مصر مصدر الالهام بثرواتها الفنية والثقافية والحضارية والتراثية وابتكاراتها تجعلها دوما في المقدمة ومحط انظار العالم في جميع المجالات ومنذ عام ١٩٣٩ تصدر التشريعات بدءا من العلامات التجارية مرورا ببراءات الاختراع و حق المؤلف والمصنفات.
ثم تصل بنا الي قانون ٢٠٠٢ للملكية الفكرية والذي يؤدي به جميع الجهات التنفيذية بالدولة اعماله حتي الآن .
ويأتي اليوم وفي ظل جمهوريتنا الجديدة ليقوم دولة رئيس الوزاراء تحت رعاية رئيس الجمهورية بتدشين أول إستراتيجية وطنية للملكية الفكرية تحوي انشاء جهاز موحد قومي لحماية الحقوق حقوق المبدعين والمؤلفين والأداء العلني وبراءات الاختراع قامت بها لجنة عملت بجهد وتجانس في صمت منذ عام ٢٠٢٠ مكونة من اعضاء من جميع مكاتب حقوق الملكية الفكرية ورؤساءهم بالوزارات المختلفة يرأسها عضو هيئة مستشاري مجلس الوزراء .
نقلة موضوعية في هذا المجال المهم تحوي تشريعات جديدة وتجميع جميع مكاتب التسجيل في كيان واحد استبدالًا بعشرات الجهات التي كانت مبعثرة من مكتب علامات تجارية لبراءات الاختراع للمصنفات النباتية للمصنفات السمعية والبصرية للافلام و السينما ياله من إرث عظيم لا بد من حمايته و الاستفادة من مردوده الاقتصادي ،الا انه الي يومنا هذا لم يتم الاستفادة منه علي النحو الامثل رغم توقيع المعاهدات الدولية ورغم الزخم الابتكاري والفكري المتواجد بوطننا .
وها نحن الآن بصدد تنفيذ هذه الاستراتيجية وما لديها من اهداف اولها حوكمة البيئة المؤسسية للملكية الفكرية اي اقامة كيان موحد يتوجه صاحب الابتكار بجميع انًواعه اليه ثم تهيئة البيئة التشريعية للملكية الفكرية اي اعادة صياغة القوانين لتصبح المرجعية الأولي للمتقدم ثم ثالثا تفعيل المردود الاقتصادي للملكية الفكرية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة اي الانتباه جيدًا وانتقاء الاعمال والابتكارات المقدمة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والعمل علي تبنيها في ضوء احتياجات الدولة ذات الصلة .
زخم كبير ثقافي وفكري وابتكارات تكنولوجية وصناعية من شباب مصر يجعلنا نقف وقفة مثابرة لاخراج قوانين جديدة تمثل المناخ الدايم لعمليات الاختراعات تدفع عجلة التنمية الي الامام، والهدف الرابع والأهم بتمحور في توعية فئات المجتمع المصري بالملكية الفكرية اي نبدأ بالنشئ في المدارس والجامعات لتشجيعهم علي الابتكار في جميع المجالات وغرز لديهم العزيمة والانتماء الوطني ويصبح لديهم مظلة تحمي مبتكراتهم.
ثم يأتي اليوم حفل تدشين واطلاق هذه الاستراتيجية في حضور دولة رئيس الوزراء والعديد من الوزراء المعنية ومدير عام المنظمة الدولية للملكية الفكرية WIPO والامين العام للمجلس الاعلي للثقافة والامين العام للمجلس الاعلي لتنظيم الاعلام وحشد كبير من مسئولي الدولة للإعلان عن هذا الحدث المهم في مجال الفكر والابداع والابتكار والعلم والمعرفة.