[ الصفحة الأولى ]ثقافة وفنون

جمعية المؤلفين والملحنين تقتحم مجال الإنتاج الغنائي لأول مرة

في خطوة جديدة على سوق الأغنية، قررت جمعية المؤلفين والملحنين الاتجاه للإنتاج الغنائي، من خلال التعاقد مع عدد من المطربين على عدد من الأعمال التي سيتم إنتاجها وطرحها تباعا، وجاءت باكورة إنتاج الجمعية، من خلال عودة فن المونولوج، عن طريق عمل فني جديد للملحن والمطرب حسن إش إش، ليكون العمل بمثابة إحياء لهذا النوع من الفن الذي انقرض، بعد أن حقق نجاحا كبيرا على يد رواد مثل إسماعيل ياسين وثريا حلمي وسيد الملاح وغيرهم، وقدم الملحن الكبير حسن إش إش أكثر من مونولوج قبل أن يختفي عن الساحة ثم يعود بعد غياب سنوات، ليمارس هوايته المفضلة في تقديم مولونولجات تتناول قضايا المجتمع بشكل كوميدي من خلال كلماته الرشيقة وألحانه المميزة، خاصة أنه يعد أحد البارعين في هذا المجال، حيث قدّم إسهامات كثيرة على مدار 30 عاماً، في محاولة منه لتقديم فن هادف يواجه بالكلمة الفن الهابط.

وقال حسن إش إش ، إن المونولوج الجديد الذي سيقدمه يتناول الضوضاء والإزعاج الذي تسبب فيه مطربو المهرجانات، مشيرا إلى أنه يعمل في تقديم فن المونولوج منذ 30 عاما ونجح فيه وقدم كل الأغاني الهادفة التي تسلّط الضوء على سلوكيات المجتمع بشكل كوميدي ساخر وليس عن طريق الأمر، لافتا إلى أنه يناقش السلوكيات الخاطئة بطريقة ساخرة تثير الضحك مثل مونولوج عن الرجل السيئ فأقول له “إيه يا راجل إنت ده عيب عليك في السن ده يطلع منك كل ده” حيث يناقش فكرة العجوز المتصابي الذي يحب فتاة في سن أولاده.

 أضاف:” ما شجعني على تقديم مونولوج جديد يحمل اسم “إزعاج” عندما وجدت نقابة المهن الموسيقية تحارب الإسفاف الذي زاد عن حده، حيث قام هاني شاكر بوقف البعض من مؤديي المهرجانات، بينما يعمل القائمون على جمعية المؤلفين والملحنين التي كنت عضو مجلس إدارة فيها بعمل مشروع متكامل لعودة فن المونولوج حيث قرروا الاستعانة بي باعتباري لدي فكرة واسهامات في هذا المجال، كما سيقومون بتكليف المؤلفين والملحنين الذين لديهم فكرة عن فن المونولوج لتقديم فن المونولوج بشكل هادف”.

وأشار إلى أن السبب وراء قيام جمعية المؤلفين والملحنين بأن يكون أول إنتاج لها هو إحياء فن المونولوج، يرجع إلى ضرورة معالجة سلبيات المجتمع ومحاربة الأغاني الهابطة، حيث إن هناك عدداً كبيراً من المونولوجيست، كما ستكتشف الجمعية أيضا مطربين ومطربات وأصوات شابة لتقديم فن المونولوج حيث سيقدمون كلمات هادفة، بالإضافة إلى أغان جديدة لمطربين ومطربات جدد، فهي شركة إنتاج وتنتج أغاني ومونولجات”.

أوضح أن جمعية المؤلفين والملحنين والنقابات الفنية كلها من المفترض أن يكون دورهم الارتقاء بالمهنة والذوق العام، وهذا هو قانون الفن والرقابة على المصنفات الفنية بينما الفن هابط هو اتجاه من الغرب ومحاولة إسقاط الفن المصري بعدما كنا رواد في مجال الفن والغناء.

 وعن غيابه خلال الفترة الماضية قال: شعرت أنني مقصر حيث أنني لدي ملكة فن المونولوج وقمت بغنائه بنفسي وإنتاجه، لذا لم أتردد في العودة لمحاربة ظاهرة المهرجانات، بمونولوج يقول مطلعه “إزعاج وزعيق وخناق” من خلال كلمات تسخر من الوضع”.

 وأوضح “إش إش” أن فن المونولوج لم يعد موجود مثل السابق لذا نريد تسليط الضوء عليه ليحل بدلا من المهرجانات، لاسيما أنه فن كبير وله رواده ونشـأنا عليه حيث وجدنا عمالقة يقدمونه مثل ثريا حلمي وسيد الملاح وإسماعيل ياسين، قبل أن ينقرض ولم يعد موجودا في حين أننا نحتاج له حيث نوجه من خلاله رسائل بشكل ساخر وغير مباشرة ونناقش موضوعات مهمة في المجتمع”.

  وعن رد فعل الجمهور بعد طرحه مونولوج “إزعاج” قال:” الحقيقة رغم أنني شعرت بصدى ولكن نحتاج لإعلام يتبنى تسليط الضوء على هذا الفن ومحاولات تقديم مزيد من الإسهامات في هذا الفن الذي له تاريخ  عريض ولكنه لم يعد موجوداً مثل السابق، حيث كان في السابق عندما يقدن المونولجست حركة بسيطة يعقبه ضحك من الجمهور لأنه قادر على إسعاد الناس ولكن هذا الفن انقرض عندما رقص المطربين في الأغاني فجلس المونولوجيست في المنزل لأن المطرب الراقص حل مكانه، وللأسف المطربين استخفوا بعقول البشر.

 أضاف: “المهرجانات الشعبية” قعدوا أهل المهنة والمؤلفين والمطربين والملحنين في منازلهم، فمطرب من مطربي المهرجانات عندما يقدم أغنية هابطة من أغانيهم نتفاجأ أن الناس تسمعها وجمع فلوس مقابلها وحصل على سيارات وهدايا وتكريمات في حين أن أهل الفن الحقيقيين لا يعملون، ففن الأغنية لم يعد موجوداً، وعندما نعيد الأغنية الهادفة سنعيد أيضا فن المونولوج ونجد أشعار وألحان جيدة كل ما نحتاجه فقط هو أن نجد من يتبني هذا الفن ويحييه مرة أخرى”.

 أوضح أن جمعية المؤلفين والملحنين سوف تستعين به وبكل أهل الخبرة في فن المولونوج.

 فيما قال الشاعر فوزي إبراهيم أمين الصندوق وعضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين، إن الجمعية قررت الاتجاه للإنتاج الغنائي بكل أشكاله مثل الأغنية الشعبية والعاطفية والمونولوج والثنائيات وكل أشكال الغناء التي أصبحت مهجورة ومنها بالطبع المونولوج مثل النموذج الذي قدمه الفنان حسن إش إش.

وعن السبب الذي شجعهم لاتخاذ هذه الخطوة قال: “اللائحة القديمة لم يكن ضمن أنشتطتها عملية الإنتاج فقمنا بتعديل اللائحة خاصة أن لدينا خبرات كثيرة وكبيرة من الملحنين والمؤلفين والناشرين والمقصود بهم المنتجون وهناك زملاء لديهم استديوهات وموزعون.

و أضاف :” كما وجدنا أن هناك لونا معينا من الغناء متصدر للعالم وهو المهرجانات العشوائية لأنني لا أعتبرها شعبية، كما نادينا أكثر من مرة بضرورة تضافر الجهود وعندما وجدنا أن الخطوة تأخرت فقمنا بالإقدام على هذه الخطوة وسيكون المونولوج باكورة الإنتاج بالجمعية”.

 وأوضح أن الجمعية ستقوم أيضاً بإنتاج أغان لمطربين شباب وكبار موجودين على الساحة وجار دراسة الخطة وكيف ستبدأ فضلا عن التجهيز للآلية سواء آلية الإنتاج أو التسويق.

وأشار إلى أنهم بصدد إطلاق قناة للجمعية على اليوتيوب بالاستعانة بشركات متخصصة في التسويق الرقمي وإنشاء المنصات، وبالنسبة للتمويل فلدينا مؤلفون وملحنون وناشرون وهناك زملاء كثيرون في الجمعية ينتجون ولديهم استديوهات وجار دراسة هذه الآلية لنستعين بهم فيما يخص التسويق الرقمي وإنشاء المنصة بشركات متخصصة.

 أوضح أنه منذ إطلاق المشروع وتأتي لنا عروض فهناك مطربون معروفون وكبار عرضوا أن يتعاونوا معنا وشركات كثيرة، لذا فأنا واثق أن هناك الكثير من الأشخاص لديهم رغبة في تقديم شيء للبلد ولكن في انتظار انطلاقة البدء خاصة مع انحصار دور القطاع العام”.

 وقال إنه لا يستطيع أن يفصح عن الأسماء التي ستتعاون معهم من المطربين الكبار إلا بعد التعاقد لأن كل شخص سيشارك في العمل الفني سيكون له نسبة محددة لكل طرف، مشيراً إلى أن هناك ترحيبا بأي جهة ستضيف نوعاً من التكامل حيث إن الباب مفتوح للجميع وكل من يشاركنا في هذا الهدف الوطني، لنزيح هذا التدني من الأعمال الهابطة التي أصبحت منتشرة من حولنا، وأيضا لتنشيط حالة الركود التي يعاني منها السوق الغنائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى