ثقافة وفنون

«سلا».. ظهير ثقافي للمرأة

دنيا سلامة

شهدت الدورة 16 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة “سلا” المغربية، والتي تُختتم اليوم السبت، نشاطا ثقافيا مهما بالتوازي مع العروض والبرامج والمسابقات المعتادة.
ويلفت نظري دائما ذلك “الظهير الثقافي” للمهرجانات السينمائية، حيث تكتمل به الرسالة، وتترسخ الهوية، ويتحقق الهدف من تسليط الضوء على القضايا المطروحة، ليس فقط بالجانب النظري، ولكن أيضا الفكري والأدبي.
وفي حالة مهرجان “سلا” تحديدا، فقد كان ظهيرا ثقافيا للمرأة نفسها، وقضاياها التي قُتلت بحثا، لكنها ما زالت حتى الآن تفتقد إلى الحل في مختلف المجالات، بما فيها السينمائي.

دارت الندوة الرئيسية، التي استمرت قرابة الثلاث ساعات أمس الجمعة وأدارها الناقد المغربي محمد إشويكة، حول صورة المرأة في السينما العربية، وتم في جلستها الأولى تقديم ترجمة مهرجان سلا لنسخة العام الماضي من الكتاب الجماعي الدوري الذي يصدره مهرجان أسوان لسينما المرأة بعنوان “صورة المرأة في السينما العربية” عن دور النساء في أفلام كل من البلاد العربية وصورتهن فيها. والكتاب من تحرير الكاتبة الصحفية انتصار دردير وترجمه إلى الفرنسية عمر رمضان، وشارك في الجلسة كل من: الباحثة السينمائية التونسية إنصاف أوهيبة، والسيناريست محمد عبد الخالق، والكاتب الصحفي حسن أبو العلا، رئيس ومدير مهرجان أسوان على الترتيب.

وهنا لابد من الإشادة بمبادرة مهرجان سلا بإبراز نشاط مهرجان عربي آخر وترجمة وتقديم كتاب أصدره في انعكاس للتعاون بينهما، بينما تظل عادة اتفاقيات “التوأمة” بين المهرجانات العربية – في معظم الأحوال – حبرا على ورق.
أما الجلسة الثانية من ندوة “صورة المرأة في السينما العربية”، فشاركت فيها الكاتبة الصحفية الدكتورة أماني الطويل، الخبيرة في الشئون الأفريقية، والمخرجة عزة الحسيني، مديرة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والدكتورة إنصاف أوهيبة.
كما عقد مهرجان سلا ندوة فكرية بعنوان “الحاجة إلى الجمال” من خلال أربع مداخلات: إدراك الجمال في اللوحات التجريدية، والكلام “النابي” في الأفلام المغربية.. قبح أم جمال؟ وصناعة الجمال من خلال المؤثرات البصرؤية والصوتية في أفلام الخيال العلمي، ورهانات آلية توليد الإبداعات. وكان ضيف الندوة، التي أدارها الناقد محمد إشويكة، الكاتب محمد لطفي المريني.
وفي إطار حوار السينمائيين، أقام المهرجان ندوة بعنوان “نظرات متقاطعة لرجل وامرأة حول مسألة النوع في السينما”، ووقع اختياره على المخرج المغربي الشاب محمد عهد بنسودة والمخرجة المصرية عزة الحسيني لكي يدور بينهما الحوار.
وتضمن الظهير الثقافي لسلا إقامة حفلات توقيع ومناقشة لثمانية كتب، أربعة منها لمؤلفات، وهي: “من السينما إلى الأوبرا” لعفيفة الحسينات، و”التاريخ الاجتماعي لتعليم الفتيات في المغرب” لعائشة بلعربي، و”تقريبا.. قصة عودة إلى الحياة” لخولة أسباب بن عمر، و”الحب والفن” للبابة لعلج. أما الكتب الأربعة الأخرى، فهي: “تجارب سينمائية نسائية جديدة.. قراءات في أفلام مغربية” لعبد الكريم واكريم، و”المرشد في صناعة الفيلم الوثائقي” لعز العرب العلوي لمحرزي، و”اغتيال وطن إبراهيم الروداني” لخالد الخضري، و”تمثلات المغربيات عبر الشاشة” لمولاي إدريس الجعيدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى