كتّاب وآراء

 آخر أيام الصيف

وانتهت اجازة الصيف ولملمت الشواطيء مظلاتها وحكاويها وحفلاتها ومنافذها، اخص بتلك عبارتي الساحل الشمالي ، شهرين في العام يجذبك الي عالم من البهجة والراحة النفسية بعيدا عن ضعوطات وارهاصات الحياة اليومية.

بعد أن كانت الإسكندرية، والمدن الساحلية المختلفة تجتذب جمهور الصيف الباحث عن الاستمتاع بالماء والبحر والشواطئ والأغانى وأصوات كبار النجوم، تغيرت خريطة الحفلات الصيفية، وأصبح الساحل الشمالى بشواطئه المختلفة الخاصة والعامة ليصبح قبلة الصيف الاولي في مصر.

ما بين أزمات وآراء وما بين إحباط وتحفيز وما بين تطوير جزري في الطرق والكباري وتطوير معماري غاية في الدقة وما بين مناورات وتضخيم في الاسعار وما بين حفلات غنائية وسهرات تشعل رمال الشواطيء حتي الصباح وبين مصطافين تنحصر كل آمالهم في مقعد علي الشاطيء والاستمتاع بنسيم الهواء العليل علي شرفة منازلهم بأقل التكاليف،  ولقد تمكنت بحمد الله هذا الصيف ان أقضي أجازتي السنوية مع عائلتي في منزلنا المتواضع علي متن ما يسمونه الساحل الطيب أي أمتداد القرى حتي قرية مارينا وياله من تعبير طريف خرج من عباءة المصريين أو علي حد تعبيري انا شخصيا ( مصطلح صيف ٢٠٢٢ ) ،  فالساحل الطيب والساحل الشرير  تفصل بينهم قرية مارينا وما يجعله مثير أن الشر يبدأ بعد مارينا حيث الحفلات والسهرات والأسعار الباهظة وبيوت الازياء العالمية واليخوت والاناقة والديكور والفخامة.

وتأتي قنبلة هذا العام ان أسعار الساحل الشمالي أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي؛ بعدما تداول الكثيرون، صورًا فواتير وسلع ،أثارت جدلا واسعا، بشأن الأسعار في الساحل الشمالي الفارهة، لتتحول من مجرد منطقة مصيف من المستوى العالي، إلى منطقة الأحلام.

انقسم الجمهور ما بين الساحل الطيب، والساحل الشرير، فيبدو أن هناك أماكن محددة فيها غلاء فاحش، وهي ما أسموه بـ«الساحل الشرير»، ومناطق أخرى أسعارها معقولة مقارنة ببقية المدن الساحلية الصيفية أطلقوا عليها اسم «الساحل الطيب» اما عن رؤيتي الشخصية فهي تعد مختلفة فالساحل يعتبر واجهة الطبقة الفقيرة والمتوسطة والعالية وتدعم الدولة والنقابات المصطافين من موظفي الدولة ومحدودي الدخل بمنحهم مع اسرهم مصايف للايجار باسعار رمزية.

العلمين الجديدة

وحين أتحدث عن الجزء المبالغ فيه هو شكاوى بعض البلوجر  أو رواد صفحات التواصل الاجتماعي فسيدة تشكو :” حينما ذهبت لشراء زجاجة مياة؛ وجدت أن سعرها 250 ج”، وهنا عزيزي القاريء أسجل أعتراضي الشديد علي هذة الشائعة المنتشرة الغريبة كيف أن يكون زجاجة مياة ان تكون سعرها ٢٥٠ ج ؟ ،  نعم يوجد غلاء في الاسعار بالمقارنة بالمدن والعاصمة غلاء في أسعار السلع والاطعمة من المتاجر والسوبر ماركت.

وأني أتحدث عن تجربة واقعية زرت فيها جميع القري الشريرة والطبية وقد تعمدت أن اقضي يوم في الساحل الشرير اي في افخم منطقة وهي ( مارينا مراسي ) حيث اليخوت والفخامة والمنظر الخلاب حيث فروع بيوت الازياء العالمية وكذلك العلمين الجديدة حيث الجمال الذي يضاهي اجمل مصايف العالم واستهدفت احدي المطاعم وكانت صدمتي ان الفاتورة في متناول مستوي المواطن المتوسط وان ثمن زجاجة المياة شامل الخدمة والضريبة زهيد للغاية.

مهاترات

سيدتي أريد أن أعرف من اين اشتريتي هذة الزجاجة اللعينة التي يبلغ ثمنها ٢٥٠ جنيها ؟، بقدر خفة الظل التي يتميز بها المصريون بقدر المراراة والتخصص في فتح المجال لهواة الصيد في الماء العكر،  ومن استباحة الاجواء تنتعش  الاكاذيب والشائعات، كذلك ايضا تصدرت أسعار فيلات الساحل الشمالي تريند البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت جدلاً واسعاً بعدما وصل سعر الفيلا في الساحل لحوالي 118 مليون.

وتسبب سعر الفيلا في صدمة للمواطنين الذين فوجئوا بتلك الأسعار لشراء فيلا من أجل قضاء عطلة صيفية بها مرة في السنة، حيث تم تداول صور من الساحل لازدحام المواطنين من أجل حجز فيلا بالساحل الشمالي، وسادت حالة كبيرة من الجدل حول السعر الذي وصل إلى 118 ملايين جنيه، ومساحتها 580 مترا وعندما تفحصت هذا الموضوع اكتشفت ان هذه الفلل عدد ضئيل جدا تبني علي لسان داخل البحر علي مساحة 2000 متر الفيلا وبها ملاحق ومنافع بكل التقنية الحديثة وثمنها اقل من ذلك وتباع لطبقة معينة ولا داعي لكل هذه المهاترات.

الخلاصة
ان الساحل الشمالى من المدن الساحلية التى ترى كل عام عدد كبير من الإقبال من مختلف المستويات الإجتماعية و يذهب اليها كثير من الاطفال والاسر المصرية لكن تتميز القرى قبل مارينا بإنها اقل تكلفة مما بعدها، ومناسبة لكثير من الاسر المصرية المتوسطة كما يوجد في العلمين الجديدة شواطيء مجانية ولكنها لم تفتح بعد وقد راعت هيئة المجتمعات العمرانية في خطتها ان تكون المدينة للمصريين بكل مستوياتهم وتناسب كل الفئات و هناك قرى كثيرة هادئة وراقية من سيدي كرير حتي مرسي مطروح تستطيع ان تقضي صيفك وتستمتع باقل الامكانيات وبأعلاها ايضا لك انت الخيار سيدي.



آخر أيام الصيف
مقال دكتوره ايمان نجم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى