[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

دكتورة ميرنا القاضي تكتب: لسان الأجداد في فم الأحفاد (2)

كلمة_ومعنى | ع_الأصل_دور

> من قلب البيت للمطبخ… كلمات بننطقها، بس هي اللي بتتكلمنا!
يا حضرات… إحنا مش بس بنتكلم مصري،
ده إحنا بنتكلم لغة القدماء من غير ما ناخد بالنا! ✨

كل “ملعقة” بنغرف بيها الملوخية،
وكل “طشت” بنغسل فيه إيدينا،
وكل “ركنة” بنرتاح فيها من تعب النهار…
هي مش بس أدوات، دي شيفرات حضارة!

«الطَشْت»

مش بس وعاء كبير، ده وعاء الزمن.
كلمة جاية من الجذر المصري القديم “تشِت” (tš.t) = وعاء واسع تُغسل فيه الأغراض، وكانت تستخدم في غسل الموتى والقرابين.
يعني “الطشت” بدأ كمقدّس… وتحول للغسيل العادي في البيت.


«الطاجِن»

كلمة يومية في المطبخ المصري، وأصلها مصري قديم “ديجن” = وعاء من الفخار يوضع في النار.
وكان يُستخدم لطهي اللحوم في المعابد قبل تقديمها للآلهة.
يعني الطاجن مش بس أكلة… ده أثر من مطبخ الفراعنة!

«المَنْديل»

من الكلمة القبطية mandilion، وهي مأخوذة من الهيروغليفية القديمة “مندِت” = قطعة قماش تُستخدم في الطقوس للتنشيف أو التغطية.
وفي البيوت، تحول لاستخدام شخصي… بس فكرته محفوظة: ستر، نظافة، طهارة.

«الركنة»

الزاوية أو المكان اللي بنرتاح فيه.
من الكلمة المصرية “رِكن” = مكان خفي أو مخصص للجلوس أو التخزين، وكانت تُستخدم في وصف زوايا المعابد أو الغرف الطقسية.
الركنة دايمًا مرتبطة بالسكينة… من زمان.

«الأُوضة»

“أوضة النوم”؟
من القبطية “oua” = غرفة أو مساحة داخلية مغلقة،
وكانت تُستخدم في البيوت والمعابد والمخازن.
يعني “الأوضة” دي مش مستوردة… دي مصرية من أيام ما كانت البيوت غرف من طوب اللبن!

«المِصَرَّة»

قطعة القماش اللي بتتلف على الرأس؟
“مصرّة” من الكلمة المصرية القديمة “مسَر” = يربط أو يُلفّ،
وكانت تُستخدم لوصف العمائم والأغطية المخصصة للكهنة والعمال.

«الكانون»

مش مجرد مدفأة،
“كانون” جاية من الكلمة المصرية “كنو” = مكان إعداد النار،
وكان يُستخدم للطبخ والتدفئة… في البيوت والمعابد، دايمًا النار لها طقوس.

«السِتارة»

الستارة اللي بتتحط ع الشباك؟
من الكلمة المصرية “سِتر” = حاجز رمزي أو مادي.
والستارة كانت بتستخدم في الفراعنة كحاجز بين قدس الأقداس والعامة.

«القُلة»

القُلة بتاعة الميّة؟
جذرها المصري القديم “قُلّو” = وعاء خزفي يُبرد الماء، وكان يُستخدم في البيوت الملكية والمعابد.
وفضل الشكل والتصميم كما هو تقريبًا لحد النهاردة!

«الطَراحَة»

المخدة الأرضية أو المفرش؟
من الجذر “ترḥ” = يُبسط، يُمد، يُطرح،
وكان بيُستخدم في طقوس استقبال الضيوف أو تقديم الطعام… الطراحة كانت كرم قبل ما تبقى قعدة.

” كلمات الأكل والطبخ في لسان المصريين”
المطبخ المصري مش بس وصفات… ده كمان قاموس ناطق بذكريات فرعونية وأسرار لغوية عمرها آلاف السنين.

«المِلوخية»

اسمها غريب؟ أيوه… وأصلها أغرب!
من الكلمة المصرية “ملوخي” = نبات بري، وكان يُقدم للملوك في طقوس التغذية المقدسة.
ومن هنا: “مِلوخية” = طعام الملوك، وتحولت من طقس فرعوني لوجبة شعبية.

 

«فتّة»

الفتّة من أيام القرابين.
في المصرية القديمة: “فت” = يفُتّ الخبز، ويُضاف إليه المرق المقدّس.
وكانت تقدم للموتى في الأعياد، وللآلهة في احتفالات الحصاد.

 

«العيش»

بنقول عليه “عيش” مش “خبز”… ليه؟
لأن في المصري القديم “عايش” = الحياة،
فالخبز مش مجرد أكل، ده رمز للحياة ذاتها.
حتى في المعابد، كان يُقال “قُدّم له العيش” = قُدمت له الحياة.

 

«طاجن»

زي ما قلنا قبل كده، الكلمة جاية من “ديجن” = وعاء فخاري للطبخ.
الطاجن كان وسيلة طهي للقرابين، والمذهل إن شكله فضل تقريبًا زي ما هو!

 

«مِحشي»

من “ḥš” = يُحشى، يُملأ، وكان يُستخدم لوصف الأواني أو جثث التحنيط المحشوة بالمواد…
يعني كل مرة تاكل محشي، إنت بتستدعي فعل رمزي قديم جدًا.

 

«تقلية»

“التقلية” مش بس تقلاية، دي طقس!
في الجذر المصري: “تقل” = يُحمّر أو يُسخن في دهن،
وكانت الطقوس بتشمل تسخين الزيوت المقدسة لإعدادها قبل تقديمها.

«مِقَرْقَش»

الأكل اللي بيقرقش؟
من الجذر الصوتي “قرقش” اللي استخدموه المصريون في وصف صوت كسر القمح الجاف أو الخبز المقدد…
الصوت نفسه دخل في الكلمة!

«يِطبُخ»

“طَبَخ” من الفعل المصري “تبخ” = يُسخّن ويُحوّل المادة من حال إلى حال،
وكانوا يشوفوا الطبخ كرمز للتحوّل الطقسي، مش مجرد طهي.

«يِرُش»

“رِش ملح”، “رِش شطة”،
الفعل من “رش” = ينثر سائلًا أو مادة،
وهو فعل طقسي في كل النصوص… سواء رِش ماء مقدّس، أو دم طقوسي، أو حتى عطر.

«الطُرشي»

من “ترشاي” في القبطية = المتروك في ماء وملح لفترة،
وكان يُستخدم لحفظ الخضروات في المعابد أثناء غياب الفيضان.
الطرشي ده علم حفظ الطعام قبل التبريد.

«قِدرة»

“قدرة الفول”، مش مجرد إناء.
“قدر” = وعاء مغلق يُطهى فيه على نار هادئة،
وكان يُستخدم لتحضير أغذية مقدّسة في المعابد – ببطء واحترام.

«يِقلّب»

من الفعل “قلّب” = يحرك شيئًا بيده داخل وعاء،
وكانوا بيستخدموه لما يقلبوا مكونات العطور المقدسة أو العجين…
اليد بتتحرك، والنية وراها دايمًا طقس.

«يتسبّك»

“سيبيه يتسبّك عالنار”
من “سَبَك” = يُكثف، يُبطئ، يُعمّق…
وكأن المعنى مش بس طبخ، بل تأمل وصبر وفن.

«يِشوِي»

من “شاو” = يعرض على النار مباشرة،
وكان الشوي وسيلة تقديم اللحوم للآلهة في طقوس التطهير.

«مِقَرمِش»

زي “مِقرقش”، بس دي جاية من الجذر الصوتي المبني على حاسة:
“كرمش” = ينضغط في الفم بصوت،
والكلمة حافظت على الملمس والطعم في صوتها.

وبكده نكون وصلنا لنهاية الكبسولة اللغوية – الجزء الثاني
لكن لسه الرحلة ما خلصتش…
لسه في كلمات بتتنفس حضارة،
ولسه في مفردات بننطقها كل يوم،
من غير ما نعرف إننا بنُردّد بيها أصوات الأجداد.

تابعونا في باقي أجزاء
“لسان الأجداد في فم الأحفاد”
علشان نكمل سوا تفكيك شيفرات الهوية…
ونسمع اللغة وهي بتحكي لنا عن نفسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى