ليلة ولا كل ليلة من ليالي الكرة المصرية، حيث تتعلق قلوب عشاق الساحرة المستديرة، بلقاء القمة الكلاسيكي، رقم “129”، بين الأهلي والزمالك، والذي يستضيفه استاد القاهرة الدولي، في السابعة مساء اليوم، ويديرها طاقم تحكيم نرويجي، بقيادة، إسبن إسكوس ” حكما للساحة “، ويعاونه كل من، جان إيريك “مساعدا أول”، وإسحاق باشيفكين “مساعدا ثانيا”، وعثمان إسلام “حكم رابع”، وتوم هارالد هاجن “حكم تقنية الفيديو”، وكريستوفر هاجينس “حكم فيديو مساعدا”.
على الورق، لاتخضع لقاءات القمة، لأي معطيات سابقة، من حيث تفوق الأهلي، وتراجع أداء الزمالك، ورحيل جروس، وتولي بيسيرو المهمة الصعبة، وكل شيء وارد، والتوفيق سيكون حليفا، لأي فريق يستغل الفرص وأنصافها في لقاء القمة الملتهبة الليلة.
وواقعيا، يدخل الأهلي والزمالك قمة الليلة بظروف متباينة وحسابات متناقضة تماماً لا تخفى على متابعي الكرة المصرية.
ويدخل الأهلي اللقاء، وهو يحتل المركز “الثاني” برصيد “32” نقطة، بفارق نقطة واحدة عن بيراميدز المتصدر، وكل ما يشغله في لقاء القمة هو تحقيق الفوز الخامس على التوالي لمواصلة هذا الصراع المثير، فيما يحتل الزمالك “الثالث”، برصيد “27” نقطة، بفارق “5” نقاط عن الأهلي، و”6″ نقاط عن بيراميدز صاحب الصدارة.
وواقعيا، يعد الأهلي هو الفريق الوحيد الذي لم يعرف طعم الخسارة في الدوري المصري حتى الآن، بخلاف أنه صاحب الهجوم الأقوى بتسجيل “26” هدفاً بقيادة مديره الفني، السويسري، مارسيل كولر.
وفي الوقت نفسه، يعيش الأهلي حالة من الاستقرار الإداري والمعنويات المرتفعة في ظل احتفالية ضخمة لتدشين مشروع استاد النادي الجديد، بجانب أن الفريق دعم صفوفه بأربع صفقات في الانتقالات الشتوية بضم المغربي أشرف بن شرقي والسلوفيني نيجك جراديشار ومصطفى العش وأحمد رضا.
وتبدو الصفوف الأهلاوية شبه مكتملة عدا غياب الثنائي طاهر محمد طاهر ومحمد مجدي “قفشة” للإصابة بجانب بعض اللاعبين الذين يعانون إصابات طويلة مثل ياسر إبراهيم ويحيى عطية الله وكريم فؤاد.
وعلى النقيض، يعيش الزمالك أزمات بالجملة بعد ولاية قصيرة للسويسري كريستيان جروس، ثم رحيله والاستعانة بالمدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي افتتح مشواره بالتعادل مع بتروجيت.
ويفتقد الزمالك لجهود العديد من لاعبيه على رأسهم الوافد الجديد محمود جهاد، والقائد محمود عبد الرازق “شيكابالا” وأحمد فتوح، بخلاف أن الفريق خسر “3” مرات في الدوري هذا الموسم.
وجماهيريا، تتعرض إدارة الزمالك برئاسة حسين لبيب لانتقادات واسعة لعدم إبرام صفقات مدوية، وفشل عودة بن شرقي الذي تحول للمنافس التقليدي.
وستكون القمة التي تحمل رقم “129” شاهدة على أمور تحدث لأول مرة، على رأسها ظهور البرتغالي جوزيه بيسيرو في لقاءات ديربي القاهرة، رغم أنه درب الأهلي من قبل عام 2015 ولكنه رحل قبل خوض لقاء الزمالك.
ويتمثل الأمر الثاني، في ارتداء أشرف بن شرقي قميص الأهلي، في حدث مرتقب لجماهير الفريقين خاصة أنه حقق نجاحات بالجملة بالقميص الأبيض.
وسيكون هذا اللقاء أيضاً أول ظهور لمحمد شوقي في مباريات القمة منذ فترة طويلة حين شارك كلاعب، ولكن هذه المرة سيتواجد كمدير للكرة مع الأهلي.
ولا شك أن كل فريق سيراهن على بعض الأوراق الرابحة لاقتناص النقاط الثلاث، فالسويسري كولر يحشد قوته الضاربة لاقتناص الفوز، ولكن يبقى فرس الرهان هو إمام عاشور هداف الدوري برصيد “9” أهداف ونجم الموسم الحالي بلا منازع.
ويعول كولر على مهاجمه السلوفيني نيجك جراديشار الذي سجل 3 أهداف وصنع مثلها، بجانب عودة الفلسطيني وسام أبو علي بعد غياب للإصابة مع احتمالية مشاركة أشرف بن شرقي أساسياً.
وضمت قائمة الأهلي، كلا من، محمد الشناوي ومصطفي شوبير وحمزة علاء وأكرم توفيق ومحمد هاني ومصطفي العش وأشرف داري ورامي ربيعة وكريم الدبيس وعمرو السولية وأحمد نبيل كوكا وأحمد رضا ومروان عطية وعمر الساعي وإمام عاشور وكريم نيدفيد وحسين الشحات ومحمد عبد الله وأشرف بن شرقي ووسام أبو علي وجينيك جارديشار.
وفي المقابل، يعول البرتغالي بيسيرو على تكوين توليفة جماعية تساعد الزمالك على الخروج بنتيجة إيجابية، مراهناً على إمكانية استعادة نجمه أحمد مصطفى “زيزو” التألق في هذه المواجهة بعدما ابتعد عن مستواه مؤخراً.
ويعتمد الزمالك على خبرات التونسي سيف الدين الجزيري، واحتمالية ظهور مواطنه الصاعد أحمد الجفالي بجانب مصطفى شلبي ومحمد شحاتة والمهاجم ناصر منسي الذي سجل هدف التعادل في لقاء السوبر الأفريقي.
