كتّاب وآراء

عبد الرحيم ريحان يكتب: حكاية حصان وعروسة المولد وموكب الخليفة الفاطمى

رويت العديد من الروايات عن حصان وعروسة المولد ؛فقيل أنها مستمدة من موكب الخليفة الفاطمى الذى كان يخرج راكباً حصانه ومن خلفه سيدة القصر فى هودجها فى موكب مهيب يبدأ من قصر الخلافة وحتى مشهد الإمام الحسين بن على رضى الله عنه بالقاهرة.

ومن هذا الموكب ظهر ما يعرف بحصان المولد وعروسة المولد وذلك وفقًا لما جاء فى دراسة أثرية للدكتور على أحمد الطايش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.

وطبقًا لما جاء فى الدراسة فإن المصريون صنعوا من السكر أشكالاً للحصان والعروسة ما زالت موجودة إلى أيامنا، و قد اتخذ هذا اليوم طابعًا جميلًا كالأعياد ويشتهر بحلوته اللذيذة التي تعرف بحلاوة المولد كما ذكر رأى آخر فى تأصيل حصان وعروسة المولد يرجع إلى التراث المصرى القديم كتجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس وهى من أشهر الأساطير المصرية التى تجسّد الصراع بين رموز الخير إيزيس وأوزوريس وابنهما حورس ورمز الشر ست أخو أوزوريس والذى قام بقتله من أجل أن يستولى على الحكم وقامت إيزيس بتربية ابنهما حورس بعيداً فى أحراش الدلتا خوفا عليه من عمه ست وعندما يكبر حورس يطالب بعرش أبيه ويحارب عمه حتى ينتصر عليه.

وقد امتد أثر تلك الإسطورة ليبقى جزءًا أساسيًا من المخزون البصرى فى الثقافة المصرية عبر آلاف السنين حتى تجسّدت فى شكل حصان المولد المستوحى من تمثال حورس راكبًا الحصان يقتل بسيفه رمز الشر ست المجسّد على هيئة تمساح وفى شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة مستوحاة من جناح إيزيس الملون
وكان يقيم السلطان بالحوش السلطانى فى الليلة الكبرى للمولد خيمة فى القلعة ذات أوصاف خاصة تسمى خيمة المولد وقد أعدها المؤرخون من عجائب الدنيا وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان المملوكى الجر كسى قايتباى وقيل فى وصف هذه الخيمة أنها زرقاء اللون على شكل قاعة فيها ثلاثة أواوين وفى وسطها قبة مقامة على أربعة أعمدة وبلغت تكلفتها حوالى ثلاثين ألف دينار وهذه الخيمة لا ينصبها إلا ثلاثمائة رجل وكان يوضع عند أبوابها أحواض من الجلد تملأ بالماء المحلى بالسكر والليمون وتعلق حولها الأكواب الفاخرة المصنوعة من النحاس الأصفر والمزينة بالنقوش الجميلة وتربط هذه الأكواب بسلاسل من النحاس ويصف حولها طائفة من غلمان الشرابخانة لمناولة الوافدين من الناس ولا فرق بين صغير وكبير واستمر إقامة خيمة المولد فى العصر العثمانى.

وفى الليلة الختامية يظهر المقرئون براعتهم فى التلاوة بآيات الذكر الحكيم فيتعاقب واحد بعد الآخر وكلما فرغ مقرئ أعطاه السلطان صرة بها ٥٠٠ درهم من الفضة ثم يأتى بعد ذلك دور الوعاظ واحداً تلو الآخر كلما فرغ الواعظ ناوله السلطان صرة بها ٤٠٠ درهم وأعطاه كل أمير شقة من الحرير وبعد صلاة المغرب تمد أسمطة الحلوى السكرية المختلفة الألوان وفى صباح يوم المولد يوزع السلطان كميات من القمح على الزوايا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى