جنوب إسبانيا)، تتعرض لانتقادات شديدة من جانب الناشطين في مجال حقوق الحيوان.

وتوضح كونكورديا ماركيز، مؤسسة ملجأ “كل الخيول في العالم” الواقع على بعد ثلاثين كيلومترا من ملقة، لوكالة فرانس برس إن الخيول التي تجر العربات “يتعين عليها القيام برحلات شاقة”.

وتضيف “يتعين عليها الذهاب إلى المكان حيث تبيت الليل ثم العودة (إلى ملقة) للعمل”. وتسلط ماركيز الضوء أيضا على درجات الحرارة المرتفعة للغاية في الصيف في جنوب إسبانيا، قائلة “في ملقة، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 40 أو 45 درجة. ومن غير الإنساني إجبار الحصان على العمل في مثل هذه الظروف”.

وفي الواقع، استخدمت بلدية ملقة حجة رعاية الحيوان لتعليل قرارها… لكنها ليست الوحيدة.

وتلفت مستشارة شؤون النقل في بلدية المدينة ماريا ترينيداد هيرنانديز إلى “الرفق بالحيوانات هو مبتغانا، لكن يجب علينا أيضا أن ندرك أنه في ملقة، في السابق، كانت هناك مساحة أكبر بكثير لتتحرك فيها (هذه العربات). ولكن مع الأشغال التي نُفذت في السنوات العشرين الماضية، كل ما تبقى (لتنقّل عربات الخيل) هو الحديقة وجزء من الواجهة البحرية”.

 “مفاوضات” 
الهدف ليس جديدا، ففي عام 2015، أعلنت البلدية عن رغبتها في وضع حد لهذا النشاط السياحي بحلول عام 2035. وبالتالي، فقد جرى تسريع الجدول الزمني لهذه المهمة بشكل كبير.

وتقول ترينيداد هيرنانديز “في ذلك الوقت كان هناك 55 ترخيصا، ولم يتبق سوى 25″، مضيفة “ما نريده اليوم هو استباق هذه السنوات العشر (حتى عام 2035) والانتهاء من الموضوع في عام 2025”.

وتشير إلى أن “مفاوضات” لا تزال جارية مع أصحاب آخر 25 ترخيصا لبلوغ اتفاق، موضحة “لقد تفاوضنا لفترة طويلة جدا، واستجبنا لـ99% من مطالب أصحاب العربات، ولكن بمجرد أن تتخذ البلدية القرار فسنلغي هذه التراخيص”.

ومع ذلك، فإن العربات التي تجرها الخيول لن تختفي تماما من المشهد السياحي في ملقة، إذ يُتوقع أن يستمر تنقّل بعضها في المدينة بشكل مؤقت.

وتلفت المستشارة البلدية إلى أن “ما سيزال هي تراخيص البلدية، وعربات السياح التي نستقلها وندفع ثمن التنقل فيها كما لو كانت سيارة أجرة”. ولكن “خلال العطلات والأوقات التي يتم فيها استخدام العربة بشكل تقليدي، فإنها ستستمر في الوجود”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى