[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

د. عبد الرحيم ريحان يكتب: مدخل الهرم بين أروقة مجلس النواب اليوم

وصفت اليونسكو حين تسجيلها لممفيس ومقبرتها، منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور عام بأنها أول حضارة عرفت على وجه الأرض فماذا نحن فاعلين بأول حضارة؟.

المشاريع الخدمية فى المواقع الأثرية خاصة المسجلة تراث عالمى باليونسكو تعتمد على مثلث لا يتحقق النجاح بدون مراعاته، رأس المثلث نظام إدارة الموقع الممثل من خلال المنطقة الأثرية، والجهات التى سوف تتعامل مع المشروع ومنهم المرشدين السياحيين وأصحاب الشركات والمحليات المتمثل فى محافظة الجيزة والمجتمع المحلى الذى يشمل الجمّالة والخيّالة والباعة المتجولين مع الوضع فى الاعتبار معايير اليونسكو التى سجّل على آساسها الممتلك تراث عالمى استثنائى.

إدارة الموقع

 

أشارت المادة 5 من اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي 1972ومصر من الدول الموقعة عليها إلى ضرورة اتخاذ تدابير فعّالة ونشطة لحماية التراث الثقافي والطبيعي الواقع في الدول الأطراف في هذه الاتفاقية، كل بحسب ظروفها وفي حدود إمكاناتها ومنها اتخاذ سياسة عامة تستهدف جعل التراث الثقافي والطبيعي يؤدي وظيفة في حياة الجماعة وإدماج حماية هذا التراث في مناهج التخطيط العام وتأسيس دائرة أو عدة دوائر حيث لا توجد مثل هذه الدائرة في إقليمها لحماية التراث الثقافي والطبيعي والمحافظة عليه وعرضه وتزويد هذه الدوائر بالموظفين الأكفاء وتمكينها من الوسائل التي تسمح لها بأداء الواجبات المترتبة عليها وفى مصر المنوط بذلك وزارة السياحة والآثار واتخاذ التدابير القانونية والعلمية والتقنية والإدارية والمالية المناسبة لتعيين هذا التراث وحمايته والمحافظة عليه وعرضه وإحيائه، وبالتالى فالمسئولية كاملة عن إدارة موقع تراث عالمى لوزارة السياحة والآثار والكل يعمل من خلالها
لأول حضارة عرفت على وجه الأرض
ويجب أن تتوافر فى لجنة إدارة الموقع ما يأتى:-

1- القدرة على اتخاذ القرارات والصلاحية المناسبة لذلك.

2- القدرة على تدريب المجتمع المحلى وزيادة الوعى الجماهيرى بالموقع وأهميته العالمية الاستثنائية على اختلاف المراحل العمرية للمجتمع المحلى.

3- القدرة على الموازنة بين الاستخدام للأغراض السياحية وخدمة المجتمع المحلى. وبالتالى فإن أوليات العمل والإدارة فى ممتلك مسجل تراث عالمى هو مراعاة المجتمع المحلى فالحرص على مصالحه واستفادته من أى مشروع وتدريبه للتعامل مع موقع تراث عالمى.

نموذج مثالى

أعطى نموذجًا لمشروع مثالى طبّق هذا النظام وهو مشروع التجلى الأعظم حيث قام رئيس مجلس الوزراء وكل الوزراء المعنيين والجهات ومحافظ جنوب سيناء فى 21 يوليو 2020 طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية واستمع إلى وجهات نظر الثلاثة أضلاع مفتشى الآثار بمنطقة سانت كاترين ورهبان الدير الذين يمثلون الإدارة، وأهالى سانت كاترين القائمين على خدمة الموقع من منتجات تراثية وطب أعشاب وركوب جمال لصعود الجبل، ومسئولى البيئة والجهات الأمنية ومجلس المدينة وهى الجهات التى ستتعامل مع المشروع ووضعت الخطة بناءً على ذلك وبدأ التنفيذ للمشروع 2021 حيث استمرت الدراسة 6 شهور وقد زارت السيدة نوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمى فى القاهرة المشروع وأعجبت بكل شىء فيه وزارت أهل سانت كاترين وشاهدت مشاريعهم.

المدخل القديم

أوضح عالم المصريات الشهير الدكتور منصور بريك والذى عمل بمنطقة الأهرامات وتولى الإدارة العامة لآثار الأقصر وله العديد من المؤلفات من خلال عمله فى منطقة الأهرامات لأكثر من عشرين عامًا فى الفترة من ١٩٨٥ وحتى ٢٠٠٥م أن التفكير فى انشاء مدخل للمنطقة من طريق الفيوم لم يكن وليد هذه الأيام أو من تفكير المستثمر الذي يتولى إدارة المنظومة السياحية فى المنطقة الآن ولكن أول من فكر فيها كان الوزير فاروق حسنى بعمل البنية التحتية لهذا المدخل فى أواخر التسعينات من طرق وأماكن للخيول ومنطقة للتريض ليتم تقل الخيول والجمال إليها حفاظًا على المعالم الأثرية فى المنطقة.

وتم تطوير مدخل المنطقة من مدخل ميناهاوس وعمل مدخل جديد لها بعد إنشاء السور حول المنطقة لحمايتها من التعديات والتحكم فى تأمين المنطقة والذي تم الانتهاء منه فى ٢٠٠٢ وحتى يمكن التحكم فى دخول الخيالة والجمالة وعدم السماح للدخول سوي من يحمل رخصة وعدم تواجدهم بجوار الأهرام مع الموافقة على وقوف عدد محدد عند كل هرم ولكن لم تنجح تلك التجربة لعدم إلتزامهم كعادة البعض منهم فى فرض سيطرتهم بشتى السبل بالزعيق والصوت العالي والسب وأن السماح للخيول والجمال بالتواجد فى كل مكان داخل المنطقة الأثرية أضر بالكثير من المعالم الأثرية فى منطقة الهرم والتى تحوي إلى جانب الأهرام أكثر من عشرة الآف مقبرة موزعة فى مجوعة من الجبانات حول الأهرام الثلاثة وهي الجبانة شرق وجنوب هرم خوفو الأكبر والجبانة الغربية والجبانة جنوب الطريق الصاعد للملك خعفرع والمقابر جنوب هرم منكاورع وجبانة العمال جنوب شرق ابوالهول وجبانة تاري جنوب مقابر العمال، وحاولت الإدارة منعهم من الدخول بالخيول والجمال داخل تلك الجبانات دون جدوي حتى أنهم كانوا يحطمون الأسوار التى يتم تشيدها حول تلك الجبانات لحمايتها منهم ومن يريد أن يتأكد فليذهب إلى المقابر جنوب الطريق الصاعد ويشاهد كم التدمير لبعض المقابر المشيدة من الطوب اللبن من جري الخيول والجمال فوقها.

 

ورغم ذلك فإن كل المسؤولية لا تقع على عاتق أصحاب الدواب فى الهرم فقط ولكن هناك أيضا سوء التخطيط والتداخل وعدم التنسيق ما بين الآثار ومحافظة الجيزة فى تصاريح مزاولة المهنة لهؤلاء الفئة من المستفيدين من العمل داخل المنطقة
ومن هذه الحوادث أحد أيام آخر التسعينيات والذى أثير بجريدة الأخبار يقول (سعر قطعة الحجر من الهرم الأكبر بعشرين دولار) وسرد الصحفى كاتب المقال القصة وملخصها أن مجموعة سياحية من سويسرا كانت تزور منطقة الهرم ولاحظ أحد الجمالة انبهارهم بالهرم الأكبر احدي عجائب الدنيا السبع فعرض عليهم أن يمنح كل واحد فيهم قطعة من أحجار الهرم كذكري فى مقابل عشرين دولار للقطعة فوافقوا وكما كتبوا فى خطاب اعتذارهم حيث ذكروا أنه أخرج شاكوشًا أمامهم من جلبابه وبدأ فى تكسير حجارة الهرم الأكبر ليعطي كل واحد قطعة من حجارته واشتري ١٩ فرد من المجموعة قطع حجرية منه وبعد عودتهم للفندق أحسوا انهم ارتكبوا جربمة فى حق هذا الاثر الخالد فتوجهوا الى السفارة وسلموا تلك الأحجار مع خطاب اعتذار منهم على ما فعلوه ولحسن الحظ كانوا قد التقطوا صور له وتم اعتقاله ثم عاد ليعمل مرة أخري فى المنطقة وهناك العديد من القصص والجرائم التى ارتكبت
وبعد قيام ثورة يناير ٢٠١١ انتهك الخيالة والجمالة والباعة الجائلين المنطقة وانتشروا فى كل مكان فيها بل وأوقفوا دخول السياحة لمعبد الوادي للملك خعفرع واجبروا منطقة الهرم بعمل مخرج من خلف المعبد للخروج منه مع وضع ترابيزات يعرضون عليها بضائع أغلبها من صناعة الصين وأصبحت منطقة الهرم مأوي لمن لا مهنة له وانتشر فيها الباعة فى كل مكان واعتقد الكل يشاهد فيديوهات الزوار التى توثق لبعض من تلك الصور المسيئة للسياحة المصرية.

 

ومن هذا المنطلق يؤيد الدكتور منصور بريك فكرة تحديد مكان لهم للتريض لمن يريد ركوب الخيل والجمال مع خلفية الأهرام وبما لا يضر بمصالحهم ومعيشتهم خاصة وأن منهم الكثير الملتزم والحريص على عمله مع التأكيد انهم سيجدون الكثير من الزوار والمجموعات تذهب اليهم لركوب الخيل والجمال والكارتات حيث أن منطقة الهرم تشتهر أيضا بوجودهم.

مشروع الأهرامات

بدأ مشروع خدمات الأهرامات فعليًا عام 2018، لكن بداية مشروع تطوير هضبة أهرامات الجيزة كانت عام 2009 وتعثر منذ 2011 حتى استئناف الأعمال به تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة نهاية 2017.

وتعاقدت الآثار مع شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة لتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة أهرامات الجيزة فى ديسمبر 2018، على أن يتولى المجلس الأعلى للآثار وحده دون غيره إدارة المنطقة بالكامل والخدمات موضوع التعاقد تشمل طبقًا لما أعلنه المجلس الأعلى للآثار التسويق والترويج للمنطقة وتشغيل ساحة انتظار الحافلات خارج المنطقة الأثرية أمام المدخل الجديد الواقع على طريق الفيوم، حيث سيمنع دخول السيارات و”الأتوبيسات” السياحية داخل المنطقة الأثرية وتلتزم الشركة بتوفير وتشغيل وصيانة وسائل انتقال للزائرين داخل المنطقة (30 أتوبيسا و20 عربة تعمل بالكهرباء “جولف كار” بطاقة صديقة للبيئة للحفاظ على المنطقة الأثرية).

وكذلك تُشغيل وتصيين الخدمات المقدمة بمركز الزوار الجديد بمدخل الفيوم الجديد والذي يضم مجموعة من المحال والكافيتريات وقاعة عرض سينمائي يخضع محتوى الأفلام المعروضة فيها لإشراف المجلس الأعلى للآثار كما تقوم الشركة بتزويد المنطقة بـ20 دورة مياه متنقلة ومركز طبي متنقل للزائرين مع استحداث خدمات الوجبات السريعة والمأكولات والمشروبات بالمنطقة في الأماكن التي يحددها ويوافق عليها المجلس الأعلى للآثار.

 

علاوة على استحداث أنشطة ترفيهية أمام ساحة انتظار المدخل الجديد واستحداث وسائل خدمات عالية التقنية للزائرين مثل الـ(واي فاي)، وخدمات رقمية كدليل للزوار وتطبيقات هاتفية وطباعة وتوزيع خرائط إرشادية للزائرين وتقديم خدمات مميزة لكبار الزوار مع استحداث أكشاك تصوير ورسم للزائرين، وكذلك أعمال النظافة وتأمين خدمات الزائرين مع استمرار أمن الداخلية والمجلس الأعلى للآثار
كما شمل العقد تدريب الشركة لأصحاب الحرف والخيالة والجمالة والباعة والمصورين وأصحاب عربات الخيول الموجودين حاليا بالمنطقة الأثرية لرفع كفاءة تعاملهم مع السائحين، والعمل على توفير مصدر دخل لهم وتوفير زي خاص بهم داخل المنطقة الأثرية وفي الأماكن المخصصة لهم مع شراء عربات جديدة وتوفير أكشاك لائقة لبيع العاديات والهدايا التذكارية

غياب التنسيق

لم يتأسس المشروع على المثلث الذى تم ذكره ولم يتم الاستماع إلى وجهة نظر المجتمع المحلى المرتبط أكل عيشه بالموقع منذ سنين ولا إلى الجهات التى ستتعامل مع المشروع سواءً مرشدين سياحيين أو أصحاب الشركات السياحية أو المحليات أو اليونسكو والدليل على ذلك ما يحدث منذ 8 إبريل موعد التشغيل التجريبى للمدخل الجديد ولم نرى أى تصريح لمحافظ الجيزة أو أى زيارة لليونسكو أو متابعة للمشروع علاوة على التخبّط منذ بداية التجريب وقطع الجمّالة والخيًالة لطريق الشاحنات وإلقاء الشركة اللوم على الجهات الأخرى التى لم تنسق معها قبل التشغيل ومن الطبيعى أن تكون وزارة السياحة والآثار هى الجهة المسئولة عن التنسيق والتشغيل ولكن التطبيق جاء مفاجئًا للجميع هذا رغم تحذير القائم بأعمال نقيب المرشدين الأستاذ سمير عبد الوهاب قبل بداية التطبيق ونشرت له حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان رؤيته ومخاوفه والذى أرسلها بدوره لوزارة السياحة والآثار الجهة المنوطة والمسئولة عن هذا العمل قبل بدء التشغيل، وكان من الطبيعى أن يتم الاجتماع مع المرشدين لدراسة رؤيتهم قبل التطبيق وهذا لم يتم
وكذلك تحذير النقيب السابق للمرشدين الأستاذ حسن النحلة وطالبت الحملة باجتماع وزير السياحة والآثار مع المرشدين وأصحاب الشركات للاستماع لوجه نظرهم قبل التطبيق ولم يحدث هذا فكان ما حدث وبرأت كل جهة نفسها سواءً الآثار أو الشركة وحمّلوا الجمًالة والحمًالة مسئولية الفوضى وتناسوا أن اختيار موقع لهم بعيدًا عن حركة السياحة يضر بمصالهم

اليونسكو

أوضح الدكتور محمود الشنديدى استشارى إدارة التراث الثقافى و العالمى والمدير العام السابق لهيئة صندوق إنقاذ اثار النوبة إن إدارة موقع على قائمة التراث العالمى بآليات غير سليمة مرفوض حيث تنظم اتفاقية التراث العالمى عام ١٩٧٢ إدارتها وحمايتها والقواعد والنظم المسموح باستخدامها في نطاق مواقع التراث العالمى وهناك قواعد خاصة معروفة وتطبق فى كثير من دول العالم وتحت مسؤولية جهة الإدارة على حد تعبير اتفاقية التراث العالمى.

فالمعرروف عالميًا أن هناك نطاق يسمى منطقة الحماية أو ما يعرف باسم Buffer Zone وهذا النطاق قد يسمح فيه بأنواع معينة من الأعمال لحماية الموقع وتسهيل زيارته وبواسطة جهة الإدارة بنفسها وليس شركة أعمال لا علاقة لها بالتراث والآثار ولا بالنشاط السياحى الاقتصادى فى مواقع التراث العالمى، وهناك المناطق المتاخمة لنطاق الحماية وهذه تشرف فيها الدولة على كل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بحيث لا تؤثر على المدى الطويل او القصير على الموقع و خصائصه
وهناك طبقا لتعديلات اتفاقية التراث العالمى ما يعرف باسم Monitoring world heritage sites وهى تراقب كل الأنشطة و لكن للأسف اليونسكو الآن أصبحت مؤسسة بيروقراطية لا تستطيع أن تنفذ شروط الاتفاقيات التى وقع عليها الدول الأعضاء و منها مصر.

ومن الجدير بالذكر أن مصر لديها خبراء فى مجال تنسيق وإدارة مواقع التراث العالمى وخبراء فى الاتفاقية و كان الدكتور محمود الشنديدى أول مصرى من المجلس الأعلى للآثار تستضيفه منظمة اليونسكو ومركز التراث العالمى ومنظمة العمل الدولية وجامعة تورينو لدراسة إدارة مواقع التراث العالمى عام ٢٠٠٨ ولم يستفد أحد مما تعلمه علاوة على غيره من الباحثين والخبراء

خط سير الرحلة

المدخل الجديد بالطبع أفضل من المدخل القديم الذى كان بجوار فندق مينا هاوس وله عدة مميزات حيث يتسع لأعداد كبيرة من الأتوبيسات وشبابيك التذاكر كافية ومؤمنة من كشف المعادن وغيرها ومركز الزوار متميز والحمامات فخمة ولنسير فى معًا فى رحلة بالمدخل الجديد لنرصد التفاصيل.

 

يبدأ بدخول السياح والزوار إلى ممر مغطى بعد بوابات الدخول إنتظار الشاتل باص الخاص بالشركة وعددها حاليًا 30 باص
دعنا نرصد المشاكل من خلال الرحلة، أولًا هو خروج السائح من مملكته الصغيرة كما أجمع على ذلك كل المرشدين السياحيين وهى أتوبيس الشركة الذى يشمل كل وسائل الراحة له من دورة مياه نظيفة وثلاجة لحفظ أدوية للأمراض المزمنة مثل الأنسولين وغيره، فى هذه المملكة السائح آمن على أمتعته الذى يتركها للزيارة ثم العودة ومن حقه أيضًا الراحة فى الأتوبيس إذ لم يرغب فى رحلة معينة حتى يعود زملاؤه علاوة على أن هناك تأمين كامل من قبل الشركات على هذه الأتوبيسات
هذه أول نقطة خروج السائح من مملكته ومقابل هذا ماذا أعددنا له عوضًا عن ذلك؟ أعددنا شاتل باص يضطر السائح لحمل كل أمتعته الضرورية للزيارة من كاميريا وعلاج وخلافه لتشكّل عبئًا طوال الرحلة وإذا نسى شئ فى هذا الأتوبيس مثل موبايل أو كاميريا أو غيره فهناك استحالة فى عودتها، يركب الجميع فيه من كل الجنسيات وهذا أمر مرفوض فهناك خصوصية وهناك جنسيات فى صراعات مع الأخرى مثل الأوكرانى والروسى وغيرها فربما تحدث مشادات تسىء للمنظر العام علاوة على ركوب المصريين ومعهم أطفال وهناك شباب ربما بشكّل غير مقصود لرغبتهم فى التصوير مع الأجانب يفهم منها تحرّش وغير مستبعد أيضًا التحرش، علاوة على المنظر العام فى الأتوبيس جلوسًا ووقوفًا مما لا يليق بالسياحة التى توفر له أحدث اتوبيسات
نأتى لنظام الجلوس فى الأتوبيس عبارة عن كنبتين متقابلتين أى ظهر السائح للمنطقة لا يرى شىئ ولا يسمع شىء فكيف للمرشد السياحى أن يشرح وسط هذا الصخب استحالة وبذلك فقد أفقدنا السائح متعة الاستمتاع بالمكان.

 

ثم ننتقل إلى خط السير ونوضح أن هناك مقصد أساسى فى أى رحلة فحين تزور مكة المكّرمة فأول مقصد هو رؤية الكعبة المشرّفة ليتحقق الغرض من الزيارة ، وهذا إذا زرت موقع التجلى العظم بسيناء فطل الرحلات تصعد إلى جبل موسى أولًا ثم تهبط إلى دير سانت كاترين، وعند زيارة الأقصر المقصد الأول هو معبد الأقصر والكرنك وطريق المواكب بينهما
أمّا الهرم فهو حلم كل السيّاح ومقصدهم الأول من زيارة مصر فارتبط اسم مصر بالهرم وبالتالى فمتعته الأولى والأخيرة أن يشاهد الهرم أولًا وأى شئ يهون بعد ذلك ولكن خط سير الرحلة يقتل هذه المتعة تمامًا بجعل الهرم الأكبر آخر المسار وبالتالى أفقده الهدف من زيارة الهرم بل الهدف من زيارة مصر.

 

تسير الرحلة فى أول محطة إلى البانوراما للنزول للتصوير ثم ينتظروا أى حافلة إلى أول نقطة وهى هرم منكاورع وهنا مشكلة أخرى حيث أن المسافة بين الحافلة والهرم 600 متر وعلى الزائر تكّبد مشقة الذهاب والإياب مسافة 1200م بالكاميريا وغيرها
ثم نأتى إلى الهرم الأوسط النقطة التبادلية كما أطلقوا عليها لتقف الشاحنة وعلى من يرغب فى زيارة الهرم الأكبر حلم العالم عليه ركوب أتوبيس كوستر صغير وبعد النزول عليه السير مسافة أيضًا للوصول إلى مدخل الهرم للدخول بتذكرة إضافية بالطبع ومع المعاناة ربما يلغى هذه التذكرة وهنا تنتهى المعاناة إلى الخروج عبر مخرج أبو الهول ويسير على الأقدام مسافة للوصول إلى أتوبيسه السياحى فى ظل عدم وجود مساحة كافية عند هذا المدخل لوقوف الأتوبيسات فربما يتأخر عليه ووقتهم محسوب بالدقيقة أو يعود السائح لنقطة الدخول عند مدخل الفيوم.

وزيارة الموقع تتطلب معاناة حيث يوجد 3 أنواع من شاتل باص الأول يذهب إلى منطقة الزيارة الرئيسية والثانى إلى المطاعم والثالث إلى موقع لجمّالة والخيًالة البعيد عن مسار الزيارة والذى أدى بهم لقطع الطريق فى اليوم الأول لجذب السياح إليهم، وفى كل مرة على السائح العودة لنقطة البداية عند مدخل الفيوم لأخذ أتوبيس مرة أخرى لأى من المقاصد الثلاثة.

هناك سماح بدخول الشاحنات 25 راكب أو 35 راكب فيما أكثر ولكن بدراسة ثقافة الأجنبى فأنه يسأل عن أى شئ غير عادى وعند ملاحظته ذلك سيعتبره تفريقًا عنصريًا لن يقبله بالطبع وهناك اهتمام خاص بال VIB برسوم خاصة 95 دولار للفرد شامل دخول المكان المعد لهم لمدة أقل من ساعة شامل زيارة الأهرامات بسيارة جولف كار غير مكيفة

ملاحظات المرشدين

هناك مطالب يتفق عليها المرشدين السياحيين والتى تتلخص معظمها فى عمل مظلات بأحجام مناسبة في مناطق الأهرامات الثلاثة خاصة مع دخول فصل الصيف حتى ولو غير مكيفة وتمهيد ممشى مظلل من مكان توقف الأتوبيس في نقطة منكاورع حتى الهرم لأنها مسافة تزيد عن 600 متر وستكون شاقة على السياح المرضى وكبار السن مع زيادة عدد الأتوبيسات على الأقل إلى 100 اتوبيس مع عمل حساب المواسم السياحية مما يتطلب عدد أكثر من ذلك مع السماح بدخول المجموعات السياحية باتوبيساتها (كوستر وأتوبيس كبير) لحين توفير العدد المطلوب.

وكذلك توسعة الطريق من هرم خوفو إلى خفرع ٢ متر على الأقل لسهولة استخدامه في الاتجاهين سواءً لأتوبيسات أوراسكوم أو شركات السياحة وتوفير حمامات في منطقة هرم خفرع وهي المنطقة الأكثر ازدحامًا بالزوار طبقًا للمسار الجديد وتجديد حمامات أبوالهول، مع أجهزة تهوية داخل هرم خوفو بأقصى سرعة حيث يدخل السياح بعمق يزيد عن ١٠٠ متر مما يهدد بالاختناق ومد فترة الزيارة حتى ٨ مساءً خاصة مع دخول الصيف وإيجاد حل خاصة فى أوقات أجازات المصريين وزيادة أعدادهم هل سيتم دخولهم عبر طريق أبو الهول أم طريق الفيوم ولو طريق الفيوم هناك حاجة إلى 150 أتوبيس على الأقل وكذلك مراعاة البعد الاجتماعي للعاملين بخدمات الخيل والجمّالة مع عدم التأثير السلبي على تجربة السائحين في الزيارة بتحديد أماكن لهم قريبة من مسار الزيارة وإلزامهم بعدم الخروج عنها وعمل يونيفورم للجمّاله وأصحاب الخيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى