بعد اكتشافه..حكاية السمير الأوحد وظهوره فى تاريخ مصر القديمة
أسفرت أعمال الحفائر بالناحية الشمالية الغربية من هرم الملك مرنرع من الأسرة السادسة عصر الدولة القديمة في سقارة عن الكشف عن خمس مقابر تؤرخ بالأسرة السادسة عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول وعمرها الزمني حوالي ٤٤٠٠سنة مثل مقبرة “إيري ” أحد كبار الموظفين في عصر الدولة القديمة.
قال الخبير الأثري أحمد بدران أستاذ الآثار، إن المقابر ذات تخطيط معماري مميز يتكون من مبنى علوي من الطوب اللبن وبئر يؤدي إلى غرفة الدفن المكسية بالأحجار وعليها نقوش ورسوم ملونة تصور أنواع القرابين المختلفة من الخضروات والفاكهة واللحوم والطيور وأنواع كثيرة من الخبز، بالإضافة إلى تصوير قائمة الزيوت السبعة المقدسة التي كانت تستخدم في الشعائر والطقوس والتحنيط وصيغ تقديم القرابين باللغة المصرية القديمة الخط الهيروغليفي وتضم غرفة الدفن تابوتا ضخما من الحجر الجيري يخص صاحب المقبرة إيري، بالإضافة إلى بعض اللقى الأثرية مثل تماثيل خشبية لصاحب المقبرة وأواني من الحجر والفخار.
أما المقبرة الثانية بنفس التخطيط المعماري وتخص أحد كبار الموظفين من عهد الملك ببي عصر الأسرة السادسة الدولة القديمة ويُدعى “ببي نفر حفايي ” ويحمل ألقاب مهمة تدل على مكانته لدى الملك منها السمير أو الصديق الأوحد للملك، المشرف على البيت العظيم أي القصر الملكي، الكاهن المرتل، وغيرها من الألقاب الوظيفية الرسمية والشرفية.
كشفت البعثة أيضاً عن مقبرة السيدة “بيتي” بنفس التخطيط المعماري بئر يؤدي إلى حجرة الدفن الملونة ذات النقوش الرائعة وحملت السيدة بيتي ألقابا مهمة منها “المشرفة على زينة الملك “، و”كاهنة المعبودة حتحور”.
أما المقبرة الخامسة فهي لموظف كبير في عصر الدولة القديمة ويُدعى “حنو” وحمل العديد من الألقاب الهامة منها:”المشرف على القصر الملكي ، السمير الوحيد للملك، الأمير الوراثي ، العمدة ، حامل أختام ملك الوجه البحري(مستشار الملك ) و المشرف على الحدائق. “وتتكون مقبرته من مبنى علوي من الطوب اللبن ثم بئر عمقه ٧م يؤدي إلى غرفة الدفن الملونة.
وظهر لقب السمير الأوحد من عصر الدولة القديمة الأسرة الثالثة ويدل على مكانة عالية لصاحبه لأنه الصديق الأوحد للملك وبالهيروغليفي ” سمر وعت “.
أكد بدران أن الكشف تم على يد بعثة آثار مصرية تتبع المجلس الأعلى للآثار وزارة السياحة والآثار، مؤكدا أن سقارة هي جبانة العاصمة القديمة منف وتضم آثارا من عصور ما قبل التاريخ وعصر الدولة القديمة والانتقال الأول والدولة الوسطى وعصر الانتقال الثاني والدولة الحديثة والعصر المتأخر واليوناني والروماني ، و في عام ٢٠٢٠ عثر فيها على مجموعة من الآبار بها توابيت للدفن بلغ عددها حتى الآن ٢٥٠ تابوتا تحتوي على مومياوات منها تابوت بسماتيك الذي يؤرخ بعصر الأسرة ٢٦ والمعروض حالياً في الجناح المصري بمعرض إكسبو ٢٠٢٠ دبي ويحظى بإقبال كبير من زائري المعرض.
كما تم الكشف أيضا على مقبرة واحتي من الأسرة الخامسة وتم افتتاحها للزيارة في ١٨ أبريل ٢٠٢٠ بمناسبة اليوم العالمي للتراث. وأيضا تم الكشف عن مقبرة أخرى بجوار هرم ونيس للمدعو “خوي” ، كما كشف المرحوم الدكتور رمضان بدري حسين عن مقابر العصر الصاوي جنوب هرم ونيس و ورشة التحنيط وخبيئة المومياوات ، وكشف دكتور زاهي حواس عن هرم للملكة نيت زوجة الملك تتي وخبيئة للتماثيل، وسقارة مُسجلة على قائمة التراث العالمي منذ عام ١٩٧٩ وتضم أقدم بناء حجري في تاريخ البشرية وهو هرم الملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة بالدولة القديمة.