أفريقيا سلة الغذاء المهملة

الجميع يعرف قيمة ووزن القارة الأفريقية ، الدراسات والبحوث الدولية تؤكد ذلك ، المطامع الاستعمارية والانتهازية الدولية ، الصراعات التي تتسم بها قارة من أفقر القارات علي هذا الكوكب رغم أنها تمتلك ثروات طبيعية لا حصر لها، بعيدا عن الحديث حول مميزات أفريقيا، وكونها تمتلك أكثر من ثلثي اراضي الكرة الارضية صالحة للزراعة، والتنمية ناهيك عن الحديد، والمنجنيز، والذهب، وثروات جادت بها الطبيعة لهذه القارة.
ما زالت أفريقيا فقيرة ، فقرها نتاج الاستعمار، وسرقة ثرواتها ، إفقارها مقصوداً ومخطط له، سياحة وصناعة وزراعة وتجارة كلها مفردات تجعل منها أغني قارة علي هذا الكوكب أن أحسن استثمارها، إشكالية التواصل مع أفريقيا ما زال لغزاً لا يعرفه سوي الساسة فيها ، التمدد تجربة صنعها رجال أعمال مصريون في بعض دولها، كانت مصر في ستينيات القرن الماضي تولي التواصل، والتعاون المشترك مع قادتها إهتماماً كبيراً.
وكانت حركات التحرر تنظر إلي مصر باعتبارها قبلة للعمل، والتعاون، وتنامت تلك العلاقات، وخرجت شركات مصرية وطنية للعمل، والنمو فيها ، ساعد ذلك رجال أعمال مصريين بإنشاء مشروعات استثمارية في عواصم بعض الدول منهم ما هو معلوم للجميع، ومنهم ما حرص علي العمل فقط .
في دول أفريقية نماذج من الشباب المصري قرر التمدد في دول القارة، وحقق نجاحات كبيرة، وكانت تلك التجارب رائدة، ومحفزه لاستكمال تلك النجاحات، في بعض دول أفريقيا مازال يتذكرون تعاونهم مع مصر في مجالات عدة.
في غانا برز ت بعض الأسماء علي رأسها المواطن المصري المحب لبلده، والخبير الاقتصادي الدكتور سعيد دراز ، تنوعت استثماراته في غانا لإيمانه العميق بأهمية الاستثمار، والعمل في أفريقيا من أجل خلق التعاون، والتواصل التي سعت إليه الدولة المصرية، وكان النموذج الأقرب إليه تحركات الشركات الوطنية في ستينيات القرن الماضي في دول هذة القارة.
بعد إشكالية الحدود بين روسيا وأوكرانيا والصراع الذي قد يؤدي إلي حرب عالمية ، وعاد الحديث عن أزمة عالمية في الغذاء ،وان العالم قد يتعرض لأزمة عالمية ، والسؤال الذي يتبادر إلي الأذهان لماذا التكاسل في تمدد العلاقات التجارية والزراعية والصناعية والتجارية والسياحية مع أفريقيا.
كما ذكرنا الجميع يؤكد أن أفريقيا قد تكون سلة الغذاء في العالم فلماذا التراخي في تعميق العلاقات التي تبني علي أسس قوية تساهم في خلق بدائل وحل أزمة الغذاء التي بدأت تلوح في الأفق وتشغل قادة العالم ، نحن جزء من هذه القارة ويجب البحث عن آليات تساهم في الاستفادة المشتركة من ثرواتها الطبيعية.