منير غبور: مسار العائلة المقدسة يحقق طفرة في عائدات السياحة
السيد الدمرداش
مازالت نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر رغم الجهود المبذولة، والحديث حول الطفرة التي قد تتحقق لو إنتهت وزارة السياحة من البنية التحتية لهذا المسار المقدس الذي لا وجود له سوي في مصر المحروسة.
منير غبور رئيس جمعية ” نهرا ” يحاول تحريك المياه الراكدة من أجل التنمية الشاملة لهذا المشروع، والمنتج السياحي الديني، في هذة الحلقة من حواره مع بوابة « أخبار السياحة» يتحدث عن الكنائس، والأديرة التي بنيت في بعض النقاط التي زارتها السيدة العذراء، وباركت أرضها.
<< ما هي نقاط الزيارة التي أقيمت عليها كنائس واديرة؟.
>> سأبدأ بكنيسة العذراء في منطقة الزيتون حيث ظهرت السيدة العذراء علي قبابها في الثاني من شهر أبريل عام ١٩٦٨، وشاهدها اثنان مسلمان من عمال جراج هيئة النقل العام الذي كان مواجهاً للكنيسة وقتها، وعندما شاهداها ظل أحدهم يصرخ إعتقاداً منه بأنها سيدة، وقد تسقط من فوق الكنيسة ولكنها أختفت.
وفي نفس الميعاد، ونفس المكان في اليوم التالي ظهرت، وتكرر صراخهما خوفاً عليها معتقدين أيضا أنها سيدة عادية لكنها أختفت فتوجها الي الكنيسة، وقابلا القس قسطنطين وحكوا له ما شاهداها فقال لهم: ” العدراء ظهرت في كنيستها “، واستمر مشهد الظهور هذا لمدة شهر، وتجمع الآلاف من الناس لرؤية السيدة العذراء التي تظهر في أماكن مختلفة في الكنيسة، وعلم الرئيس جمال عبد الناصر فذهب هو، وأسرته، وأقام في فيلا مواجهة للكنيسة، وعندما رأى ظهورها أمر باخلاء جراج هيئة النقل العام المواجه للكنيسة، وأمر ببناء كاتدرائية تكريماً لهذا الظهور ، وكان أول المتبرعين لهذة الكاتدرائية بمبلغ خمسمائة جنيه تقريباً.
اعتراف بابا روما
وأعلن قداسة البابا كيرلس ظهور السيدة العذراء، واعترف بابا روما بهذا الظهور، ونظرا للعلاقة الشخصية القوية التي جمعت بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وقداسة البابا كيرلس، وذلك بسبب زيارة البابا الي الرئيس جمال عبد الناصر محذراً من إرهابين يرتدون زي رهبان قد يأتون لزيارتك، وهم ليسوا برهبان بل إرهابيين أحدهم يضع حزام ناسف علي جسده، وطالبه بتفتيش أي رهبان يطلبون زيارته.
وهذا حدث بالفعل، وكان سبباً في تقوية العلاقة الشخصية بين البابا، والرئيس، ونتج عن ذلك أن الرئيس جمال عبد الناصر قام بوضع حجر الأساس للكاتدرائية بالعباسية، وبعدها بسنتين احتفل بافتتاحها مع الامبراطور “هيلاسلاسى” امبراطور اثيوبيا ووقتها كانت اثيوبيا تابعة للكنيسة القبطية الارثوذكسية وقد ساهمت الدولة في بناء هذة الكاتدرائية.
<< ما مشروع جمعية ” نهرا ” لتطوير هذة المنطقة بما يتلائم مع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة ؟.
> جمعية نهرا تملك دراسات تمت حول تطوير البنية التحتية للمنطقة، والرؤية في التطوير تعتمد علي عمل نفق في شارع طومانباي لاستمرار حركة السير في المنطقة، وتحويل حي الزيتون إلي مدينة عالمية، واحاطة الكنيستين في دائرة كبيرة مثل الفاتيكان في روما، وان يقام في هذة المنطقة فنادق صغيرة، وانشاء منطقة خدمات متعددة الأغراض، وان تقام احتفالات سنوية في توقيت ظهور السيدة العذراء، احتفالاً بها وأن تتحول المنطقة الي مقصد سياحي جاذب للزيارة والسياحة من مختلف دول العالم.
<< ماذا يتطلب لتنفيذ هذا المشروع التطويري حسب الدراسات التي قمتم بها في الجمعية؟
تحويل المنطقة الي منطقة عالمية جاذبه للسياحة يستلزم إزالة بعض المنازل، ونقل السكان الي أماكن آخري مثلما حدث في بعض المناطق مثل بولاق الدكرور في ماسبيرو، والعمارات التي كانت مقامة أمام مطار الماظة…الخ.
>>ما عائدات هذا المشروع في النقطة من نقاط الزيارة اقتصاديا ؟ .
>يوجد في العالم مجموعة مزارات دينية يزورها ملايين من الراغبين في الزيارة من كل دول العالم، وتحقق دخلاً يقدر بمليارات الدولارات ولا تملك نفس مقومات الزيارة الروحية لمسار رحلة العائلة المقدسة مثل سانت فاطيما في البرتغال، ويزورها سنوياً حوالي ٢٨ مليون سائح ومدينة لورد في فرنسا، ويزورها حوالي ١٥ مليون سائح سنويا، وتمثال المسيح في البرازيل ويدخلها حوالي عشر مليون سائح سنويا، وتمثال العذراء مريم في حريصه بلبنان، وهذه بعض الامثلة للزيارة لبعض الأماكن في العالم ، وأتوقع أن تم تنفيذ مخطط تحويل منطقة الزيتون إلي مزار عالمي سيحقق طفرة كبيرة لصناعة السياحة المصرية، وستصل إعداد الراغبين في الزيارة الي 10 ملايين سائح بالاضافة الي بيع المنتجات اليدوية المصرية، والعاديات والمنتجات القطنية المصرية بدلا من تصديرها بالاضافة الي توفير فرص عمل جديدة للشباب.
<< هل تم عرض هذا المشروع علي وزارة السياحة؟
>> نعم
<<ماهي النقاط الأخري التي تم بناء كنائس عليها ؟.
النقطة الرابعة من نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة الي مصر كنيسة مريم بمسطرد، وهذة الكنيسة يوجد بها بئر مقدس ويزورها آلاف المواطنين في الشهر “المريمي” وهو شهر أغسطس للتبارك ولكن لا تصلح لزيارة الأجانب من السياح نظراً لمخالفات البناء علي مدخلها حيث قام أحد المواطنين ببناء منزل، ومقهي شعبي، بالاضافة الي أطنان القمامة التي توجد أمامها، وموقعها علي ترعة الاسماعيلية أحد فروع نهر النيل جعل من المنطقة مقلب للقمامة، وهذه المنطقة تحتاج إلي تطوير ، وإزالة المخالفات بمعرفة الدولة، وتطهير المنطقة من القمامة، وزراعة الأشجار، وعمل دورات مياه وانشاء منطقة خدمات لوجستية.
<<.. وماذا عن النقطة الخامسة في مسار رحلة العائلة المقدسة؟
> كنيسة حارة زويله بالجمالية وهذة الكنيسة تتمتع بكونها تحت مستوي الأرض بأربعة متر ، ونصف، وكانت كاتدرائية، ومقر الكرسي البابوي لمدة ٣٥٠ عاماً قبل كنيسة “المعلقة” في مصر القديمة ومدفون تحتها أجساد ٢٥ بطريرك مكتوب اسماؤهم في مدخلها، وتحتوي علي عدد كبير من الإيقونات بعضها يصل عمره الي ألف عام وقامت جمعية نهرا بترميم هذه الإيقونات بمعرفة خبراء روس أمضوا في الكنيسة ٦ أشهر لترميمها، ومن ضمن الإيقونات:
إيقونة عن الأعياد السيادية وهذة الإيقونة أراد شراؤها الألمان بمبلغ خمس ملايين يورو، ورفض البابا شنوده بيعها علي اساس انها لا تقدر بمال لأنها جزء من تراث الأقباط في مصر، وأثناء عملية الترميم وجدنا صليب “ الصلبوت” لا مثيل له في العالم عبارة عن قطع مختلفة في مقابر البطاركة وتم تجميعه، ووجدت جميع أجزائه بالكامل و تم تركيبه بالكنيسة بعد ترميمه، والمثير في هذة الكنيسة بها مياه لا أحد يعرف مصدرها تمر من تحت المصليين، واليونسكو دفعت ٥٠ ألف دولار لوزارة الإسكان لوقف هذة المياه، وفشلت كل الجهود المبذولة لمعرفة مصدر المياه منذ مئات السنين إلا أن الجمعية قامت باستدعاء خبراء من النمسا، وشراء أجهزة من الخارج لتجفيف الحوائط، والأعمدة من المياه، والرطوبة، ورغم أهميتها ومقوماتها التاريخية والدينية والروحية يصعب زيارتها لأنها محاطة بالمنازل العشوائية والسكنية والتجارية، ولابد من إزالت بعض منها حتي يتمكن الزوار من رؤيتها من شارع الجيش والاستمتاع بها، وتحويل الاماكن التي تمت إزالتها الي منطقة خدمات للزوار، وكل ما تحتاجه السياحة من خدمات لوجستية.
النقطه السادسة كنيسة ابو سرجه او كنيسة القديس سرجيوس وماخوس ومقرها في مصر القديمة وهذة الكنيسة يرجع تاريخها الي نهاية القرن الرابع الميلادي، والمنطقة بها مياه جوفية من بحيرة عين الصيرة، وبها مخلفات، وتحتاج الي تطهير وتنظيف والي إعادة ترميم، وإصلاح للطرق المؤدية لها، ومشروع الجمعية في تطويرها يعتمد بالأساس علي وقف تدفق المياه، وتطوير، وتنظيف المغارة التي اختبأت بها العائلة المقدسة والمنطقة بها مجمع أديان يضم كنائس، ومعبد يهودي ومسجد، ولابد من تطويرها حتي تصبح مقصداً سياحياً لراغبي السياحة الدينية.
>وهذا بالطبع سيدر عائدات اقتصادية كبيرة تفوق في عام واحد ما يتم إنفاقه نظرا لأهمية المنتج السياحي الديني القبطي والمقومات الكبيرة لهذا المقصد والميزات النسبية عن باقي مقاصد السياحة الدينية في العالم وفي تصوري أن مصر مباركة بهذة المقدسات علي أرضها.