كتّاب وآراء

مارس شهر المرأة

يحتفل العالم يوم 8 مارس باليوم العالمي للمرأة، وهو يوم يعد رمزا وتعبيرا عن نضال المرأة التي خرجت فيه للدفاع عن حقوقها عبر العالم منذ القرن قبل الماضي، ولذا يعد هذا اليوم هو فرصة للاحتفاء بانجازات المرأة من جانب، والدعوة إلى إعمال حقوقها بما في ذلك السعى نحو تحقيق تكافؤ الفرص وعدم التمييز ووقف الانتهاكات ضدها.

وقد جاء الاحتفال باليوم العالمي للمرأة للعام 2022 تحت شعار ” المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غد مستدام”، حيث اعتبرت الأمم المتحدة أن تعزيز المساواة المبنية على النوع الاجتماعي في ظل أزمة المناخ والحد من أخطار الكوارث أحد أكبر التحديات العالمية التي نواجهها في القرن الحادي والعشرين، مبررة ذلك بأن النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، فهن يشكلن غالبية فقراء العالم وهن أكثر اعتمادا على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ بشكل خاص.

بل ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في رسالته للعالم في هذه المناسبة بأننا في حاجة إلى المزيد من وزيرات البيئة وقائدات الأعمال ورئيسات الدول ورئيسات الوزراء، اللاتي يمكنهن أن يدفعن البلدان إلى معالجة أزمة المناخ، وتطوير الوظائف الرفيقة بالبيئة، وبناء عالم أكثر عدلا واستدامة.

وعلى جانب آخر يتم الاحتفال بعيد الأم في مصر والعالم العربي يوم 21 مارس مع بداية فصل الربيع، وذلك اعترافا بجميل الأم في تربية أبنائها، وما تقدمه لهم من تضحيات من أجل سعادتهم.

والاحتفال بالأم يعود إلى القدماء المصريين، فهم أول من احتفلوا بعيد الأم كعيد مقدس، واعتبروا تمثال إيزيس التي تحمل ابنها حورس رمزا لهذه المناسبة، بل وربطوا هذا اليوم بفيضان النيل لانه – كالأم – أصل الحياة والخصوبة والنماء.

وفي العصر الحديث تعود فكرة تحديد موعده إلى الكاتب الصحفي الراحل علي أمين، ليكون يوما يعبر خلاله الأبناء عن الشكر والامتنان للأم.

تأتي الاحتفالات اقرارا بقيمة المرأة في الحياة، ووتقديرا لما تلعبه من أدوار متعددة تسهم في تحقيق التنمية المنشودة، والواقع العربي شهد مؤخرا الكثير من المبادرات لدعم المرأة وقضاياها على المستوى التشريعي أو على مستوى المناصب القيادية والقضائية، فضلا عن مشروعات التمكين، إلا أنه في ظل ما تشهده منطقتنا العربية من صراعات وحروب ونزاعات ومشاكل اقتصادية واجتماعية ومناخية، تؤكد أن الطريق لازال طويلا من أجل تمكين ودعم ومشاركة كاملة للمرأة العربية.

وفي هذه المناسبة ستستمر الدعوة إلى العمل من أجل المزيد من الدعم والتمكين للمرأة في كل المجالات، ووقف كل أشكال العنف الممارس ضدها مثل الختان والزواج المبكر والتحرش، والمزيد من الدعم النفسي والاجتماعي والتشريعي، واتاحة الفرصة لها كي تقوم بدور الأمومة كاملا إلى جانب كونها إمرأة عاملة، وندعو إلى إعمال مبدأ أن المرأة شريكا للرجل وعنصرا رئيسيا في تنمية وطنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى