أرض الفيروز.. وجهة السياحة في مصر
نسرين حسن
رغم أن وزارة البيئة كانت قد أعلنت انطلاق حملة “إيكو إيجيبت” من مدينة الغردقة بالبحر الأحمر، فإن تنفيذها بدأ من المدينة الخضراء “شرم الشيخ”، التي استضافت قمة المناخ Cop27 في نوفمبر الماضي؛ حيث اجتمعت بها وفود دول العالم أجمع.. وتجولوا في محميات سيناء لمشاهدة ما تتميز به عن نظيرتها بالدول العربية والأوروبية في ظل تفاقم أزمة التغيرات المناخية.
“إيكو إيجيبت” قامت بالتركيز على محميات سيناء لتصبح وجهة السياحة الجديدة وتفتح آفاقا جديدة للسياحة البيئية والعلاجية.
وقد قامت وزارة البيئة بتحسين البنية التحتية وتطوير مراكز الزوار بالمحميات بما يوفر تجربة سياحية رائدة بالمحميات ترتقي للمستويات العالمية ويوفر خدمات للزوار بالمحميات، مع الاستفادة من ما تم من تطوير في 13 محمية بربوع مصر كمقصد سياحى، وتهيئة المناخ الداعم لمشاركة القطاع الخاص فى الاستثمار بالمحميات، بما يحقق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، و يعمل على دمج المجتمع المحلى، ويتوافق مع طبيعة المحميات.
وفيما يلي نستعرض أهم محميات سيناء وما شهدته من تطوير..
محمية رأس محمد
تقع على مساحة 850 كيلو مترا، وتعد واحدة من أهم وأول المحميات فى جنوب سيناء، وأقدمها.. حيث أعلنت محمية طبيعية فى عام 1983، وصنفت أنها محمية تراث عالمى.
تتميز بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة.
حيث تحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافة جوانبها البحرية كما تشكل تكوينا فريدا حيث إن هذا التكوين له الأثر الكبير فى تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة كما تشكل الانهيارات الأرضية ” الزلازل ” تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة.
تعد المحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات الهامة مثل: الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتى لا تظهر إلا بالليل، كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور المهمة مثل البلشونات والنوارس.
وتصنف من أجمل مناطق الغوص فى العالم لوجود حفريات بها تتراوح أعمارها ما بين 75 ألف سنة و20 مليون سنة إضافة إلى ثرائها بالشعاب المرجانية والأحياء البرية.
وتعيش على اليابسة أعدد كبيرة من الحشرات والزواحف، ومن الثدييات ومنها ثعلب الصحراء، الفنك، الوعل، الأرنب الجبلى، الغزال، الضبع، الوبر، الماعز الجبلى، وبعض أنواع القوارفى وكذلك الجوارح مثل الباز والحدأة والصقر الحوام، كما يأوى إليها طائر العقاب النسارى.
كما تضم محمية رأس محمد، بحيرة المانجروف، والبحيرة المسحورة التى تتدرج مياهها بين اللون الأزرق والأحمر الوردى؛ حيث يتغير لونها عدة مرات يوميًا، وأطلق عليها البدو بحيرة التمنى لكونهم يسبحون بها ثم يتمنون الأمنيات.
وفى أجمل الإطلالات ترى أسراب طيور النورس والنسر العقابى، فى واحدة من أهم معالم السياحة فى مصر.
محمية سانت كاترين
أعلنت محمية طبيعية عام 1988، وتصل مساحتها لنحو 4250 كم2، وتصنف كونها محمية تراث طبيعى وثقافي عالمي.
تتميز المحمية وتتفرد بقمم جبلية، وموائل صحراوية طبيعية للعديد من الأحياء النباتية والحيوانية.
وتشتهر بكثرة الثدييات التى منها التيتل النوبى والغزال المصرى والوبر والنمر السينائى والذئب والضبع والثعلب والحردون والقنفد العربى والفأر الشوكى والجربوع وغيرها، كما يوجد 27 نوعا من الزواحف مثل الثعبان والطريشة والضب والورل والحية وغيرها.
تنمو فيها أنواع من النباتات وفقا للبيانات الرسمية يصل عددها 22 من أصل 28 نوعا من الفصائل الفريدة فى العالم والموجودة فى سيناء مثل السمو والحبك والقيصوم والزعتر والشيح والعجرم والبعيثران والطرفة والسكران وغيرهم من النباتات الطبية والنباتات السامة وغيرها.
وداخل المحمية عدد كبير من الكنائس والأديرة مثل دير سانت كاترين والآثار من العصر البيزنطى كما توجد آثار ترجع إلى العصر الفرعونى والعصور اللاحقة.
محمية نبق
أعلنت محمية طبيعية عام 1992، مساحتها 600كم2، وتصنف على أنها محمية متعددة الأغراض.
وتتميز نبق بامتلاكها أنظمة بيئية مهمة ومتنوعة وهي: الشعاب المرجانية – الكائنات البحرية والبرية – غابات المانجروف الموجود بكثافة كبيرة كما توجد بها أنظمة بيئية صحراوية وجبلية ووديان ويوجد بها حيوانات مثل الغزل، الوعل، الضبع، الزواحف وكثير من الطيور المهاجرة والمقيمة بالإضافة إلى اللافقاريات ويعيش بالمنطقة بعض قبائل البدو وتعتبر المنطقة ذات جذب سياحى لهواة الغوص والسفارى ومراقبة الطيور، وتقع هذه المحمية فى المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادى أم عدوى فى جنوب سيناء وتبعد المحمية 35 كيلو متراً شمال شرم الشيخ.
وتضم نحو 134 نوعاً من النباتات منها نحو 86 نوعاً على الأقل اندثرت تماماً فى الأماكن الأخرى وتجرى دراسات تنمية وإكثار ما تبقى منها فى نبق.. وتشتهر بنبات المانجروف المعروف باسم نبات الشورى.
محمية أبو جالوم
أعلنت محمية طبيعية عام 1992، ومساحتها 500كم2، ونوعها محمية مناظر طبيعية، تتسم بوجود طوبوغرافية خاصة حيث تقترب الجبال من الشواطئ، وفى احتوائها على أنظمة بيئية متنوعة من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية والحشائش البحرية واللاجونات والأنظمة البيئية الصحراوية والجبلية.
ما يميز محمية أبو جالوم الجبال والوديان بالحيوانات والطيور والنباتات البرية مما يجعلها منطقة جذب سياحى لهواة الغوص والسفارى ومراقبه الطيور والحيوانات.
تضم منطقة المحمية حوالى 165 نوعاً من النباتات منها 44 نوعاً لا توجد إلا فى هذه المنطقة.
كما تشتهر المحمية بوجود النظام الكهفى الموجود تحت الماء الذى يمتد لأعماق تصل إلى أكثر من 100 م وهذا النظام غير مستقر وبالغ الخطورة، لذلك فمن الضرورى المحافظة على هذا النظام الكهفى والنظام البيئى للمحمية الذى يعتبر من عوامل الجذب السياحى للمنطقة.
محمية طابا
أعلنت محمية طبيعية عام 1998، ومساحتها 3595كم2، وتصنف أنها محمية صحارى وتراث طبيعى، ويميزها التكوينات الجيولوجية المتميزة والمواقع الأثرية التى يصل عمرها إلى حوالى 5000 سنة والحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعية البديعة والتراث التقليدى للبدو المقيمين.