[ الصفحة الأولى ]

العالم سيتجاوز فكرة شاشات الهواتف والتلفاز.. فماذا بعد؟

لم نتجاوز منتصف عام 2024 بعد، إلا أن عالم الأدوات التقنية شهد بالفعل تطورات مثيرة للاهتمام. فبالإضافة إلى الإصدارات المعتادة من الهواتف الذكية والساعات الذكية والحواسيب اللوحية والأجهزة المحمولة التي تطرحها شركات التكنولوجيا العملاقة سنويًا (أو نصف سنويًا)، شهد هذا العام ظهور ابتكارات جديدة كليًا.

تقول الكاتبة ليزا إدسيكو في مقال متخصص على موقع سي نت المهتم بالتكنولوجيا، إن كل من شركة آبل وسامسونج، أكبر شركتين لصناعة الهواتف الذكية في العالم، دخلت مجالات جديدة. إذ أصدرت شركة آبل جهاز “فيجن برو” للواقع المختلط، بينما أعلنت شركة سامسونج العملاقة الكورية عن إطلاق جهاز “جالاكسي رينج” لتعقب اللياقة البدنية والذي يوضع في الإصبع. كما حققت شركتا ناشئتان هما “رابيت” و”هومان إيه.آي” ضجة كبيرة بأجهزتهما التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تتطلب من المستخدمين إعطاء الأوامر الصوتية لمساعدين ذكاء اصطناعي محمولين بدلاً من النقر على الشاشات.

 

رغم اختلاف مظهر أجهزة “آبل فيجن برو” و”سامسونج جالاكسي رينج” و”رابيت آر1″ و”هومان إيه.آي بين”، إلا أنها تشترك في هدف مشترك: تغيير علاقتنا بالشاشات.

تهدف شركة آبل من خلال جهاز “فيجن برو” إلى توسيع استخدام التطبيقات خارج حدود الشاشة المادية. أما جهاز “جالاكسي رينج” من سامسونج، فهو على الرغم من عدم كونه الأول من نوعه، يهدف إلى تتبع صحتك البدنية دون تشتيت انتباهك بشاشة صغيرة على معصمك. وفي الوقت نفسه، تسعى كل من “هومان” و”رابيت” لإثبات أنه ليس من الضروري فتح التطبيقات لإنجاز المهام بسرعة.

 

هذا هو السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه بعد تجربة كل من جهازي “هومان إيه.آي بين” و”رابيت آر1″. وعلى الرغم من جاذبية فكرة وجود مساعد ذكاء اصطناعي بحجم راحة اليد يمكنه توفير الوقت، إلا أن كلا الجهازين لا يقدمان تجربة تفوق تجربة الهاتف الذكي في صورته الحالية.

الإسقاط بالليزر: يستطيع الجهاز عرض النصوص والصور على يديك في المواقف التي تتطلب واجهة مرئية للتفاعل، مثل إدخال كلمة السر. لكن يتطلب هذا النظام التعود عليه، إذ يتعين عليك تحريك يدك وإمالتها لإجراء عمليات التحديد في هذه الواجهة، وهو ما قد يكون غير مريح.

لقد جربت الجهاز لفترة وجيزة وأتفق على أنه لا يزال ييتطلب وقتا لتعلم أكبر. في هذه الحالة، من الأسهل استخدام الهاتف حاليا. هذا ناهيك عن أن سعر “هومان إيه.آي بين” يبلغ 700 دولار وهو مبلغ أكبر مما يرغب معظم الناس في دفعه على جهاز غير ضروري.

 

يعتبر جهاز “رابيت آر1” الذي يبلغ سعره 199 دولارًا أكثر سهولة في الاستخدام لأنه يحتوي على شاشة (وإن كانت صغيرة)، ولكنه يعاني أيضًا من العديد من السلبيات التي تجعل من الصعب التوصية به حاليًا. إن التصميم الكلاسيكي المميز لجهاز “آر1” وقدراته على فهم اللغة الطبيعية تجعله ممتعًا للاستخدام، إلا أنني لم أجد سببًا مقنعًا لاستخدامه بدلاً من هاتفي.

الخدمات التي يتعامل معها حاليًا، محدودة للغاية مقارنة بالتطبيق الموجود على هاتفك.

تقدم خدمات “دورداش” على جهاز “رابيت آر1” عددًا محدودًا من الخيارات فقط. كما تقتصر واجهة “سبوتيفاي” على الأغنية التي يتم تشغيلها حاليًا وقائمة الانتظار. يمكن لجهاز “رابيت آر1” أيضًا الاتصال بحساب “أوبر” الخاص بك، لكنني لم أتمكن من تشغيله أثناء اختباري.

لا تزال العديد من الميزات والتكاملات الرئيسية لجهاز “رابيت آر1” غير متاحة، مما يجعل من الصعب استيعاب المستقبل الخالي من التطبيقات الذي يتخيله مؤسسه جيسي ليو.

لا تزال أجهزة التحكم الصوتي هذه، وسماعات الرأس باهظة الثمن مثل “فيجن برو”، والخواتم الذكية، أمام طريق طويل لإثبات قيمتها في حياتنا. لكن المستقبل الذي تسعى إليه جذاب.

تتطلع “رابيت” إلى جعل استخدام وكيل ذكاء اصطناعي لتشغيل التطبيقات نيابة عنك أمرًا طبيعيًا. بدلاً من فتح العديد من التطبيقات المختلفة لحجز عطلة، ماذا لو كان بإمكانك استخدام عدد قليل من الأوامر البسيطة لطلب من مساعد افتراضي العثور على الفندق والرحلة المناسبين؟ هذا هو هدف “رابيت”، على الرغم من أنه يبدو بعيد المنال عن التجربة المتاحة اليوم.

تسعى “هومان” بنفس الطريقة إلى بناء حالة لوجود رفيق ذكاء اصطناعي قابل للارتداء يمكنه مساعدتك في إنجاز المهام دون الحاجة إلى هاتفك.

في غضون ذلك، يتمتع جهاز “فيجن برو” بإمكانيات هائلة كجهاز ترفيهي واتصال، من بين أمور أخرى، مما يجعله من الممكن مشاهدة فيلم أو إجراء مكالمة مع من تحب على شاشة أكبر بكثير مما يمكن أن تحمله في يدك.

يمكن أن يقربنا جهاز “جالاكسي رينج” من سامسونج من مستقبل يمكن فيه للأدوات التي تشبه المجوهرات مراقبة العلامات الحيوية بشكل سلبي طوال اليوم – دون الإزعاج المستمر للإشعارات وإغراء التحديق في مستطيل متوهج آخر. والأفضل من ذلك، ماذا لو كان بإمكان مساعدك الذكي تقديم النصائح والرؤى بناءً على البيانات من خاتمك، دون الحاجة إلى فتح أي تطبيق على الإطلاق؟

 

لا ندعي أي من هذه الأدوات أنها ستحل محل هاتفك أو تحاول تقليل وقت استخدام الشاشة. لكن تشير البيانات إلى أنه قد يكون هناك طلب على أدوات يمكنها القيام بذلك. أظهرت دراسة أجرتها شركة “هارموني هيلث كير آي تي” لإدارة البيانات الصحية أن 40٪ من المستجيبين للدراسة يحاولون تقليل وقت استخدام الشاشة في عام 2024. ووجدت الدراسة، التي شملت إجابات من أكثر من 1000 أمريكي، أنهم يقضون في المتوسط 4 ساعات و 37 دقيقة في التحديق بهواتفهم كل يوم.

إنه مستقبل يبدو قريبًا جدًا وفي نفس الوقت بعيد المنال. إذا كان هناك شيء مؤكد، فهو أن شركات التكنولوجيا الكبيرة والصغيرة تبحث عن طرق للتغلب على الشاشة، للأفضل أو للأسوأ. لكن استبدال الشاشات الصغيرة التي تتسع جيوبنا لن يكون مهمة سهلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى