الدكتور سعيد دراز : الروابط الوجدانية بين الشعب المصري والشعوب الافريقية تمهد لانطلاق الاستثمارات في القارة السمراء

أكد رجل الأعمال المصري الدكتور سعيد دراز أن هناك روابط وجدانية تربط بين الشعب المصري والشعوب الأفريقية تعود إلى فترات ممتدة عبر التاريخ وتزداد رسوخا في الوقت الحالي خصوصا مع تطلع كافة الشعوب إلى مستوى افضل ومستقبل مشرق.
وأوضح الدكتور دراز وهو أحد كبار المستثمرين في القارة السمراء وتحديدا في غانا على ايمانه الشديد بأهمية تعزيز هذه الروابط وهو مادفعه للاستثمار في غانا التي وجد فيها ترحيبا كبيرا بدءا من رئيس الدولة وحتى المواطن البسيط
وقال أن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي لعام 2019 تركز على عدد من الأولويات الرئيسية انطلاقا من أجندة عمل الاتحاد وأولويات العمل المتفق عليها ومن أهمها أجندة 2063 ومن بينها محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال السعى لتوفير فرص العمل وتعظيم العائد من الشباب الافريقى، وتطوير منظومة التصنيع الأفريقية وسلاسل القيمة المضافة الإقليمية، كذلك تطوير المنظومة الزراعية الأفريقية والتوسع في مشروعات الثروة السمكية بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائى والتكامل الاقتصادي والاندماج الاقليمى حيث ستركز مصر على الاسراع بدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ وكذلك العمل على دعم تنفيذ مشروعات البنية التحتية في أفريقيا وتعزيز التجارة البينية.
وأكد الدكتور سعيد دراز أن الاهتمام المصرى بأفريقيا قديم قدم التاريخ لأن مصر هي «هبة النيل» كما قال هيرودوت، ومصر بموقعها الإستراتيجي شمال شرق القارة الأفريقية والتي تعد من أقدم القارات في العالم، وتمتد أراضيها لتصل القارة بجارتها آسيا، وتعد حلقة الوصل بين قارات العالم القديم، جعلها بوابة أفريقيا للتجارة والثقافة، وتبادل الحضارات والثقافات.
حيث اتسمت العلاقات المصرية -الأفريقية في العصر الحديث، بداية من حكم محمد على وأسرته، بكثرة الفتوحات في مناطق القارة قبل أن تتكون الدول والحكومات، حتى وصلت إلى عمق أفريقيا، وأصبحت حدود مصر حتى خط الاستواء جنوبا، وبلاد الحبشة شرقا، ورفع العلم المصري في تلك المناطق، وتم اكتشاف بحيرات منابع النيل، كانت تلك الفتوحات بهدف تأمين مجرى النيل، والسيطرة على الساحل الشرقي للقارة، والتحكم في المجري الملاحي للبحر الأحمر، وتأمين قوافل التجارة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، واستمرت العلاقة طوال فترة حكم الأسرة العلوية بذلك المنظور الأمني لحدود مصر حتى قيام ثورة يوليو1952.
وأضاف أن الرئيس الراحل عبدالناصر ظل يردد «ستظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة، والذين نعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله»، وأدرك ما لم يدركه غيره ولذلك نجح في نقل مستوي العلاقات الي آفاق اوسع بما يخدم الشعوب
كانت غانا قد احتفلت الأربعاء الماضي باستلام ثاني مستشفى تنفذه شركة مصرية، ضمن سلسلة من المستشفيات والمنشآت الطبية التي تعاقدت الشركة المصرية مع الحكومة الغانية لتنفيذها ويتم تسليمها تباعا.
وحضر مراسم التسليم رئيس جمهورية غانا نانا ادوا دانكوا اكوفو اددو الذي ابدي اعجابه بالإنجاز المصري في التنفيذ قبل الموعد المقرر.
كما حضر الاحتفالية السفير عماد حنا سفير مصر في غانا والذي أعرب عن اعجابه بالإنجاز المصري مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص على تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في أفريقيا وتشهد فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي نشاطا ملموسا في هذا الشأن.
وقال رئيس غانا، خلال مشاركته في الاحتفالية:” من الجيد أننا تمكنا من إنشاء مستشفى يضم 100 سرير بهذه الجودة، وافتتاحه قبل موعده المقرر بشكل كامل، مما يمكن المقيمين والمرافق الصحية المحيطة في أشونجمان ودوم وهاتسو وكوابينيا الآن من الحصول على رعاية صحية شاملة من قبل مستشفى جا – الشرقي. ”
ويعد مستشفى ” Ga-East ” هو المستشفى الثاني الذي تم تشغيله حتى الآن من قِبل الرئيس أكوفو-أدو بموجب “مشروع مستشفى غانا”، بعد افتتاح مستشفى Upper” West Regional” في 18 أغسطس الماضي.
وأبدى رئيس غانا، إعجابه بالإنجاز المصري وسرعة التنفيذ، والتسليم قبل شهر من الموعد المحدد،
وأكد الدكتور سعيد دراز رئيس شركة «إيرو جيت دي إنفست» وهي شركة استثمار رأس مالية مصرية أن مجموعة ايرو جيت قامت بتنفيذ مشروعاتها وأوكلت مجموعة كبيرة من مقاولي الباطن بما فيهم شركة فيليبس العالمية وستاك البريطانية وشاينا ريلويز وشاينز جيو وهى من أكبر الشركات الصينية على مستوى العالم، وقد نجحت مجموعة إيرو جيت المصرية في الالتزام بتنفيذ أول مستشفى بطاقة استيعابية ١٦٠ سريرا في مدينة واو، وهو الذي تم تسليمه في أغسطس الماضي لحكومة غانا، وهذا هو المستشفي الثاني الذي تسلمه الشركة لحكومة غانا وفقا للمواصفات العالمية.
كما أوضح الدكتور دراز أن التصميم والإدارة والإشراف والتمويل كله قد نفذته الشركة المصرية بالاستعانة بخبرات مصريه مائة في المائة بمشاركة 56 مهندسا مصريا وكذلك إدارات التعاقدات وإدارة المشروعات مصرية أما التمويل فهو من مشمولات وصميم وإدارة مجموعة إيرو جيت.
والتي كانت قد تعاقدت من خلال احدي شركاتها وهي إيرو جيت دي إنفست المساهمة المصرية على إقراض غانا قرضا طويل الأجل لمدة 18 سنة بفائدة 1.6 بالمائة، وذلك في صورة تصميم وتنفيذ وتجهيز وصيانة ثمانية مستشفيات عامة ومركزية لوزارة الصحة في غانا، وكذلك مستشفى عسكري لوزارة الدفاع الغانية، بنظام تمويل وتسليم مفتاح، وتبلغ القيمة الإجمالية للمشروع وتمويله 798 مليون دولار أمريكي، حيث قامت شركة شركة إيرو جيت إنفست وشركة بافيس المساهمة، وهما إحدي شركات المجموعة بعمل نموذج هندسة تمويلية خصيصا لتمويل المشروع بضمانة سيادية من دولة غانا.
وتضم سلسلة المستشفيات، مستشفى إقليمي يضم 160 سريرا في مدينة «وا»، ومستشفى مركزي طاقة 100 سرير في مدينة أكرا، إلى جانب مستشفى مركزي طاقة 60 سريرا في «نسوكوا» وآخر يضم 60 سريرا في «تيبا» بمنطقة «أشانتي»
وأضاف أن هناك مستشفيات أخرى منها ثلاثة في منطقة «تويفو براسو» و«كونونغو» و«سالاجا» ومستشفى إقليمي يضم 250 سريرا في كوماسي، ومستشفى عسكري 500 سرير في كوماسي، ومن المتوقع أن تضيف المستشفيات 1310 أَسِرَّةٍ، بالإضافة إلى مرافق أخرى للبنية التحتية الصحية في غانا.
وأضاف الدكتور دراز أن مصر شهدت في الفترة الأخيرة طفرة في النهوض بالصحة، وجذب الاستثمارات في القطاع الطبي بفضل دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الحكومة والقطاع الخاص لوضع الصحة في أولويات الاهتمامات، مما شجع شركات مصرية وأجنبية على الدخول باستثماراتها بقوة في القطاع الصحي بمصر.
كما شجع الشركات المصرية على نقل خبراتها للدول الأفريقية، حيث تحرص القيادة السياسية على تدعيم العلاقات مع دول القارة، وعلى رأسها غانا التي تربطها بمصر علاقات تاريخية لها خصوصيتها وتشهد في الوقت الحالي تعاونا مشتركا في شتى المجالات.
وأكد دراز أن المنشآت الطبية التي تقوم الشركة بتنفيذها في غانا تعتمد على أحدث النظم العالمية في تصميم وبناء وتجهيز المستشفيات، وتوفر كافة الخدمات الطبية لكل التخصصات مثل طب الأطفال وصحة الأم والأنف والأذن والحنجرة وطب الأسنان وكافة الجراحات والحروق والعلاج الطبيعي ووحدات العناية المركزة وغيرها، بحيث لم تترك أي تخصص أو مجال دون أن توفر له التجهيزات والإمكانيات اللازمة له مما يعكس ريادة الشركات المصرية في قطاع الصحة ويؤكد التعاون الوثيق بين مصر ودول أفريقيا.