رجل من زمن فات
يقول أبن القيم رحمه الله، الأصدقاء ثلاث: أحدهم كالغذاء لابد منه، والثاني كالدواء تحتاج إليه في وقت دون وقت ، والثالث كالداء لا يحتاج إليه قط.
في عصرنا هذا يفتقر الجميع إلى ” اللمه” وهي تعني الدفء والاحساس بالدعم النفسي والاجتماعي، وكانت ” المصطبة” في زمن ليس ببعيد مقياسا بعنصر الوقت ” تلم ” كل الأحباب وتسع كل الاصدقاء ، وكما يقول لنا مولانا محمد عثمان رجل السياحة في الأقصر ، والصوفي المحب لآل البيت أن: “اللمه هي الدفء الذي يجمعنا”.
وفي كلمات قصيرة قال أحد أصدقاء هذا النبيل ” محمد الحسانين “أن بيته مفتوح مثل قلبه العامر بالمحبة والإنسانية والصدق، بيته العامر بالدفء الإنساني ” ولمة ” الأصدقاء والأهل والزملاء في العمل ، وشركات النجاح والدرب.
شيخ العرب ” محمد الحسانين ” صوفي بالفطرة، صادق بالنشأة ، أصيل الطباع ، في منزله يجتمع الأصدقاء من كافة الأعمار بلا تكلف يجلس مرحبا بالحضور ، إطعام الطعام سنة لديه، فلا يمكن أن تجلس في منزله بدون أن يقدم لك الطعام بنفساً راضية وقلباً محباً ونظرات إنسانية كلها عطف، الخلاف في مناقشة القضايا الفكرية علي طبلية محمد الحسانين متعة كبيرة ، الحضور من طبقات ثقافية متعددة الاتجاهات والمدارس الفكرية وبالتالي يتفق الجميع علي أن الخلاف يثري المناقشة، شخصياً اتعلم كثيراً من ضيوف ” الحسانين ” أدب الحوار ورقي الطرح الثقافي، مغنمة الجلوس مع مواطن من زمن فات ما أجملها.
يقول ابن القيسي في صحيح الصحاح أن ” اللقاء ” فكرة وحدانية ووجدانية، ويقول الصوفي محمد عثمان أن الخلوة مع الأهل والأحباب رباط مقدس وضروري أن يكون لكل شخص خلوة وكهف يعتزل فيه الحياة وقتما رغب ، في حضرة الحسانين تجد الكهف والاعتزال والود وسط مشاعر ونظرات عميقة المعني والجذور.
محمد الحسانين رجل من زمن فات في عصرنا هذا، يعيش في الماضي انسانيا وروحانيا لا تفارقه ذكريات الطفولة والنشأة وكلمات والدته ووصايا إخوته.