أبرز أعمال تطوير متحف جاير أندرسون

عمر عبدالستار
يتكون متحف جاير آندرسون من منزلين، يرجع تاريخ إنشائهما إلى العصر العثماني خلال القرنين 16 و 17 الميلادي، وقد تم ربطهما بكوبري في أوائل القرن 20، ويتكون المتحف من 29 قاعة عرض من أشهرها الهندية، الصينية، والدمشقية، لعرض أثاث من نفس طراز اسم القاعة، كما يضم المتحف مجموعة قاعات أخري تتبع عمارة المنزل منها الحرملك، والسلاملك الشتوي والصيفي، والاحتفالات، بالإضافة إلى مجموعة من القاعات المستحدثة مثل قاعتي أبواب الكريتلية وروائع الكريتلية.
وتم إنشاء المنزل الأول على يد المعلم عبد القادر الحداد، عام (1041هـ/ 1631م)، أما المنزل الثاني فقد أنشأه الحاج محمد بن سالم بن جلمام الجزار عام (947هـ/ 1540م).
ويعتبر هذان المنزلان مثال للمنازل المصرية خلال العصور الإسلامية، ويجمع المنزلان عناصر العمارة في العصرين المملوكي والعثماني، واشتهر كلاهما باسم “بيت الكريتلية”، نسبة إلى آخر أسرة أقامت بهما حيث كانت أحد الأسرات الوافدة من جزيرة كريت.
وفي عام 1935م تقدم الضابط الإنجليزي جاير آندرسون باشا بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية بأن يسكن في البيتين ويقوم بترميمهما وتأثيثهما وعرض مجموعته الأثرية التي ترجع إلى عصور وحضارات مختلفة منها مقتنيات فرعونية وإسلامية، فضلا عن مقتنياته التي تنتمي إلى بلدان متنوعة مثل الهند، الصين، تركيا، إيران، إنجلترا، ودمشق على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكًا للشعب المصري بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائيًا، ويتم تحويل المنزلين لمتحف يحمل اسم جاير أندرسون. وقد وافقت لجنة حفظ الآثار العربية على هذا الطلب وتم تحويل البيتين إلى متحف باسم جاير آندرسون في 17 يوليو 1943م.
وبالتزامن مع افتتاح مشروع تطوير ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بمتحف جاير آندرسون، نستعرض أهم وأبرز أعمال التطوير التي قامت بها وزارة السياحة والآثار خلال الفترة الماضية.
التعاون بين مصر وإيطاليا
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال مشروع التطوير تمت في إطار التعاون الوثيق بين مصر وإيطاليا، بمنحة مقدمة من المتحف المصري بتورين، وبتنفيذ مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة والآثار وبدعم من الصناديق الاستئمانية لليونسكو/ إيطاليا.
رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين
وأشار إلى أن الأعمال شملت رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين لتحسين تجربتهم أثناء زيارة المتحف وجعلها أكثر تشويقا ويسر وسهولة، وإتاحته للسياحة الميسرة من ذوي الهمم، واصفًا المتحف أحد أكبر المتاحف التاريخية في مصر، بما يضمة من قطع أثرية قام بجمعها الضابط الإنجليزي جاير آندرسون وأودعها بيت الكريتلية.
تركيب أنظمة جديدة للإطفاء والإضاءة
وأوضح الأستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، أن أعمال مشروع التطوير شملت رفع كفاءة معمل الترميم بالمتحف ومعالجة المظلات والسور الخشبي، وتنظيف وتجديد أرضية مدخل المتحف، وكذلك تزويد المناطق الخارجية بمقاعد خشبية، وتركيب أنظمة جديدة للإطفاء والإضاءة، بالإضافة إلى رفع كفاءة الحمامات وتهيئة حمام لذوي الهمم، وإنشاء غرفة للأمانات، وتجديد بوابة الدخول.
الرمز الكودي
وتقول مرفت عزت مدير عام المتحف، أنه في إطار خطة قطاع المتاحف للارتقاء بأسلوب العرض المتحفي؛ تم وضع لوحات إرشادية وتعريفية توضح مسار الزيارة، وأسماء القاعات، مشيرة إلى أن تلك اللوحات تتضمن رمز كودي QR code لتمكن الزائرين من الحصول على معلومات عن المتحف ومقتنياته باللغتين العربية والإنجليزية باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول.
وضع لوحات إرشادية بطريقة بريل
وأضافت عزت، أنه تم وضع لوحات إرشادية بطريقة بريل للزائرين من ذوي الإعاقة البصريةً، وتصميم وطباعة مطويات عن المتحف، وتنظيم مجموعة من الدورات التدريبية للأمناء والمرممين بالمتحف والمرممين في مجالات إدارة المجموعات المتحفية، وحفظ المواد الأرشيفية، وصيانة علوم المواد.








