نص كلمة الرئيس السيسي فى افتتاح المنتدى الحضري العالمي
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن هذه النسخة من المنتدى الحضري العالمي تأتي في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة وحروبا لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية وعلى كل مناحي الحياة فيها وهو ما يستدعي حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبناء إذ يستحيل البدء في أي خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعاني من الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض.
وأعرب الرئيس السيسي – في كلمته خلال افتتاح المنتدى الحضري العالمي – عن ترحيبه بضيوف المنتدى الحضري العالمي على أرض مصر وفي عاصمتها القاهرة التي تم تأسيسها منذ أكثر من ألف عام لتكون واحدة من أهم الحواضر وأعرق عواصم العالم مما كان دافعا لاختيارها لاحتضان النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي بهدف تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات، حول قضايا التنمية الحضرية بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتطوير أساليب بناء مدن أفضل لتحسين حياة ملايين من البشر لاسيما في ضوء ما تشهده المدن والتجمعات السكنية من تحديات غير مسبوقة تتعلق بالنمو السكاني السريع، وتغير المناخ، وندرة المياه، والتنمية المستدامة، وفقدان المسكن، وتوفير التمويل اللازم وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمواجهتها.
وقال الرئيس السيسي أن هذه النسخة من المنتدى تأتي في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة وحروبا لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية وعلى كل مناحي الحياة فيها وهو ما يستدعي حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبناء إذ يستحيل البدء في أي خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعاني من الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض.
وتابع الرئيس السيسي لعل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من حروب وصراعات خاصة الحرب الدائرة في قطاع غزة ولبنان خير مثال على الخسائر الفادحة التي تتكبدها الدول جراء إعلاء صوت الحرب والصراع على حساب السلام والاستقرار.
وأوضح أن المعاناة اليومية التي تعيشها شعوب تلك الدول تتطلب استجابة فورية وفعالة لوقف نزيف الدماء والدمار والشروع فى البناء والتنمية وتحرص مصر دائما على تقديم كل سبل الدعم لأشقائها لوقف العنف وتخفيف حدة التداعيات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليه.
وقال إنه رغم ما يحيط بنا من أزمات حققت مصر في السنوات الماضية إنجازات كبيرة في مجالات العمران والتنمية الحضرية بما يخدم أهداف الإستراتيجية الوطنية “رؤية مصر 2030” حيث تم تنفيذ مبادرات ومشروعات ضخمة على رأسها مبادرة “حياة كريمة”، لتطوير الريف المصري والمناطق العشوائية، ومبادرة “تكافل وكرامة” لدعم الأسر الفقيرة والأكثر احتياجا، ومبادرة “سكن لكل المصريين” اليى تعد أكبر مشروع إسكان اجتماعي موجه لمحدودي الدخل في مصر والعالم بأسره.
ولفت إلى أن مصر قامت بإنشاء جيل جديد من المدن يتبنى معايير الاستدامة والذكاء الرقمي على رأسها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة ضمن اثنتين وعشرين مدينة أخرى تم بناؤها بشكل متزامن في مختلف محافظات الجمهورية، إلى جانب تدشين مشروعات لتطوير العشوائيات، والمناطق غير المخططة وغير الآمنة، فضلا عن تحديث وسائل النقل والمواصلات.
وأعلن الرئيس السيسي – خلال كلمته – عن إطلاق “الإستراتيجية الوطنية للمدن الذكية” و”الإستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر” الهادفتين إلى تعزيز الجهود الوطنية القائمة، في مجالات التحضر استنادا إلى المعايير الدولية للاستدامة والشراكة.
وأكد أن المنتدى الحضري العالمي منصة مثالية لتدشين حوار مثمر وفعال بين جميع الفاعلين المعنيين حول كيفية تحسين أوضاع التجمعات البشرية وتعزيز التنمية الحضرية ويتطلب هذا الأمر مشاركة فعالة من كل الأطراف المعنية من المجتمعات المحلية، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والجامعات لعقد شراكات وصياغة سياسات وإستراتيجيات تعكس احتياجات وتطلعات الشعوب في حياة كريمة ومستقبل أفضل.
وأعرب الرئيس السيسي – في ختام كلمته – عن تطلعه إلى أن يكون المنتدى خطوة مهمة على طريق تنفيذ “الأجندة الحضرية الجديدة” وتعزيز الشراكات الدولية من أجل إيجاد حلول مبتكرة وتوصيات عملية تسهم في مواجهة تحديات التنمية الحضرية.. وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.