منوعات

الأكل الصحي.. بين الموضة والتباهي

كشفت دراسة جديدة عن إقبال بعض الناس على شراء الأطعمة الصحية بغرض التباهي وليس بناء على وعي حقيقي أو ضرورة صحية، بل لمجرد أنها أصبحت صيحة عصرية أو تقليدا لترند أصبح عند بعض المشاهير.

الدراسة الاستقصائية شملت 2000 شخصٍ بالغ في الولايات المتحدة وأظهرت أن 30 بالمئة من الأميركيين يشترون الأطعمة الصحية بسبب أنها عصرية فقط.

وعندما سئل المشاركون عن أولوياتهم عند شراء البقالة، جاءت الصحة في المرتبة الرابعة بنسبة 18 بالمئة، بعد التكلفة التي شكلت نسبة 64 بالمئة، والجودة 36 بالمئة، والتفضيلات الشخصية 19 بالمئة.

الخبراء المشرفون على الدراسة قالوا إن العديد من المصطلحات المستخدمة في تسويق الأطعمة الصحية هي التي تشجع المستهلكين على الالتزام بنظام غذائي حتى لو لم يقتنعوا به، حيث يشعر نحو 31 بالمئة من المشاركين بالملل من الملصقات الموجودة على الأطعمة أثناء التسوق ولكن عند رؤيتهم لبعض المشاهير يستخدمونها يقلدونهم دون التأكد لمواكبة الموضة فقط.

ووصف بعض الخبراء هذا التقليد بالأعمى وقد يؤدي لمفاهيم خاطئة، مثلِ الاعتقاد بأن المنتجات الطازجة دائما أكثر فائدةً صحيًّا من الخيارات المعلبة أو المجمدة، أو أن بدائل حليب الألبان مثل حليب الصويا أو حليب اللوز دائمًا أكثر فائدة وهذه كلها معلومات خاطئة.

من جانبها قالت خبيرة التغذية رزان شويحات إن هناك مشكلة تتعلق بعدم الاختيار بناء على أشياء علمية وإنما لمجرد السماع عن الشيء أو الدعاية له وهنا تكون المخاطر أكبر بكثير.

وأضافت شويحات في حديثها لبرنامج الصباح المذاع على “سكاي نيوز عربية” أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتنا في نشر المعلومات الغذائية بطريقة أسرع وإيصالها لعدد أكبر مقارنة بالعدد القليل الذي كان يتوجه للعيادات.

وأضافت رزان: “المشكلة أن الكلمة صارت مستهلكة بطريقة غير صحيحة، وأصبح يتم التحدث عن كل شيء صحي دون معرفة ما يجب أن يتم اعتباره كذلك بالفعل”.

وتابعت: “للأسف يتم إطلاق كلمة صحي على أي طعام تم تحضيره فقط بالشوي أو بالقلاية الهوائية وهذا أمر انتشر، فالقلاية الهوائية صحية لكننا أصبحنا نضع فيها كل المنتجات، والفكرة ليست فقط استخدام الأدوات أوالمنتجات الصحية فالمصطلح يجب أن يكون مدروسا ومعروفة مصدر المعلومة”.

وحول النظرة الصحيحة للطعام أوضحت: “نظرتنا كاخصائي تغذية عن الطعام الصحي هو الذي يحتوي على مواد طبيعية وعناصر غذائية وفيتامينات ومعادن وألياف ونسبة دهون أقل ونسبة سكر اقل وذلك قبل أن نطلق كلمة صحي على أي طعام نلجأ تلك المعايير العالمية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية”.

وفيما يتعلق بمجموعات الطبخ الصحي على مواقع التواصل الاجتماعي قالت إن هناك معايير يجب اتباعها قبل اعتماد المعلومة منهم أبرزها خلفية المتحدث ومدى تطبيقه للمعلومات الصحية ومصداقيته والمكونات التي يستخدمها.

وشددت على ضرورة أن لا يتم إفقاد المنتج الصحي لقيمته من خلال زيادة نسبة السكر في العصائر الطبيعية على سبيل المثال مبينة أن المستهلك يجب أن يكون واعي ولديه مسؤولية صحية.

وتابعت: “كخبيرة تغذية أحيانا استعين ببعض الأطباء المتخصصين لمعرفة ما يتعلق بالتغذية، فيجب أعطاء الأمر للمتخصصين دائما”.

وأضافت أنه ليس من الضروري أكل الطعام الصحي دائما وإنما التوازن على ألا تكون كل الأطعمة غير صحية، و استخدام عنصر أو اثنين بشكل صحي في الطعام هو خطوة إيجابية يتم البناء عليها.

واعتبرت أن المشكلة في الادعاءات الخاطئة عند وصف وجبة كالمبالغة في ذكر أهمية بعض المواد أو وصف وجبة للمصابين بالسكر على سبيل المثال دون أن يكون ذلك صحيحا.

وشددت على أهمية مراقبة الحكومات للمنتجات خاصة عندما تكتب عليها عبارات غير واضحة مثل “دهون أقل” وهي كلمة لا تعني أن المنتج لا يحتوي على دهون وإنما تم تقليل النسبة فيه وما يحدث لا شعوريا أننا نزيد من استهلاكنا لهذا المنتج.

وأردفت: “كلمة لايت أو خفيف أو أقل أو كلمة دون سكر قد تعني دون سكر مضاف وقد تكون كمية السكر الطبيعي فيه عالية، يجب الانتباه لهذه الكلمات المضللة ويجب الرجوع للملصق الغذائي”.

وأفادت بأن متابعة الملصق مهمة للغاية فأي مادة نسبتها أقل من 20 بالمئة تعتبر نسبة فقيرة في المنتج وهو ما يجب أن يكون في السكريات على سبيل المثال والأفضل أن تقل عن 5 بالمئة، وأي مادة نسبتها تزيد عن 20 بالمئة فالمنتج غني بها وهو ما يجب أن يكون في المعادن والألياف وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى