التسويق وصناعةالسياحة في عصر السوشيال ميديا بين الواقع والضرورة

ازدادت أهمية الوسائط الاجتماعية أو “السوشيال ميديا” فى التسويق لدى شركات السياحة، مع تنامى سوق السياحة الداخلية خلال الفترة الأخيرة.
قال عاملون بشركات سياحية، إن التسويق عبر “السوشيال ميديا” سواء على شبكة التواصل الاجتماعى “فيسبوك” أو “تويتر”، يستحوذ على 50 إلى 80% من حجم العمليات، واستحدثت الشركات وظائف جديدة لشباب المهندسين المختصين بإدارة الصفحات على مواقع التواصل، وابتكار طرق جديدة لجذب العملاء.
وقد اولت وزارة السياحة في سورية أهمية خاصة لمفهوم التسويق الالكتروني للمنتجات السياحية عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث عقدت ورشة عمل عنوانها ” الدور الإعلامي للشبكة الالكترونية في دعم التسويق السياحي ” قدمتها المهندسة سمر ظاهر معاون مدير سياحة اللاذقية شملت محاورها مناقشة مفهوم صناعة السياحة وتطوير الرحلات السياحية المتكاملة، الخدمات ومميزات التسويق السياحي عبر الانترنت، قنوات التواصل في التسويق الرقمي على صفحات الويب وشبكات التواصل والبريد الإلكتروني ، بعض الأدوات التحليلية لتقييم العناصر الناجحة وغير الناجحة في حملات التسويق الالكتروني.
ومن أهم أسباب نجاح «السياحة» عبر المنصة الإلكترونية، ترابط وتشابه وظائف «التسويق السياحي» بأساسيات عمل «قطاع الأعمال» عبر شبكات الإعلام الاجتماعي «السوشيال ميديا» المتمثلة في «الاتصال» وهو عملية إقناع الزبائن بملائمة «الخدمات والعروض السياحية» لرغباتهم عبر وسائل وتطبيقات ومواقع سوشيالية متعددة ومختلفة ومتنوعة الفئات والشرائحية الاستهلاكية المستهدفة. ومن جانب أخر تتمثل في عملية «التنمية» حيث تتبلور هذه العملية في عمليات التخطيط والإعداد المسبق لعمليات البيع والشراء المعتمدة على عملية «الاتصال» مع الفئات المستهدفة عبر الشبكة التواصلية الاجتماعية. ومن بين تلك الوظائف تحدث عملية «المراقبة» المتمثلة في استخدام ما توفره التقنيات الاتصالية الحديثة لمراقبة «السوق» المستهدف وقياس الأداء – أي أداء العمل التسويقي عبر المنصة الإلكترونية.
ولتأكيد عملية نجاح «التسويق السياحي» عبر المنصة الإلكترونية، لا بد من وضع إستراتيجية عمل تقتضي القيام بمهام محددة لتصويب الجهود المبذولة نحو الهدف المراد تحقيقه، مثل تحويل حساب الجهة السياحية كحسابات وكلاء السفر وشركات الطيران إلى حسابات أعمال رسمية لسهولة إمكانية رصد تقارير مؤشرات الأداء، وكاستخدام الوسم «الهاشتاق» المناسب للمحتوى السياحي – الترويجي، والتواصل المستمر مع الزبائن والمتابعين عبر المواقع التواصلية من خلال طرح أسئلة متعلقة بالمجال السياحي لتلبية رغباتهم وتحقيق توقعاتهم، وكذلك نشر عديد من القصص والأخبار المتعلقة بالسياحة.
وقد شهد القرن الحالي تطورا كبيرا في المجالات العلمية التي طالت نواحي الحياة المختلفة ، الامر الذي سهل وتيرة الحياة و ممارسة الاعمال المختلفة و دفع العجلة الاقتصادية و التجارية. و من أبرز ما توصل اليه العلم هو الشبكة العنكبوتية « الانترنت» الذي حقق قفزة كبيرة في مجال الاتصال ، فقرب المسافات و جعل من العالم قرية كونية صغيرة يمكن لأي منا الوصول لأي مكان في العالم و الاتصال مع أي شخص مهما بعدت المسافة بمجرد الضغط على زر واحد.
كما برزت أهمية هذه الشبكات في صناعة السياحة بما يسمى السياحة الالكترونية التي باتت ضرورة في أيامنا هذه فهو من جهة يتميز بسرعته و من جهة أخرى أصبح الحل لخفض نفقات التسويق و الدعاية التقليدية مثل طباعة البروشورات و الحملات الترويجية التي تصل تكاليفها إلى ملايين ، كما أن التسويق الالكتروني هو الطريقة الانجع و التي تتوافق مع متغيرات العصر ، خاصة و أن رواد شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت في كل مكان و يزيد روادها عن الملايين فعلى سبيل المثال وصل عدد مستخدمي الفيس بوك إلى ما يزيد عن 800 مليون ناشط و الذين يعتمدون في بحثهم على أفضل البرامج و أرخص الاسعار سواء عند إختيارهم الفنادق أو خطوط الطيران ، كما أنها مكنت العديد من الدول من فتح أسواق جديدة و بالتالي توفير عناء و تكاليف السفر لتلك الاسواق من أجل التسويق للمنتج السياحي ، كما انها تفتح المجال أمام الجميع لتبني أفكار جديدة للبرامج السياحية المقترحة الامر الذي يكسر روتين البرامج السياحة التقليدية و يلبي متطلبات السياح المتجددة بصورة مستمرة.
ومن الجدير بالذكر بأن شبكات التواصل تحظى بمصداقية كبيرة من صناع القرار و الشركات السياحية و الفنادق و كافة مزودي الخدمات السياحية و تستخدمها في تسويق منتجاتها. حتى وصلت الى مرحلة أدت إلى تجاوز وكيل السياحة و السفر و القيام بالحجز مباشرة مع الخدمة المطلوبة سواء كانت منشأة سياحية أو خطوط طيران، لذا يجب وضع اقتراحات و حلول وسط تضمن الاستفادة الأمثل من شبكات التواصل الاجتماعي مع ضمان استمرارية مكاتب و وكلاء السياحة.
وحسب الإحصاءات الأخيرة فإن السياحة الالكترونية تشكل حالياً 50% من السياحة ، إلا أن عليها و بالتعاون مع وكلاء السياحة إعتماد شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أوسع لتسويق المنتج السياحي خاصة في ظل الظروف العالمية التي نعاني منها من جرّاء تراجع أعداد السياح الذي أدت إليه الأوضاع السياسية المتدهورة في المنطقة. وانتشار الوباء العالمي كوفيد19
ومن هذا المنطلق لا مناص من التأكيد في هذا المقام بأن «التسويق السياحي» الناجح هو ذلك الذي يقوم على خطة اتصالية مدروسة بين المستثمر في قطاع «السياحة» والمستهلكين لخدماتها عبر منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي الحديثة. وفي هذا السياق، لا بد من لفت الأنظار إلى أن قطاع «السياحة» من أكثر وأقوى القطاعات انتشارا «ونجاحا» عبر المواقع الإعلامية الاجتماعية والتواصلية الحديثة، وذلك كونه قطاعا ثقافيا وترفيهيا واجتماعيا وسياحيا واقتصاديا.
ومن الملاحظ مؤخرا في ظل موجة الحملات والاستراتيجيات التسويقية «الرقمية» عبر شبكات الإعلام الاجتماعي «السوشيال ميديا»، أن الفاعلين والقائمين على «القطاع السياحي» قد اتخذوا من تلك الشبكات الاجتماعية – التواصلية منصة لنجاح تواصلهم وترويجهم البرامج والخدمات السياحية المقدمة من قبلهم، حيث إن تلك المنصات الإعلامية الجديدة باتت مجتمعات افتراضية تزخر بثقافات وكيانات عديدة ومتنوعة، كما أنها باتت أيضا «أرضية لتبادل «الصور» و«الفيديوهات» و«الإعلانات» والمناقشات حول مختلف المواضيع التي تجذب توجهات أفراد المجتمعات المختلفة، ومن أبرزها تلك المتعلقة بمجال «السياحة» حيث يبلغ عدد المسافرين جوا حول «العالم» 4.1 مليار مسافر بحسب تقارير منظمة الطيران المدني الدولي «ايكاو» الصادر في فبراير 2018. كما أفادت الأمين العام للمنظمة «فانغ ليو» أمام مجلس العلاقات الدولية في «مونتريال» بأن عدد «الرحلات التجارية» و«المسافرين الركاب» كان يتضاعف كل 15 سنة في الماضي ولكن قد باتت هذه النسبة متغيرة بشكل ملحوظ في ظل الترويج الرقمي للسياحة عبر منصات وشبكات الإعلام الاجتماعي.
ومن الجدير بالذكر هنا، أن مميزات الثورة التكنولوجية ومواقع الإعلام الاجتماعي «السوشيال ميديا» ساندت ودعمت خصائص «الخدمات السياحية» التي يقدمها «وكلاء السفر» من كل مناطق وبلدان العالم عبر مواقع الإعلام الاجتماعي، كون أن من مميزاتها السوشيالية كسرها وتجاوزها لكل الحدود الجغرافية والزمنية. ومن ناحية أخرى مكنت وعززت من قوة الاتصال والتواصل بين هؤلاء الوكلاء وزبائنهم عبر المنصة الافتراضية، وهذا ما سهل عملية الاستهلاك والتجارة بشكل عام.
و من هنا نتوصل إلى أهمية الانترنت في حياتنا و التي تتجلى بسهولتها ، سرعتها و بالتالي توفير الوقت و الجهد المبذول للوصول لمعلومات معينة أو الاتصال مع شخص معين ، و بالتالي لعبت دورا هاما في زيادة الثقافة و العلم في المجتمعات ، كما زادت من انفتاح الشعوب على بعضها ، زادت في معرفة الأماكن و المواقع المختلفة لدى الفرد فهو بمجرد استخدام أحد محركات البحث يمكنه الوصول إلى أي مكان و معرفة تفاصيله ، كما تتميز برخصها مقارنة بوسائل الاتصال الأخرى.