معابد الكرنك وتاريخ مصر
لم أزور أي معبد أو منطقة آثرية في الأقصر منذ عام ٢٠١٠ كان وقتها لواء سمير فرج محافظا للأقصر ، وكان قد بدأ قبلها بسنوات قليلة أكبر ” مبادرة ” لجعل الاقصر متحفا مفتوحا يستطيع المواطن أن يري كل متاحفها من أي مكان في الاقصر , كان مشروعا وطنيا عظيما وكبيرا ، لم يمهله الوقت بسبب الأحداث السياسية التي تعرضت لها مصر لإستكمال حلم ” سمير فرج” ، في معبد الكرنك بالاقصر .
أمس كانت لي زيارة أستطعت أن أقوم بها رغم حرارة المناخ الا أن حرارة الاشتياق لرؤية تاريخ مصر القديم علي جدران معابد الكرنك أقوي من حرارة المناخ ، أستقبلني عم عبد الرحيم علي باب المعابد مبتسما ومرحبا بي وبزيارتي ،كبير المفتشين بمعابد الاقصر محمود سالم قرر أن يصطحبني في الزيارة مرحبا ومبتسما ، شاب مصري خريج كلية الآداب جامعة القاهرة ، درس التاريخ وأصبح يملك ثقافة مهنيه تؤهله للقيام بواجباته المهنيه باقتدار ، ترك محافظة الجيزه وقرر الاستقرار بالأقصر وعائلته بجوار معابد الكرنك ، لم يدخر جهدا في سبيل إنجاح زيارتي والكتابة الصحفية غادة عبد العال.
كانت الجوله الاولى لي بعد تطوير التجربة السياحية داخل معابد الكرنك ، وأصبح من الواضح لزوار معابد الكرنك المجهودات المبذولة الكبيره لقيادات المجلس الأعلى للآثار ، الدكتور مصطفي وزيري رئيس المجلس الأعلى للآثار لعب دورا كبيرا في غرس قيم مهنيه داخل القطاع الاثري في مصر ، واضحا جليا من خلال بداية الزيارة داخل معابد الكرنك، ترحاب وابتسامات واستقبال الضيوف واضح جليا ، لا توجد أي ظواهر سلبيه أو مضايقات للأجانب أو المصريين ، لم نجد موظفا عابثا أو غير مرحب .
الصدفه جمعتني بالصديق الريس محمود فاروق ، شاب مصري عظيم ، صعيدي قناوي ابن بلد ، خريج آثار لكنه سعيد جدا بالخبرات التي أكتسبها عن والده حيث أبرعت أسرته في ” الترميم ” وصيانة الآثار المصرية , الريس محمود فاروق يملك حضورا جماهيريا كبيرا داخل القطاع الاثري في مصر ، خبراته المهنية تؤهله لإنجاز أعمال عظيمة في مصر سنتحدث عنها في مقالات سابقة.
الواقع يؤكد أن الدكتور مصطفي وزيري خلق نهضة داخل هذا القطاع بكل مفرداته ويتضح جليا في العنصر البشري الذي أصبح يقوم بأعمال الترميم والصيانة للآثار والمتاحف الأثرية والتاريخية المصريه من أبناء مصر وشبابها