كتّاب وآراء

نبضة قلب

بدأ العام الدراسى الجديد،  ومعه بدأت كل أسرة  فى الإلتفاف حول نفسها داخل دائرة مغلقة لتكون نقطة الوصول فيها هى ذاتها نقطة الإنطلاق .

إنها دائرة مفرغة تضطرب فيها الخطوات مابين أمل فى تغيير حال التعليم للأفضل، وما بين التوجس من ما هو آت،  والشغل الشاغل لكل أسرة هو توفير الميزانية المناسبة لتغطية مصاريف الدروس الخصوصية، والنتيجة.. إمتياز!! لنصفق للجميع .

إن من يملك يحصل على أعلى الدرجات لكن ليعود من جديد حيث نقطة البداية، فأين الإبتكار؟! أين الفكر الْخَلَّاق ؟! أين الإبداع ؟! أين المواهب الفنية، و الرياضية؟!.

للإجابه على تلك التساؤلات لابد من الخروج من تلك الدائرة،  علينا كسرها بما هو ليس تقليدى،  فالإهتمام بالعلم فقط لن يبنى شخصيةخَلَّاقة شغوفة للمعرفة.

فما يحدث داخل الدائرة المغلقة ليس أكثر من إنتقال المعلومات المكتسبة إلى ورقة الإجابة ليكون مصيرها بعد الحصول على أعلى الدرجات هو سلة المهملات.
علينا كأباء وأمهات التفكير خارج الصندوق،  فلطالما إندثرت مواهب فى مجالات متعددة، وإنطفأت الشموع المُتَّقِدَة داخل عقول وقلوب الصغار بسبب ضيق ذات اليد وعجز الأسرة عن توفير ما يدعم تلك المواهب،  وما أكثرها .

هذا حال الأسر المتوسطة فكيف هو حال من لا يجد إلا قوت يومه ؟!.

لذا أرى أن تهتم الدولة ببناء الإنسان قبل المبانى،  لابد أن تدعم قصور الثقافة ونوادى الشباب الرياضية بالشكل الكافى بإمكانيات أفضل مما يقدمه القطاع الخاص في هذة المجالات،  هذا لبناء شخصية لديها الحماس، والشغف،  والطاقة الإيجابية بدلاً من السماح لوسائل التواصل الإجتماعى بالعبث فى عقول الصغار الذين لا يشغلهم سوى تصفح كل ما تقدمه من أفكار بما لها وما عليها .

عفواً .. لكى نبنى أُمَّه لابد أن نبنى أبناؤنا أولاً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى