[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

الجامع الأزهر وقصر بشتاك.. أبرز معالم حي الجمالية

إلا لم يكن به سوى الجامع الأزهر قبلة الدارسين من المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، لكفى!.. فما بالك إذا تجولت فيه وعرفت أنه يضم الجامع الأقمر، وجامع الحاكم بأمر الله، وجامع قلاوون، ومسجدي الحسين وخان الخليلي، والعديد من الجوامع العتيقة التى تشع نورًا وتفوح رائحة معتقة من جنباتها تبوح بأسرار وأسرار، وتحكي تاريخ القاهرة، بالإضافة إلى أسوار القاهرة وبواباتها، (بوابة الفتوح، وباب النصر، وباب زويلة) وكل باب له حكاية وحكاية، وكل مسجد وجامع له تاريخ وسر مع المصريين.. خان الخليلي، والصاغة والنحاسين والمدارس الأيوبية والمملوكية، كمدرسة الصالح نجم الدين أيوب، ومدرسة الظاهر بيبرس، وقصر بشتاك، وغيرها من روائع العمارة الإسلامية..وكل مكان منها نسمة من نسمات ماض تليد يمتد لمئات السنين.. كل هذا التاريخ يقع فى حي الجمالية وحده.

موضوعات قد تهمك

نباتات وحيوانات نادرة ومهددة بالانقراض وشعاب مرجانية رائعة.. محمية وادي الجمال

محمية وادى الحيتان بالفيوم..  ستعيدك للزمن 4 ملايين عام  من القدم

سور مجرى العيون.. حكاية لها تاريخ

اكتشاف مثير للاهتمام.. أسرار 3 قبور فى فرنسا متجهة نحو مكة

سبب التسمية

يرجع اسم حي الجمالية إلى وزير الخليفة المستنصر، إلى أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، وقيل إن هذا الاسم يعود إلى “جمال الدين محمود الأستادار”، ومدرسته الذي بناها في الحي عام 1409م، وكانت وقتئذ من أعظم المدارس في القاهرة.

يتمتع حي الجمالية من بين أحياء المحروسة بشهرة تاريخية وأثرية، لا مثيل لها، بين أحياء القاهرة، فهو بحق مصباح من المصابيح التي أنارت تاريخ مصر، فقد كان فى يوم من الأيام مركزًا، للحكم وأقيمت فيه المدارس والمساجد والخانات ووكالات القاهرة التجارية، حتى أصبح زاخرا بالحرفيين والصنَّاع المهرة.

وفى الوقت الحالي، لا يستخدم حي الجمالية بمشمولاته العريضة ، وإنما سكان الحى وحى الزائرين يستخدمون كل مكان باسمه، وليس اسم حي الجمالية، كالأزهر، والحسين، وباب النصر، وهكذا، فالحي أصبح غير معروف، باسمه الكبير، إنما كل جزء منه معرف باسم منفصل.

الجمالية

مساحة حي الجمالية

يشغل حي الجمالية العريق نحو 2.5% تقريبًا من مساحة القاهرة الآن، ويحده جبل المقطم، وشارع المعز لدين الله الفاطمي، من الشرق، وفى الشمال حي الحسينية والظاهر، أما باب الشعرية والموسكي، فيع بالغرب منه، وفى الجنوب الدرب الأحمر وشارع الأزهر.

وكانت هذه المنطقة في العصر الفاطمي تمثل خُمس القاهرة تقريبًا، وكانت تحتوي على قصور الخلافة الفاطمية، وأسس بعدها الأمير جهاركس الخليلي أحد أمراء الدولة المملوكية في عهد السلطان “الظاهر برقوق” خان الخليلي عام 1382 بعدما انتهت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، وبناها على أنقاض تراب الخلفاء الفاطميين في مصر، والتي عرفت باسم “تراب الزعفرانة”.

وحل الأمير جمال الدين يوسف الأستادارفي عام 1409 الوقفيات في منطقة رحبة باب العيد، وبنى مدرسته، ومن بعده سكنت عامة الشعب في المنطقة، فظهرت فيه الزقايق التي تشعبت مع مرور الأأيام وظهر حي الجمالية.

الحسين

حي الجمالية ملتقى الأدباء والشعراء

منذ نشأة هذا الحي، وهو قبلة لأهل العلم، ومارة يهتدى بها السالكين فى دروب التعلم،فإن كان اليوم يقوم الأزهر كمارة عالية يجذب إليه طلاب العلم من كل حدب وصوب، خاصة أؤلئك الذين يريدون تنشئة أبنائهم تنشئية دينية وعلمية على أسس سليمة، فإن الحي فى الماضي، كان موطن الأدباء والشعراء، فبهذا الحي عاش الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني وتلميذه الحافظ شمس الدين السخاوي، كما أقام به المقريزي، أشهر مؤرخ لمصر، وولد به أعظم أدباء عصره، صاحب نوبل نجيب محفوظ، الذي صور من خلال الحي البيئة القاهرية أعظم تصوير.

وعلى مقاهيه جلس أعظم العديد من الأدباء والشعراء، مثل حافظ إبراهيم وعبد الحميد الديب، وعملاق الزجل بيرم التونسي، وشيخ الملحنين زكريا أحمد.

حي الجمالية يشكو الإهمال

ورغم كل ما ذكرناه، ورغم التاريخ الطويل وأنه مسجل على قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، فإن حي الجمالية ـ مثله في ذلك مثل غيره من أحياء القاهرة ـ يشكو من الإهمال الشديد، ويطالب سكان تلك الأحياء لإنقاذ الشوارع والأزقة التاريخية من التداعي، وإنقاذ المنطقة التي تضم أعرق الحرف اليدوية التي كادت تندثر، وترميم المباني التاريخية المتهالكة التي أصبح بعضها مقالب للقمامة بدلا من أن تكون مقصدا للزائرين.

الجمالية قديما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى