مراقبة الطيور .. نمط سياحى جديد فى “ساحرة الجنوب”

أسوان – عبد الراضي عبد الحميد
تتفرد محافظة أسوان “ساحرة الجنوب” ودرة المشاتى المصرية والعالمية بموقعها المتميز وطقسها الرائع وطبيعتها الساحرة، هذه المميزات التي لا تتوافر في أي مكان آخر بالعالم من الممكن أن تقفز بأسوان قفزة سياحية هائلة، خاصة فيما يتعلق باستحداث أنماط أخری جاذبة، ومنها سياحة مراقبة الطيور التي تتخذ من “ساحرة الجنوب” محطة ترانزيت في رحلتها الشتوية السنوية، وهذه السياحة تحديدًا من طراز السياحة الترفيهية الثرية التى يجب الاهتمام بترويجها لتكون مصدرًا إضافيًا للدخل فى أسوان.
وفي جزيرتي سالوجا وغزال، كان الأمير اليابانى وولى العهد الراحل “تاكامادو” عاشقا لمراقبة الطيور، كما كان حريصًا علی التمتع بهذه الهواية سنويا، لذا وتخليدًا لذكراه قامت زوجته البرنسيسة تاكامادو الرئيسة الفخرية لجمعية الصداقة المصرية اليابانية بإقامة مركزا لزوار زوجها الأمير بعد رحيله في عام 2003، ،وذلك للمساهمة في تنشيط هذا النمط السياحي الذي كان زوجها من عشاقه، خاصة وأن أسوان وتحديدا جزيرتي سالوجا وغزال تعدا من أشهر محطات الانتظار للطيور المهاجرة من البرد القارس في أوروبا إلي دفء إفريقيا .
مركز الأمير .. ورد الجميل
يضم المركز المقام علی مساحة 460 مترا قاعة عرض للتنوع البيولوجي النادر الذي تشتهر به المحميتين , وصالة عرض لمقتنيات مصورة للأمير تكامادو , ونصبا تذكاريا خاص به، بالإضافة إلي متحف للمحنطات الخاصة بالطيور والحيوانات البرية التي تعيش بالمحمية ، وكذا العديد من الغرف التي تحتوي علی مقتنيات الأمير الراحل , مثل الملابس والنظارة وبعض الصور التي تحكي مراحل حياته منذ نعومة أظافره وحتی وفاته ، وبات هذا المركز المقام وسط صفحة النيل الخالد قبلة للسائحين الزائرين لأسوان من مختلف دول العالم .
وأوضح المرشد السياحي أحمد صلاح أن مشروع إنشاء مركز الأمير اليابانى تاكامادو بمحمية سالوجا وغزال من المفروض أن يساهم بشكل فعال في زيادة الحركة السياحية اليابانية لأسوان , حيث أنه مقام كنوع من رد الجميل من زوجته للمحمية .
سالوجا وغزال
وقال صلاح إن محمية جزيرتي سالوجا وغزال تعد واحدة من أصغر المحميات الطبيعية بمصر , حيث تبلغ مساحتها 55 فدانا ، وتعود أهميتها إلى أنها تضم البقية الباقية من نباتات وادى النيل التي ذكرتها الأساطير المنقوشة على جدران المعابد المصرية القديمة بنحو 94 نوعا .
وأشار إلى أن جزر المحمية تقع على أهم مسارات هجرة الطيور من الشمال إلى الجنوب شتاءً , ومن الجنوب إلى الشمال صيفا ، حيث تم رصد 126 نوعا من هذه الطيور ، بالإضافة إلى التراكيب الجيولوجية التي تميز الجزء الجنوبي من المحمية وتمثل جانبا من الشلال الأول .
وأوضح الخبير السياحي خيري محمد علي أن جزيرتي سالوجا وغزال تقعان علی بعد نحو 3 كيلو مترات شمال خزان أسوان القديم , وتجاورهما شمالا جزر أمبونارتي وأمون وجلادة والحديقة النباتية ، بينما جنوبا جزيرة سهيل التاريخية .
وأضاف أن أصل التسمية للجزيرتين يعود إلی اللغة النوبية , وسالوجا تعنى ” الشلال ” ، بينما أصل اسم جزيرة “غزال ” يعود إلى أحد النباتات القديمة التي كانت تنمو عليها ، مشيرا إلی أن هناك العشرات من أصناف النباتات دائمة الخضرة ، وهى النباتات التي تنمو في جزر النيل فقط ولا تنبت خارجها ، ومن أشهر هذه النباتات أشجار ” السَنط , الطَلح , الليث , الحنضل , السنامكی , السواك , الحرجل ” , فضلا عن نباتات المستحية التي تنكمش بمجرد لمسها .
وأشار إلى أنه علی أرض محمية سالوجا وغزال يعيش العديد من أنواع الطيور النادرة المهددة بالانقراض , وأشهرها ” أبو منجل الأسود ، العقرب النسري , دجاجة الماء الأرجوانية ، طائر الواق ، الهدهد، عصفور الجنة ” ، ومن الطيور المقيمة داخلها ” الحباري , الصقور , الحجل , البط , النعام , الأوز المصري , العقاب النسارية , الوروار , البلبل ” ، بخلاف ما تستقبله الجزيرة من طيور الشمال الهاربة إلى أحضانها الدافئة قبل أن تودعها مع حلول فصل الربيع.