بدونه يتوقف تطور الذكاء الاصطناعي.. أهم أجهزة الأرض تكلفته 300 مليون دولار
يصنف جهاز آلة الطباعة الحجرية فوق البنفسجية الخارقة أو ما يعرف بـ”Extreme Ultraviolet Lithography Machine” أو باختصار “EUV”، كأهم الأجهزة على الكرة الأرضية حاليا بالنسبة لقطاع التكنولوجيا والاقتصاد العالمي وحتى سياسات الدول.
ومن دون الجهاز سيتباطأ النمو الاقصادي وسيصبح شبه مستحيل إحراز التقدم التكنولوجي الضروري لتطوير الذكاء الاصطناعي، وتبلغ تكلفته 200 مليون دولار لكل جهاز، لكنها سترتفع إلى 300 مليون دولار للطراز الجديد والذي حصلت إنتل على الجهاز الأول منه.
ويعتبر إنتاج هذا الجهاز حكراً على شركة واحدة فقط في العالم هي شركة “إيه إس إم إل – ASML” الهولندية.
طريقة عمل الجهاز
يعادل حجم الجهاز حجم حافلة نقل عام مكونة من طابقين ودوره طباعة تصميمات صغيرة ومعقدة على الرقائق الدقيقة، بسماكة ذرة واحدة فقط، والتي تحدد ما ستفعله كل شريحة!.
ويتيح الجهاز إمكانية الإنتاج الضخم للرقائق الدقيقة الأكثر تقدما في العالم، ويجعل عملية التوسع في متناول صانعي الرقائق وتسمح لصناعة أشباه الموصلات بمواصلة التطور.
وفيما أن الولايات المتحدة تسعى للعب دور ريادي في قطاع التكنلوجيا إلا أن خطأ واحداً من شركة إنتل أفقدت واشنطن القيادة، والآن تسعى تحت إدارة بايدن لتفعيل دورها في هذا المجال.
فماذا حدث؟
على الرغم من أن تطوير تقنية الطباعة الحجرية بدأ في الولايات المتحدة في مختبرات وزارة الطاقة التي استثمرت عشرات المليارات في تطويرها، إلا أن الحكومة الأميركية أدركت ضرورة إدخال شركات القطاع الخاص لتحقيق النجاح في وصولها إلى الأسواق، ما أدى إلى شراكة مع القطاع الخاص في 1997 شملت شركات مثل إنتل و”AMD” وموتورلا ومن ثم توسعت لتشمل “ASML” وسيليكون فالي غروب.
وفي ذلك الحين كانت الشركات اليابانية “نيكون” و”كانون” تلعبان دورا قيادي في مجال الطباعة الحجرية، ما اعتبرته الولايات المتحدة تهديدا لها ولذلك وضعت كل دعمها وراء “ASML” التي اشترت “سيليكون فالي غروب” في 2001 ووجهت كل طاقتها لتطوير تقنية أجهزة الـ”EUV”، لتحتكر السوق فيما بعد بسبب صعوبة هذه تطوير هذه التقنية وارتفاع تكلفتها.
وفي 2012 ضخت شركات الرقائق الكبرى “TSMC” وسامسونغ وإنتل مجتمعة نحو 6.5 مليار دولار لدعم الشركة الهولندية. وأخيراً في 2018 أثمر رهان “ASML” على أجهزة الـ”EUV”.
وعلى الرغم من أن إنتل الأميركية كانت من أكبر المستثمرين في الشركة إلا أنها لم تحصل على أي من الأجهزة الأولية لأن الرئيس التنفيذي في حينها لم يكن على ثقة بأن هذه التكنولوجيا يمكن أن تعمل على نطاق اقتصادي.
وساعد هذا الخطأ شركة “TSMC” باستخدام أجهزة الـ”EUV” على التفوق على شركة “إنتل” من الناحية التكنولوجية لأول مرة في عام 2018.
وخلال فترة 5 سنوات ارتفعت أسهم “TSMC” المدرجة في بورصة نيويورك والتي تجاوزت 200% مقابل تراجعات على سهم “إنتل” بنفس الفترة بأكثر من 30%.
وفي عام 2018 سعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب آنذاك لمنع بيع أجهزة “EUV” إلى الصين، وبالتالي لم تتمكن بكين من وضع يدها عليها.
يذكر أن أول منتجات وصلت إلى الأسواق وكانت مصنوعة بالرقائق المتطورة من أجهزة “EUV” كانت هواتف “Galaxy Note10″ و” Galaxy Note10+” في 2019.
وشحنت شركة “ASML” حتى الآن 200 جهاز “EUV” لتصبح أكثر شركات التكنولوجيا الأوروبية قيمة بقيمة سوقية 340 مليار يورو.
وتمثل شركات “TSMC” وسامسونغ وإنتل معا 84% من حجم أعمال “ASML”.