مفاجأت وكوارث.. ننشر التقرير الخاص عن وفاة سائحتي سمك القرش
انتهي كلا من رئيس قطاع حماية الطبيعة استاذ البيئة البحرية بكلية العلوم جامعه قناة السويس ومستشار جمعية الحفاظ على البيئة (هيبكا) الدكتور محمد سالم عبد الرحمن و الدكتور محمود حسن حنفى من إعداد التقرير الفني لحادثتي أعتداء سمك القرش علي سائحتي أحداهما نمساوية والأخرى رومانية في سهل حشيش الغردقة .
كشف التقرير الفني صحة هجوم سمكة قرش على أثنين من ممارسى السنوركل بخليج سهل حشيش.
وترجع تفاصيل الواقعة إلى يوم الجمعة الماضي حيث تلقت محميات البحر الاحمر بلاغاً بحادثة هجوم سمكه قرش على سيدة نمساوية تبلغ من العمر ٦٧ عاما وادى هذا الهجوم الى وفاتها اثناء نقلها للمستشفى، حيث تم فحص الجثمان لتقييم حجم وطبيعة الإصابات التي لحقت به.
وأصدر اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر قرار بمنع ممارسة الأنشطة بمنطقة الحادث ومحيطها وتشكيل لجنة مشتركة من وزارة البيئة وجمعية هيبكا لفحص ملابسات الحادث واعداد تقرير عن الأسباب.
ضمت اللجنة الدكتور محمود حسن استاذ البيئة البحرية بكلية العلوم جامعة قناة السويس ومستشار جمعية الحفاظ على البيئة (هيبكا)، و الدكتور محمد سالم عبد الرحمن رئيس قطاع حماية الطبيعة جهاز شئون البيئة، والدكتور تامركمال مدير عام محميات البحر الاحمر- جهاز شئون البيئة، والدكتور احمد غلاب مدير محمية الجزر الشمالية – جهاز شئون البيئة ، حيث تم مسح المنطقة بالأجهزة من خلال فريق من المعهد القومى للعلوم البحار.
واستعمت اللجنة إلى شهود الحادث بمنتجع سهل حشيش والمنقذ البحري الذي شاهد الحادثة وكذلك مدير مركز الغوص والعاملين به حيث أكد الجميع أن المجني عليها كانت تمارس رياضة السباحة السطحية (سنوركلينج) مع زوجها بمنطقة حافة الشعاب المرجانية، وكان على مقربة منها مجموعة من السائحي، وتلاحظ لاحد السياح قبل دقائق معدودة من الحادث واثناء ممارسته لرياضة السباحة السطحية وجود سمكة قرش كبيرة الحجم تحت الماء، حيث إبلغ المنقذ البحري المتواجد على الممشى.
تفاصيل الواقعة
وقال التقرير إن سمكة القرش كانت على مسافة عشرون مترا، وعلى عمق مترين، وتم تحذير جميع المتواجدين فى الماء وتوجيهم بالخروج من الماء أو السباحة فى اتجاه المنطقة الضحلة على المسطح، وكانت الضحية فى تلك اللحظة الأقرب من سمكة القرش حيث قام بالهجوم عليها مما تسبب فى بتر ساقها الأيمن، ويدها، ولم تحاول سمكة القرش تكرار هجومها على الضحية مرة اخري، وتم انتشالها، واجراء الإسعافات الأولية لها .
وكشف التقرير أن اللجنة لم تتوصل لإى شهود عن واقعة حادث هجوم سمكة القرش على الضحية الثانية التى عثر على جثمانها صباح يوم التالي واقتصرت المعلومات المتاحة من إدارة المنتجع على انه قد تحقق لها من خلال كاميرات المراقبة ان الضحية غادرت حجرتها فى الساعة الرابعة عصر يوم الجمعة مرتدية لباس البحر واتجهت الى موقع الممشى البحري لممارسة رياضة السنوركلينج، وثبت عدم عودتها مرة اخري لغرفتها حث تم العثور على جثمانها فى صباح اليوم التالى.
ومن المشاهدات ومناقشة الشهود وتحليل الاحداث ودراسة الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو يمكن استخلاص النتائج التالية:
ان حادث الهجوم على الفقيدة النمساوية تم فى حدود الساعة الخامسة والنصف مساء ولم يستغرق الا ثوانى معدودة، ولم تحاول سمكة القرش تكرار الهجوم على الضحية مرة اخري، ويعتقد ان بتر الساق والذراع حدث نتيجة عضة واحدة.
سمك النمري
وأكد التقرير ان سمكة قرش واحدة كبيرة الحجم من نوع “النمري”، وذلك استنادا الى طبيعة بصمة الفك على الضحايا وما قدمه المنقذ البحري الذي شاهد القرش تحت الماء من وصف وما حدده من صور الأنواع المختلفة من اسماك القرش المتواجدة بالبحر الأحمر التى عرضت عليه.
واوضح التقرير أن الحادث لم يكن عرضيا نتيجة خطأ من السمكة فى تحديد مصادر غذائها الطبي، انما كان عن عمد بقصد التغذية على الضحية الرومانية, أما في حالة الضحية النمساوية فعلى الارجح انها راجعة الى سوء حظ للضحية لتواجدها فى هذا الموقع وكان السبب الرئيسي راجع الى فرض القرش نفوذه على المكان.
واكد العاملين بمركز الغوص بعدم سابقة مشاهداتهم لأي نوع من اسماك القرش بمنطقة سهل حشيش مسبقا، وأشاروا إلى مشاهداتهم خلال الأيام التي سبقت الحادثة لدرفيل يجوب الساحل بالقرب من الشاطئ، وقد تم توثيق ذلك بالصور الفوتوغرافية تحت الماء.
وبفحص جثامين الضحايا حيث تبين من الحادثتين انه تم من خلال نوع القرش النمري وتم الاقتناع من خلال اللجنة انه تمت من خلال فرد واحد من القرش النمري وتم تحديد حجم القرش الذي قام بالحادثتين .
التوصيات:
نظرا لتعنت سلوك اسماك القرش والذي يحدث بشكل متسارع وقد انعكس ذلك على معدلات الحوادث فى العقد الأخير، ورشاستها فى الحادثة الأخيرة، فقد آن الأوان لاتخاذ مواقف حاسمة للحد من مثل هذه الحوادث بتلاف الاسباب وحفاظا على موارد مصر الطبيعية، و يمكن تقسيم هذه الأجراءات إلى أجراءات عاجلة وإجراءات، طويلة المدى :
اولا : الأجراءات العاجلة وتتمثل فى أتخاذ بعض الأجراءات على المستوى المحلى للتأكد من عدم تكرار هذه الحوادث على المدى القصير وتشمل:
١- الأستمرار فى الرصد، والمتابعة، والمراقبة لمنطقة الحادث والمناطق المحيطة من خلال باحث البيئة بالمحميات الطبيعية، والعاملين بجمعية الحفاظ على البيئة هيبكا من خلال المتابعة الميدانية وأنشاء شبكة تواصل مع مستخدمى المنطقة البحرية .
٢- وقف كافة أنشطة الصيد الترفيهية ( لنشات ركوب بالأجر – لنشات نزهة – ويخوت خاصة) ، ومسابقات الصيد خلال فترة المنع كما هو الحال مع الصيايدين المرخصين لكافة مناطق البحر الأحمر.
3- بعد أنتهاء قرار المحافظ رقم 53٦/ لسنة ٢٠٢٢ وذلك ف ٢٠٢٢/٧/٧ ، يسمح بأستخدام الشواطئ الرملية، والتى لاتزيد عمقها عن متر .
4- السماح بنشاط السنوركل فى أضيق الحدود داخل المناطق المحمية وحظر أنشطة السنوركل على الحافة المرجانية اسبوع أخر، على أن يتم نشاط السنوركل تحت باشراف مرشد سنوركل مرخص وحاصل على كافة الدورات اللازمة من غرفة الغوص والأنشطة البحرية ، وبمعدل مرشد لكل ١٠ أفراد من ممارسى رياضة السنوركل .
5- اتخاذ إجراءات عاجلة وصارمة ضد المخالفين وخصوصا ممارسى الصيد غير القانوني.
ثأنيا: الاجراءات طويلة الاجل:
1- غياب التنسيق السليم وعدم تطبيق خط أدارة مستدامة طبقا للقدرة الاستيعابية للبيئة البحرية نتج عنه العديد من المشاكل مثل زيادة هجمات أسماك القرش على السائحين والتى تهدد أستدامة هذه الموارد الفريدة مما يتطلب معه البدأ فورا فى تنفيذ خط ملائمة وعلى المدى البعيد.
2- تنفيذ برنامج إدارة متكاملة لمواقع الغوص بكافة مناطق الغوص والسنوركلينج يهدف الى الحفاظ على الموقع وقيمته البيئية والعلمية والاقتصادية وحماية وتأمين الغواصيين من هجمات أسماك القرش, وذلك كبداية لتنفيذ برنامج متكامل لادارة مواقع الغوص بكافة مناطق البحر الاحمر.
3- تنفيذ برنامج للمراقبة والسيطرة وتطبيق القانون من خلال أجهزة تتبع للمراكب السياحية: أن الجزء البحرى لمحافظة البحر الاحمر متامى الاطراف ويصعب السيطرة على الانشطة القائمة من خلال الاجهزة التنفيذية للدوله, وقد سعت المحافظة ومنذ البداية الى خلق ألية لمراقبة تنفيذ خط لأدارة مواقع الغوص وتامي السائحي من خلال أدخال تكنولوجيا تحديد الموقع الجغرافى لكافة المراكب السياحية بالبحر الاحمر,
وبالتالى سهولة تتبعها وتحديد أماكن تواجدها وتطبيق خط أدارة لمواقع الغوص طبقا لقدرتها الاستيعابية (عدد المراكب الزائرة للموقع الواحد), وبما يساعد على وقف التدهور الحادث للبيئة البحرية ف بعض المناطق والث ستساعد بدون أدنى شك فيه تقليل الاخطار من مهاجمة أسماك القرش.
4- أنشاء مواقع غوص جديدة (صناعية): يهدف الى تخفيف الضغوط والافراط ف أستخدام مواقع الغوص على الحيود المرجانية الطبيعية, حيث أن هذه الضغوط تعد أحد أهم أسباب هجمات أسماك القرش.
5- عمل خطة لكافة الأنشطة القائمة على الموارد الطبيعية ف البحر ألأحمر لغرض وقف التضارب القائم على هذه الموارد بي كافة الجهات ومستخدمى البيئة البحرية .
– عمل خطة وتنفيذها لتنظيم الصيد فى البحر الأحمر بهدف خفض جهد الصيد بما لايقل عن 5٠% وذلك من خلال :
– وقف كافة أنشطة الصيد سواء كان تجارى أو تقاليدى أو ترفيهى ( خلال فتة التكاثر الث تمتد من منتصف أبريل حتي نهاية شهر يوليو ).
– إيجاد موارد دخل بديلة للصيادين و يقتح أن يكون ذلك إلحاقهم بقطاع السياحة حيث أن القطاع المستفيد الرئيسي.
– كذلك خفض جهد الصيد الترفيهي بما لايقل عن ٧٠% وحصره على مناطق محدودة، كذلك أعتبار كافة كمناتطق تكاثر الأسماك ذات حماية مطلقة، يحظر فيها الصيد بشكل نها ئي .
– تشديد الرقابة على الأسواق لمنع بيع ادوات الصيد
– زيادة الرقابة على الطرق لمنع نقل اسماك البحر الأحمر دون وجود سند قانوني.
– رفع القدرات الفنية لبعض باحث البيئة للتعامل مع حوادث اسماك القرش وذلك من خلال بعض المنح الحكومية لحضور دورات تدريبية بالخارج بأحد الدول ذات الخ رتة للتعامل مع مثل هذه الحوادث كاستراليا أو امريكا أوجنوب افريقيا .
– أجتماع عاجل برعاية رئيس الوزراء وبحضور الوزراء المعنيين لمناقشة سبل حماية والحفاظ على البيئة البحرية ، والأستخدام المستدام للموارد الطبيعية الفريدة.