مرشدي مصر وخلافات أزلية !
تضيع الحقوق دائماً في الصراع بين أطراف أزمة قد تكون مفتعلة – وهذا ظني، لخدمة أهداف غير معلنة، وقد تكون خلافات من أجل تحقيق مصالح، وفي حالة نقابة المرشدين – لا أظن – فهي نقابة لا مغنمة فيها، وهنا أتحدث عن البدايات فلقد نشأت هذة النقابة علي خلافات، وصراعات بين أطراف كانت العلاقات بينهم قوية.
الاإشاد السياحي مهنة عظيمة تقوم علي التواصل بين المرشد، والشركة التي تجلب سياحة، وتوفر عملاً له، والمرشد السياحي عادة، ولائه للشركة التي يعمل بها، هكذا كان الوضع منذ بداية هذه المهنة.
تغيرت الأحوال من أجل تحقيق مكاسب فتأثرت مصالح، وضاعت حقوق، وخرجت من المهنة أسماء كبيرة، ودارت حلقات الصراع، لا وجود للمرشد في حسابات المتصارعين، بمعني أدق، الصراع ليس دفاعاً عن المرشد، ولا من أجل تحقيق خدمات تساهم في توفير أستقراراً عائليا له مثل باقي نقابات مصر المهنية، ولا صراعاً سياسياً من أجل الوصول إلي كرسي في البرلمان، صراعاً مبتوراً لا أحد يفهم عناصره، ربما ناتج عن توجيه معين، وتبني وجهات نظر للغير أي العمل بالوكالة في خلافات ساهمت في أن المرشد الذي يقف في الصفوف الاولي في حوادث الإرهاب لا يجد مظلة إجتماعية تحمي أسرتة في حالة، المرض، أو العجز، أو الحوادث،أو التوقف عن العمل وأقصد هنا البطالة، وهذا يوضح أن المرشد السياحي في عالمنا هذا ضحية لصراعاً مهنياً أو نقابياً أو ضحية لصراع وهمي يصنعه زملائه، وهو لا طرف فيه حتي بات لا يعرف حقوقه ولا يهتم بها.
الموت علينا حق والجميع معرض له لكن الإحساس بالأستقرار، والطمأنينة قد يخفف مخاطر المهنة، وقد يزيل همومها وقد يكون حافزاً للتطوير، والتعلم، والتجويد في أدواته.
صديقاً لي حكي عن الاحتكار فيها كلاماً يصعب تصديقه، ويصعب تكذيبه فهناك من يعمل طوال السنة مع عدد من الشركات، وهناك من لا يجد عملاً رغم خبرته، ومهنيته الفرق بين الحالتين هو ” التظبيط ” مع الشركات أي لا توجد لوائح منظمة تجبر الشركات علي التشغيل بل بالعكس هناك مرشدين يفرضون علي الشركات تشغيل هذا، وعدم تشغيل ذلك.
الإحتكار في غياب قوانين تحمي عمل المرشد، وتحمي أسرته مأساة حقيقية، وهي عدم التأمين علي حياة المرشد من مخاطر السرقة أو الحوادث أو الموت أي أنه يعمل باليومية، وبلا وثيقة أو عقد اجتماعي يوفر نوعاً من الضمان الاجتماعي لاسرته بعد وفاته أو في حالات العجز، قد يرد متابع أن النقابة تقدم مبالغ بسيطة في بعض الحالات التي ذكرتها وأيضا الوزارة تقدم بعض المساعدات، وهنا أقول مواطن يتعامل مع أجنبي يشرح له تاريخ بلده ويحفزه علي تكرار الزيارة، وهذا المواطن أي المرشد غير آمن علي قوت يومه ولا علاجه وليس له ضماناً اجتماعياً لاسرته فكيف له أن يكون مقنعاً أو بالأحرى مركزاً فيما يقوله للسائح الأجنبي، أكيد ذهنه مشغول بكلام أولاده واحتياجاتهم وأكيد بيفكر في طلبات زوجته وأولاده، ومصاريف دراسة أولاده.
المرشد السياحي وظيفة لا تقل أهمية عن وظيفة تمثيل مصر في الخارج، فما هي شروط من يمثل مصر في الخارج وهل تنطبق علي المرشد السياحي في الداخل، المرشد مواطن مثقف عاشق لحضارة بلده، ووهب حياته للترويج لهذا التاريخ، ويجب أن يلقي اهتماماً من الجهات المعنية أي يجب إحترامه، وتقديم كل الدعم لحياته مثلا يستحق تعليم أولاده بشكل مختلف، ويجب أن يتمتع باستثناءات في المدارس، والجامعات، والمواصلات العامة، وأن تكرمه الدولة، وان تمنح عدد من المرشدين سنوياً جوائز تشجيعية وتحفيزية.
يجب أن تبعده مؤسسات الدولة عن أي خلافاً مجتمعياً، وأن تشعره بالأمان واسرته وأن يكون له علاجاً في كافة مستشفيات الدولة، والقطاع الخاص، وأن يلقي ترحيباً في المحافل الدولية.
إكرام المرشد السياحي واجب، وفرض عين حتي يشعر بالولاء، وروح الإنتماء، وأن يساهم في جذب السياحة الوافدة الي مصر وأن يشارك في الحملات الترويجية، والافلام الوثائقية، إكرام المرشد السياحي جزء من منظومة تطوير، وهيكلة قطاع السياحة في مصر الحوادث تكشف عورات، والصراع يخلق منفعجية، ووصوليبن علي جثث مرشدي مصر، إستقيموا يا ساده يرحمكم الله.
أطالب الجهات المعنية بدراسة موقف المرشد السياحي المصري بعيداً عن صراعات، وخلافات نقابة المرشدين، وبعيداً عن أعين المتصارعين، ووضع آليات لاستقرار حياته وتأمينه من مخاطر الزمن حتي يستطيع أن يقدم خدماته الجليلة للوطن بحب وانتماء.