تاريخ وحضارة

النبي دانيال منارة تثقيفية بالإسكندرية.. ومجمع لدور العبادة

السيد عبد الرازق

على قدم وساق تجري محافظة الإسكندرية أعمال التطوير ورفع الكفاءة لشارع النبي دانيال، الذي يتوسط المحافظة، حيث يعد الشارع متحفًا مفتوحًا لاحتوائه على العديد من المباني التراثية والأثرية، كما أنه يضم مجمعًا لدور العبادة للأديان من الكنيسة المرقسية أقدم الكنائس بإفريقيا، ومعبد إلياهو اليهودي، بالإضافة إلى مسجدي النبي دانيال وعبد الرزاق الوفاقي المسجل بالتراث.

ويمثل شارع النبي دانيال منارة تثقيفية بالإسكندرية ومقصدًا للباحثين والطلاب والمثقفين بمختلف المجالات لما به من أكبر سوق لبيع الكتب المستعملة العربية والأجنبية والمترجمة.

103 ملايين جنيه لتطوير شارع النبي دانيال وتوحيد الهوية البصرية له

أكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية على أن المشروع يتم تنفيذه بناء على استراتيجية ورؤية متكاملة لإعادة الشارع لرونقه ومظهره الحضاري والجمالي، تشمل توحيد لون الدهانات بالمباني بطول الشارع الذي يصل إلى 730 مترا، فضلا عن توحيد تصميم أكشاك بيع الكتب الممتدة بالشارع، بالإضافة إلى ترميم المباني التراثية بالشارع والتي يصل عددها لـ15 مبنى مسجل لدى مجلد التراث.

وأضاف الشريف أن المشروع يصل تكلفته إلى 103 ملايين جنيها لتوحيد الهوية البصرية بطول الشارع بإحداث التناغم بين المباني التراثية والأثرية وسوق بيع الكتب لتحويل الشارع إلى مقصد سياحي جاذب لمختلف زوار المدينة والأجانب.

وأشار محافظ الإسكندرية إلى أن الشارع يعد من الشوارع الحيوية لموقعه المتميز وربطه بين منطقتي محطة الرمل بمحطة مصر مما يجعله شريان حيوي طوال ساعات اليوم.

النبي دانيال من أقدم شوارع العالم

يقول محمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية إن شارع النبي دانيال يعد من أقدم الشوارع بالعالم حيث إنه تم إنشاؤه ليكون نواه المدينة الذي أسسها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، لذا فإن المشروع يعد من المشروعات المهمة لإعادة إحياء التراث الثقافي وإثراء الحركة السياحية بالمدينة لأقدم شوارع العالم.

وأضاف متولي أن الشارع يحتوي على ثلاثة من أهم المزارات الدينية فهو يعد مجمعا لمختلف الأديان لما به من معبد إلياهو اليهودي الذي يعد أحد أهم وأكبر المعابد اليهودية في مصر، والذي تم إنشاؤه عام 1881 ميلادية، وتسجيله في مجلد الآثار برقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد 63 نسخة قديمة من التوراة، وفي الجهة المقابلة للمعبد توجد كنيسة المرقسية وهي أقدم الكنائس في قارة إفريقيا، بالإضافة إلى مسجدي النبي دانيال عبد الرازق الوفائي المسجل بالتراث.

وأشار متولي إلى أن مشروع التطوير ورفع الكفاءة سيكون للشارع أثر إيجابي كبير وسيجعله مزار سياحي مفتوح لإبراز جزء هام من تاريخ المدينة خاصة وأنه على بعد أمتار قليلة من المتحف اليوناني الروماني الذي تم افتتاحه مؤخرا.

المشروع يقنن أوضاع أصحاب المكتبات

يقول حسين محمد حسين صاحب أحد مكتبات بيع الكتب بالشارع: لقد عانينا منذ سنوات طويلة في الحصول على تراخيص لبيع الكتب، ولكن المشروع الذي تقوم به المحافظة حاليا سيعمل على تقنين أوضاع أصحاب المكتبات والترخيص لهم بعد توحيد شكل الأكشاك الخاصة بهم.

وأضاف عاطف عبد الجواد صاحب مكتبة لبيع الكتب بالشارع أن حي وسط الإسكندرية قام بحصر عدد أصحاب المكتبات بالشارع والذي يصل عددهم لـ 52 مكتبة وذلك تمهيدا لتوفير الأكشاك الخاصة بهم بعد توحيد شكلها ووضع نموذج لها، مشيرا إلى أن العمل بالمشروع مستمر على مدار اليوم لإنهائه في أسرع وقت ممكن.

وأشار محمود حجازي صاحب كشك لبيع الكتب بالشارع إلى أن المشروع يساعد على تقنين أوضاعنا بدلا أن كنا مهددين طوال السنوات الماضية، وذلك بتوحيد تصميم الأكشاك وتزويدها بالخدمات الأساسية من الكهرباء وتصميمه بشكل مميز وبمساحة داخلية واسعة، فضلا عن تصميم السقف الخاص به بشكل مائل للمواجهة مياه الأمطار خلال أيام النوات.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى