تفاصيل مشروع ترميم المتحف اليوناني الروماني

عمر عبد الستار
مع انتهاء مشروع التطوير، تحول المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية إلى قطعة ساحرة من أوروبا على أرض عروس البحر، وكأن عصا سحرية قد لامست جدرانه العتيقة فأزاحت عنه غبار الزمان وأظهرت رونقه وبهائه مجددا.
المتحف الذي افتتح في عام 1895م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، جرى غلقه عام 2005 بعد إخلائه من كافة الآثار والمعروضات للقيام بأعمال الترميم والصيانة للمبنى التاريخي له، وتوقفت أعمال تطويره عام 2011 قبل أن تعود مجددا عام 2018، بتكلفة إجمالية بلغت 568 مليونا و329 ألف جنيه.
ومن المقرر أن يجرى الافتتاح رسميا اليوم بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب رئيس الوزراء غدًا الدكتور أحمد عيسى أبوحسين وزير السياحة والآثار، واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، والعميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف.
تفاصيل الترميم
وعن تفاصيل مشروع الترميم والتطوير تقول الدكتورة ولاء مصطفى مدير عام المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، إنه جرى خلال أعمال التكوير تجهيز 44 فاترينة بـ27 قاعة مجهزة لعرض نحو 6 آلاف قطعة أثرية متنوعة بعضها يعرض للمرة الأولى بعد إعادة الافتتاح ومن المقرر أن تحمل كل قطعة أثرية بطاقة تعريفية شاملة لها.
وأشارت إلى وجود 4 قاعات أخرى في منطقة الميزان إحداهما مخصصة للدارسين والأخرى للأرشيف والتوثيق، ومكتبة تحتوى على 12 ألف كتاب يشمل تاريخ المدينة وبينها كتب أثرية وتاريخية، علاوة على قاعة التربية المتحفية.
من جانبه قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن مشروع تطوير المتحف شمل مضاعفة مساحة العرض المتحفي وأعمال دهانات حوائط المتحف من الخارج والداخل وتدعيم الحوائط القديمة للمتحف بهيكل حديدي، وترميم واجهة المتحف القديمة الكلاسيكية، فضلا عن تطوير منظومتي الإضاءة والمراقبة.
خبيئة المتحف
ويضم المتحف اليوناني الروماني الروماني 41 ألف قطعة أثرية بين معروض ومخزون، من بين أهمها تمثال من الرخام الأبيض للمعبودة أفروديت ترتدي الصندل الخاص بها وبجوارها الكفل ايروس المجنح.
وفي العام 2018 ومع عودة مشروع الترميم بعد توقف دام 7 سنوات قادت الصدفة وحدها العاملون في المشروع للعثور على ما يقرب من 500 قطعة أثرية أثناء أعمال الترميم، تشمل أواني الدفن الأثرية تعود إلى عصور تاريخية مختلفة.
وأوضح محمد متولى، مدير عام آثار الإسكندرية، أن الآثار المعثور عليها بحديقة المتحف عبارة عن خبيئة تم دفنها بأرض المتحف للحفاظ عليها من التبديد أثناء الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن فريق العمل بالمتحف عثروا خلال أعمال الترميم والتنقيب على شواهد قبور وأواني دفن أثرية لعصور مختلفة.