حتّا..أهم مناطق الجذب السياحي في دبي
حتّا، تتنوع مقومات الجذب في دبي بين ما هو طبيعي وما هو من صُنع الإنسان، لتتكامل هذه العناصر في تأكيد مكانة المدينة النابضة بالحياة وجاذبيتها للزوار سواء من مختلف أنحاء الدولة، أو من دول المنطقة، وكذلك من حول العالم، للاستمتاع بتجربة زيارة فريدة لكل زائر، ليغادرها حاملاً ذكريات لا تنسى.
أهم مناطق الجذب السياحي في إمارة دبي
حتّا.. هي واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في إمارة دبي، وتتميز بطبيعتها الجبلية الآسرة التي تجتذب الزوار من محبي الطبيعة والمغامرة من حول العالم، لما تتميز به من جمع بين روعة البيئة الفطرية الطبيعية وأصالة التراث بما تضمه من شواهد تاريخية ضاربة في القِدَم، إذ يرجع بعض المؤرخين تاريخ هذا الجزء من الوطن إلى أكثر من 3000 عام مضت.
وتتنوع مقومات الجذب في حتّا التي، عُرفت قديماً باسم “الحجرين” لوقوعها بين جبلين شاهقين، واشتهرت بالقلاع التاريخية والمزارع والأفلاج، ليتنوع مع تلك المقومات أيضاً نوعية الزوار الذين يقصدونها من كل مكان ما بين هواة الرياضة وعُشاق المغامرات والباحثين عن الراحة والاسترخاء في أحضان الطبيعة بعيداً عن صخب ومسؤوليات الحياة اليومية.
مهرجان شتانا في حتّا
وقد استهل الموسم الشتوي الثالث لحملة “وجهات دبي” الذي انطلق قبل أيام بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم ، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، بتنظيم النسخة الأولى من مهرجان شتانا في حتّا، بالتعاون بين براند دبي، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، واللجنة العُليا للإشراف على تطوير منطقة حتّا، وهو يضم مجموعة من الفعاليات المتنوعة والتجارب الترفيهية والرياضية من 15 وحتى 31 ديسمبر الجاري، وذلك بهدف إلقاء مزيد من الضوء على ما تتمتع به هذه المنطقة من مميزات وعوامل جذب عديدة، حيث تهدف “وجهات دبي” لتقديم معلومات للمواطنين والمقيمين والزوار تمكنهم من بدء عطلة شتوية فريدة في مختلف مناطق الإمارة.
مكانة متنامية
ويؤكد هلال سعيد المرّي، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي أن تنامي مكانة حتّا كوجهة رائدة للسياحة البيئية والثقافية وكذلك لسياحة المغامرات يعكس التزام دبي بتوفير تجارب فريدة لسكانها وكذلك لزوارها من مختلف أنحاء العالم”.
ويقول سعادته في هذا الصدد: “في ظل الاستراتيجية الواعية والتخطيط المحكم الذي يجري بتوجيهات ومتابعة القيادة الرشيدة في دبي، تعنى منطقة حتّا بمفاهيم وممارسات السياحة المستدامة، لاسيما مع تواصل جهود التطوير التي تشهدها هذه المنطقة الحيوية، كجزء من خطة دبي الحضرية 2040، لتترسخ مكانة حتّا بين أهم مناطق الجذب في دبي. فمنطقة حتّا هي شهادة على التزامنا بتنمية السياحة المستدامة والمسؤولة والمتنوعة”.
معالم تاريخية
وتُعد “قرية حتّا التراثية” من أبرز الأماكن التاريخية في دبي ودولة الإمارات على وجه العموم، إذ تستعرض نموذج الحياة القروية قديماً، لتقدم للزائر صورة تحاكي الواقع المعاش قديماً من خلال ما تضمه من مجسمات ووثائق ومنحوتات وأعمال يدوية. وقد تم افتتاح القرية في العام 2001 لتعيد إحياء تراث دبي من خلال الأكواخ والمباني التقليدية التي عهدتها المدينة في الماضي.
ومن المعالم التاريخية المهمة، “حصن حتّا” الذي تم تشييده في العام 1896 ويُعدّ من أهم المعالم الأثرية في دولة الإمارات، ويشمل فناءً داخلياً وبرجاً للمراقبة بارتفاع 11 متراً. واُستخدم في بناء الحصن مواد طبيعية من الصخور الجبلية والطوب اللبن، بينما تم استخدام سعف وجذوع النخيل في السقف الذي يغطيه، وقد أُعيد ترميمه عام 1995.
وتضم حتّا العديد من المعالم التاريخية المهمة ومنها مسجد الشريعة، الواقع في منطقة الشريعة التراثية، وجرى تشييده منذ نحو 200 عام، فيما خضع لعمليات ترميم حديثاً في إطار جهود تطوير القدرات السياحية لمنطقة حتّا. كذلك تعد منطقة الشريعة من المناطق التراثية الرئيسية في هذه المنطقة إذ تضم فلجاً تاريخياً يسمى فلج الشريعة يستخدم ماؤه في ري مزارع المنطقة.
مزارع وحدائق
المناطق الخضراء تشكل أيضا عوامل جذب مهمة في حتّا ومنها مزرعة أشجار النخيل التي تقع على بُعد مسافةٍ قصيرة من القرية التراثية. ويطيب للزوار التجول في هذه المزرعة والاستمتاع بما تمنحه للزائر من شعور بالهدوء والسكينة، كما يمكن للزائر الاستمتاع بمشاهدة الأفلاج (أنظمة ريّ استخدمت قديماً) وتفردها إذ تمتد لكيلومترات تحت الأرض قبل أن تظهر على السطح.
وتعد زيارة “حديقة التل” من الأنشطة الموصى بها لزوار حتا، لاسيما لهواة ارتياد المناطق الخضراء والأجواء المفتوحة، وقد تم تشييدها في العام 2004، وتشتهرُ بكونها مقصداً لمحبي النُّزهات والشواء في الهواء الطلق وتتميز بارتفاعها عن سطح الأرض كونها شيدت على تلة، وهو السبب في إطلاق هذا الاسم عليها.
وتُعد “حديقة النحل” من المزارات المهمة في منطقة حتّا التي اشتهرت بإنتاج أجود أنواع عسل النحل، وهي أول حديقة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وتضم الحديقة آلاف خلايا النحل الممتدة على مساحة الحديقة التي تناهز 16 ألف متر مربع، وتقع وسط الجبال والمزارع، وتشكّل زيارة الحديقة فرصة نموذجية للتعرف على أنواع وفصائل النحل والخلايا وأسلوب التربية والعناية بالنحل وأنواع الزهور والنباتات التي تتغذى عليها، علاوة على الوقوف على أفضل أنواع العسل وكيفية التعرف على الأنواع الأصلية منه، حيث تجمع زيارة الحديقة ما بين الترفيه والتثقيف في آن.
السياحة الرياضية
كذلك تشكّل السياحة الرياضية جزءاً مهما من المنظومة السياحية في منطقة حتّا، ومن الأمثلة على ذلك استقطب سباق “سبارتن حتّا”، وهو أحد أصعب سباقات التحمُّل في العالم، في نوفمبر من العام الجاري، مشاركة أكثر من 3500 رياضي ورياضية من مختلف الجنسيات والأعمار والقدرات البندنيّة، من بينهم 900 متسابق من خارج الدولة، حيث جرى السباق بين جبال ووديان حتّا، بحضور كبير تجاوز 5000 من المتابعين للسباق الذي نظّمه مجلس دبي الرياضي، ضمن الفعاليات التي ينظمها المجلس في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز مكانة هذه المنطقة كوجهة نموذجية لسياحة المغامرات وبطولات التحدي، وضمن الخطة التنموية الشاملة للمنطقة لتعزيز جاذبيتها وجهة سياحية ورياضية نموذجية، في ضوء ما تمتلكه من مقومات طبيعية بما يخدم كذلك في ترسيخ مكانة دبي المدينة الأفضل للعيش والعمل والزيارة في العالم.
كذلك جاء السباق مواكباً لجهود تطوير البنية التحتية الرياضية في حتّا التي باتت تشهد تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية المحلية والعالمية لتصبح منطقة حتّا وجهة رياضية مميزة في الدولة والمنطقة.
استكشاف حتّا
ويتميز مهرجان “شتانا في حتّا”، الذي يُقام للمرة الأولى، بمزيج فريد من الفعاليات والأنشطة الرياضية والترفيهية ويستمر حتى 31 ديسمبر في محيط بحيرة “ليم” في المنطقة الجبلية الخلابة وفي حتّا وادي هب. ويدعو هذا المهرجان الجميع لاستكشاف كل ما تقدمه منطقة حتّا ضمن النسخة الثالثة من حملة “#وجهات_دبي” بالإضافة إلى عروض الإضاءة الفريدة عند حصن حتّا، وإضاءة الشوارع التي تضاهي إضاءة شارع الشانزليزيه الشهير، وعروض الألعاب النارية فوق سماء لافتة حتّا في نهاية كل أسبوع طوال فترة المهرجان.
ويضم المهرجان أنشطة متنوعة للعائلات والأطفال من جميع الأعمار، ويسلّط الضوء على تفرد المنطقة وتطورها كوجهة صديقة للبيئة. ويهدف المهرجان أيضاً إلى الترويج لكنوز حتّا الثقافية والتاريخية والطبيعية، وتشجيع الزوار على الاستمتاع بمناظرها الطبيعية الفريدة والأنشطة الترفيهية.
التحدي والمغامرة
وتتنوع الأنشطة التي يمكن لمحبي التشويق ورياضات المغامرة ممارستها في حتّا، وهو ما تتيحه الطبيعة الجبلية للمكان، بما يضمه من مرتفعات وأودية وبحيرات، ومن تلك الرياضات رياضة ركوب الخيل الذي يمكن للزوار من مختلف الأعمار الاستمتاع بها بين جبال المنطقة للتجول بين الجبال والوديان والتعرف إلى طبيعة المنطقة.
كذلك تشكّل مسارات المشي الجبلية التي تم إعدادها وتمهيدها لمحبي هذه الرياضة عنصر جذب للزوار عشاق هذه الرياضة، وتمنح الزائر فرصة الاستمتاع عن قرب بالطبيعة الجبلية الرائعة التي تتميز بها حتّا، إذ تمتد تلك المسارات إلى أكثر من 32 كيلومتراً، لتكون بذلك الأطول من نوعها في دولة الإمارات، ما يمنح الزوار فرصة فريدة للاستمتاع بجمال جبال وسفوح هذه المنطقة عن قرب.
ويوفر “مضمار حتّا للدارجات الهوائية الجبلية”، بامتداد 52 كيلومتراً، لهواة هذه الرياضة تجربة مشوّقة في أحضان جبال حتّا. ويتضمن المضمار مسارات متنوعة تناسب جميع الأعمار والمستويات من المبتدئين والمتمرسين والمحترفين، كما يشمل أول منشأة من نوعها في دولة الإمارات لتدريب المبتدئين على ركوب الدراجات، كذلك يتيح استئجار أو شراء مجموعة من ملحقات الدراجات الهوائية الجبلية، مثل أدوات الحماية والملابس الرياضية وغيرها. ويعد ركوب الدراجات الهوائية في حتّا من التجارب المحببة لعشاق المغامرة والباحثين عن أجواء التحدي في بيئة طبيعية ثرية بتنوعها.
رقم قياسي
وتعتبر “لوحة حتّا”، بارتفاع 19.28 متر على قمة جبل الحجر، أحد أهم المعالم في منطقة حتّا السياحية، وقد أعلنت دبي القابضة مطلع سبتمبر الماضي دخول اللوحة موسوعة “غينيس للأرقام القياسية العالمية” كأعلى لوحة معلم بارز في العالم. وتعكس اللوحة مكانة حتّا بين أهم المناطق الطبيعية في دولة الإمارات.