[ الصفحة الأولى ]تقارير وحوارات

خبراء: السياحة المستدامة شريان الأقتصاد

أكد خبراء في قطاع السياحة أن السياحة المستدامة هي إحدى أهم ركائز تطوير اقتصاد مستدام، مشيرين إلى أن الإمارات سبقت الكثير من الدول في إدراك أهمية الاستدامة كداعم رئيسي طويل الأجل للعديد من القطاعات كالصناعة والبتروكيماويات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والزراعة وغيرها.

ولفت الخبراء في تصريحات لـ«البيان»، إلى أن تطبيق مبادئ الاستدامة يمكن الدولة اليوم من جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع السياحة المحلي، مشيدين بالجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة الإمارات بهذا الخصوص وانتشار الوعي بخصوص البيئة لدى جيل الشباب، الذي يشكل الشريحة الأكبر في الدولة، ومتوقعين أن تحذو دول المنطقة حذو الإمارات في هذا المجال.

مشروع جديد

وقال أمير جولبارغ نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة «فنادق ماينر»، إن الإمارات هي إحدى الدول القلائل في المنطقة التي تدرك أهمية السياحة المستدامة في تعزيز اقتصاد الدولة كمكون أساسي في دورة الإنتاج وداعم مباشر للعديد من القطاعات الحيوية الأخرى كالصناعة المحلية.

وأفاد: «لم تعد تكلفة الالتزام بمبادئ الاستدامة مرتفعة كالسابق، حتى أن تأثير الاستدامة في خفض التكلفة في العديد من القطاعات أصبح واضحاً. وأعتقد أن التحدي الرئيسي اليوم هو جعل المناطق الخدمية والرئيسية في المدن أكثر استدامة وهذا سيدعم كثيراً قطاع السياحة وبالتالي العديد من القطاعات الأخرى».

وأضاف أن العديد من المستثمرين الدوليين والبنوك العالمية أصبحوا يولون أهمية اليوم لمدى التزام الدول والشركات بمبادئ الحوكمة البيئية قبل الاستثمار، مشيراً إلى أن التكنولوجيا قادرة اليوم على توفير البيانات الخاصة بمؤشرات الاستدامة ومساعدة الدول والشركات على رسم استراتيجية ورؤية واضحة في هذا الاتجاه.

وأضاف أن مجموعة الضيافة العالمية ومقرها تايلاند، ستطلق خلال الأسبوع المقبل مشروع ضيافة فريداً هو الأول من نوعه في الإمارات، وفي موقع غير مرتبط بالضيافة من قبل، وذلك بالشراكة بين «أنانتارا» التابع للمجموعة وأحد المطورين في الإمارات. وسيعلن عن تفاصيله لاحقاً، فيما سيبدأ المشروع في العمل خلال الصيف المقبل.

 

سياحة علاجية

وقال هاينريك موريو، المدير العام لمنتجع زلال الصحي بقطر، الذي يقدم برامج لضيوفه في كيفية العيش بأسلوب حياة أكثر صحة واستدامة، إن السياحة المستدامة سيكون لها تأثير وعليها طلب كبير في المرحلة المقبلة مع زيادة وعي الأفراد والمؤسسات بأهمية الاستدامة، خصوصاً بعد أزمة كورونا التي زادت من تركيز الأفراد على صحتهم العامة ورغبتهم في تغيير نمط الحياة، الأمر الذي جعل قطاع الرعاية الصحية عالمياً يشهد نمواً ملحوظاً وتوسعاً في نوعية وكمية الخدمات المقدمة.

ويقدم منتجع زلال الصحي للضيوف برامج للحفاظ على أرواحهم واستعادة توازنهم من أجل حياة أكثر سعادة وصحة، حيث قدمنا في بداية العام علاج «ملذات الذات الجديدة»، الذي تم تصميمه خصيصًا من قبل الطبيب المقيم في المنتجع الدكتور سيد شداب أحمد، لتوجيه الضيوف نحو مسار التغيير المستدام ودعمهم في رحلة العافية الشخصية.

وأضاف: «إن التركيز على الاستدامة يتماشى مع توجه منتجع زلال الصحي من علامة «شيفا-سوم»، والتي تعتبر وجهة العافية المتكاملة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، حيث يدمج زلال الطب العربي الإسلامي التقليدي لتعيد إحياء جسم الإنسان، عقله، وروحه.

ووفقاً لفلسفة العلامة التجارية «شيفا-سوم»، تم تأسيس منتجع زلال الصحي على ست ركائز وهي: اللياقة البدنية، العلاج الطبيعي، المنتجع الصحي، الصحة الشاملة، الجمال، والتغذية، وجميعها مستوحاة من الطب التقليدي العربي والإسلامي، وتم تصميم المنتجع بعناية ليوفر للضيوف وجهة يزدهر فيها تاريخ وتراث العلاجات المستوحاة من الطبيعة، مما يقدم نهجاً صحياً فريداً وشاملاً.

وقد ازدهر قطاع السياحة العلاجية في منطقة الخليج خلال الفترة السابقة، ومن المتوقع أن يزداد نمو حجم سوق السياحة العلاجية في دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل ثابت ليجذب المزيد من المستهلكين من جميع أنحاء العالم».

حل مشاكل المناخ

وقالت شيرين فرانسيس المسؤولة في هيئة سياحة سيشل، إن الاستدامة بالنسبة لشعب سريلانكا هي ضرورة وليست رفاهية، خصوصاً مع المشاكل المناخية – وعلى رأسها ارتفاع مستوى البحر – التي تواجهها الدولة التي تتميز بتنوعها الثقافي وتضم 155 جزيرة تعتبر من الأجمل في أفريقيا.

وأوضحت فرانسيس أهمية السياحة في اقتصاد سيشل التي تشكل أكثر من 30 % بشكل مباشر من ناتج الدولة و60 % بشكل غير مباشر، مشيرة إلى أن إطلاق الهيئة حملة «الموعد مع كريول»، في إشارة إلى اللغة الرسمية في سيشل التي تشارك بتسع جهات سياحية، والتي استعادت حوالي 85 % من عوائد سياحتها بالمقارنة بـ2019.

وستركز الحملة التي على دمج السياح بتجارب محلية يتشاركون فيها مع السكان المحليين بصنع الحرف والطعام المحلي والانخراط في أفضل الأنشطة السياحية التي تقدمها الدولة التي تنطلق إلى عاصمتها رحلتان يومياً من دبي وواحدة من أبوظبي.

وأضافت فرانسيس: «مشاركتنا في المعارض العالمية وأخرها سوق السفر بدبي مهمة جداً لندعو العالم للاستمتاع بالتنوع السياحي الذي تقدمه سيشل. لقد استقطبت سيشل نحو 20 ألف سائح من الإمارات نهاية العام الماضي. ونحن نستهدف 25-30 سائحاً من الإمارات هذا العام، و360 ألف سائح من جميع أنحاء العالم. وستكون السياحة المستدامة شريان اقتصادنا في الأعوام المقبلة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى