تاريخ وحضارة

المحميات الطبيعية جوهرة السياحة في سيناء

سيناء ـ أسامة  سلام

مجهود كبير بذلته الدولة بوزارتها المختلفة لتطوير المحميات الطبيعية ودعم عمليات الاستثمار وتنمية السياحة البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجى.

وكان للمحميات نصيب الأسد، خلال الأشهر القليلة الماضية، بفضل استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ 27 بمدينة شرم الشيخ.. حيث توجهت الوفود المشاركة بقمة المناخ لزيارة المحميات القريبة من مقر انعقاد المؤتمر.

جدير بالذكر أن المحميات خطت خطوة جديدة لدعم وتنشيط الاستثمار من خلال القطاع الخاص، بدأت أول مشروعاتها بتحسين البنية التحتية وتطوير مراكز الزوار بالمحميات بما يوفر تجربة سياحية رائدة بالمحميات ترتقى للمستويات العالمية ويوفر خدمات للزوار بالمحميات، مع الاستفادة من ما تم من تطوير في 13 محمية بربوع مصر كمقصد سياحى، و تهيئة المناخ الداعم لمشاركة القطاع الخاص فى الاستثمار بالمحميات، بما يحقق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، و يعمل على دمج المجتمع المحلى، ويتوافق مع طبيعة المحميات.

ومن أهم الحملات الترويجية لمحميات جنوب سيناء والتي أطلقتها وزارة البيئة ، كانت حملة إيكو إيجيبت، تحت شعار “Eco South Sinai”، للترويج للسياحة البيئية فى مصر التابعة لمشروع دمج التنوع البيولوجى فى السياحة بالوزارة.

وسعت الحملة إلى الترويج للمحميات الطبيعية والمساعدة على خلق منتج سياحي بيئى جديد وقيم يتناول العديد من التجارب السياحية البيئية والتي تتضمن المجتمعات المحلية وأهم المقاصد والأنشطة السياحية البيئية لمحميات جنوب سيناء.

قامت الحملة بتقديم مادة سياحية للمواطن ليرى البيئة فى صورتها الحقيقة من خلال جمال المحميات الطبيعية والحفاظ على مواردها الطبيعية.

من أهم مكاسب حملة ايكو ايجيبيت هى توسيع قاعدة الاهتمام بالمحميات الطبيعية والتى شملت المجتمع المحلى كشريك أساسى للتنمية والإعلام.

وفيما يلي نستعرض أهم ما يميز محميات سيناء.

محمية رأس محمد

تقع على مساحة 850 كيلو متر، وتعد واحدة من أهم وأول المحميات فى جنوب سيناء، وأقدمها.. حيث أعلنت محمية طبيعية فى عام 1983، وصنفت أنها محمية تراث عالمى.

تتميز بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة.

حيث تحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافة جوانبها البحرية كما تشكل تكوينا فريدا حيث أن هذا التكوين له الأثر الكبير فى تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة كما تشكل الانهيارات الأرضية ” الزلازل ” تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة.

تعد المحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات الهامة مثل: الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتى لا تظهر إلا بالليل، كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور الهامة مثل البلشونات والنوارس.

وتصنف من أجمل مناطق الغوص فى العالم لوجود حفريات بها تتراوح أعمارها ما بين 75 ألف سنة و20 مليون سنة إضافة إلى ثرائها بالشعاب المرجانية والأحياء البرية.

وتعيش على اليابسة أعدد كبيرة من الحشرات والزواحف، ومن الثدييات ومنها ثعلب الصحراء، الفنك، الوعل، الأرنب الجبلى، الغزال، الضبع، الوبر، الماعز الجبلى، وبعض أنواع القوارفى وكذلك الجوارح مثل الباز والحدأة والصقر الحوام، كما يأوى إليها طائر العقاب النسارى.

كما تضم محمية رأس محمد، بحيرة المانجروف، والبحيرة المسحورة التى تتدرج مياهها بين اللون الأزرق والأحمر الوردى، حيث يتغير لونها عدة مرات يوميًا، وأطلق عليها البدو بحيرة التمنى لكونهم يسبحون بها ثم يتمنون الأمنيات.

وفى أجمل الإطلالات ترى أسراب طيور النورس والنسر العقابى، فى واحدة من أهم معالم السياحة فى مصر.

محمية سانت كاترين

أعلنت محمية طبيعية عام 1988، وتصل مساحتها لنحو 4250 كم2، وتصنف كونها محمية تراث طبيعى وثقافى عالمى.

تتميز المحمية وتتفرد بقمم جبلية، وموائل صحراوية طبيعية للعديد من الأحياء النباتية والحيوانية.

وتشتهر بكثرة الثدييات التى منها التيتل النوبى والغزال المصرى والوبر والنمر السينائى والذئب والضبع والثعلب والحردون والقنفد العربى والفأر الشوكى والجربوع وغيرها، كما يوجد 27 نوع من الزواحف مثل الثعبان والطريشة والضب والورل والحية وغيرها.

تنمو فيها أنواع من النباتات وفقا للبيانات الرسمية يصل عددها 22 من أصل 28 نوع من الفصائل الفريدة فى العالم والموجودة فى سيناء مثل السمو والحبك والقيصوم والزعتر والشيح والعجرم والبعيثران والطرفة والسكران وغيرهم من النباتات الطبية والنباتات السامة وغيرها.

وداخل المحمية عدد كبير من الكنائس والأديرة مثل دير سانت كاترين والآثار من العصر البيزنطى كما توجد آثار ترجع إلى العصر الفرعونى والعصور اللاحقة.

محمية نبق

أعلنت محمية طبيعية عام 1992، مساحتها 600كم2، وتصنف انه انها محمية متعددة الأغراض.

وتتميز محمية نبق بامتلاكها أنظمة بيئية هامة ومتنوعة وهي: الشعاب المرجانية – الكائنات البحرية والبرية – غابات المانجروف الموجود بكثافة كبيرة كما توجد بها انظمة بيئية صحراوية وجبلية ووديان ويوجد بها حيوانات مثل الغزل، الوعل، الضبع، الزواحف وكثير من الطيور المهاجرة والمقيمة بالإضافة إلى اللافقاريات ويعيش بالمنطقة بعض قبائل البدو وتعتبر المنطقة ذات جذب سياحى لهواة الغوص والسفارى ومراقبة الطيور، وتقع هذه المحمية فى المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادى أم عدوى فى جنوب سيناء وتبعد المحمية 35 كيلو متراً شمال شرم الشيخ.

تضم نحو 134 نوعاً من النباتات منها نحو 86 نوعاً على الأقل اندثرت تماماً فى الأماكن الأخرى وتجرى دراسات تنمية وإكثار ما تبقى منها فى نبق.. وتشتهر بنبات المانجروف المعروف باسم نبات الشورى.

محمية أبو جالوم

أعلنت محمية طبيعية عام 1992، ومساحتها 500كم2، ونوعها محمية مناظر طبيعية، تتسم بوجود طوبوغرافية خاصة حيث تقترب الجبال من الشواطئ، وفى احتوائها على أنظمة بيئية متنوعة من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية والحشائش البحرية واللاجونات والأنظمة البيئية الصحراوية والجبلية.

ما يميز محمية أبو جالوم الجبال والوديان بالحيوانات والطيور والنباتات البرية مما يجعلها منطقة جذب سياحى لهواة الغوص والسفارى ومراقبه الطيور والحيوانات.

تضم منطقة المحمية حوالى 165 نوعاً من النباتات منها 44 نوعاً لا توجد إلا فى هذه المنطقة.

كما تشتهر المحمية بوجود النظام الكهفى الموجود تحت الماء الذى يمتد لأعماق تصل إلى أكثر من 100 م وهذا النظام غير مستقر وبالغ الخطورة، لذلك فمن الضرورى المحافظة على هذا النظام الكهفى والنظام البيئى للمحمية الذى يعتبر من عوامل الجذب السياحى للمنطقة.

محمية طابا

أعلنت محمية طبيعية عام 1998، ومساحتها 3595كم2، وتصنف أنها محمية صحارى وتراث طبيعى، ويميزها التكوينات الجيولوجية المتميزة والمواقع الأثرية التى يصل عمرها إلى حوالى 5000 سنة والحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعية البديعة والتراث التقليدى للبدو المقيمين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى