السيد الدمرداش يكتب: عندما يغضب الأحرار

هل يغضب العبيد ، نعم يغضب الجميع ، فالغضب أمراً مشروعاً ومتاحاً للجميع، والغضب فعلاً وليس مفعول به، فهو رد فعل إنساني علي فعل غير إنساني، الحيوانات تغضب كثيراً عندما يتعلق الأمر يتجاوز الآخرون في حقهم ، أو يعتدي أحدا علي عشيرتهم أو يتعرض أحدهم للظلم ، فما بالك بغضب الأحرار الذين يملكون كبرياء وكرامة، عندما يتعلق الأمر بقضايا الوطن والمجتمع.

يغضب الأحرار عندما تتجاوز فئة تعيش بينهم وتجور علي حقوق الوطن والمواطن ، يغضب بعض الأحرار عندما تتفشي السلبية ويسيطر اللاوعي علي الأمور ، كتبت عن قضايا السياحة كثيرا وعن قضايا الوعي المجتمعي فلم يغضب أحدا ، وأتساءل عن : ” كيف نطالب بتحسين التجربة السياحية، وولاة الأمر لا يغضبون ” : فهل هناك من يستفيد من هذا الوضع _ رئيس الحكومة المصرية شخصيا _ يطالب _ بالعمل علي تحسين التجربة السياحية _ ورفع جودة المنتج السياحي المصري ، كما يطالب بنشر الوعي السياحي والبيئي والأثري والصحي، ولا أحد يغضب .

والغضب درجات ومراتب كما يعرفه علماء الإجتماع وأساتذة الصحة النفسية ، جودة المنتج السياحي _ أمن قومي بامتياز _ لأنها قضية جوهرية تدخل في فقه الأولويات التي تساهم في تكرار التجربه السياحيه، والتدريب أحد عناصر فقه الأولويات التي تساهم في جودة الخدمات المقدمة للزبون _ ونحن نعمل علي مواجهة التحديات الداخليه التي تواجه التجربه السياحيه، فمتي يغضب رجال الصناعة ..؟.

لا أحد يغضب ، فلماذا ربما لأسباب تتعلق بالمصالح الشخصية ، وربما جهلا بقيمة المقصد السياحي المصري، وربما هناك إشكالية في الرغبة الحقيقية لتحسين التجربة السياحية، ربما ، لا أدري ، غرفة الفنادق المصرية مؤسسة عظيمة وتملك مقومات وآليات تنفيذ برامج لتحسين التجربة السياحية منها _ التدريب _ فهو حلم كبير لرجال السوق _ والغرفة تتجاوز ” نقد ” برامج تعمل عليها من خلال مؤسسات أجنبية ، لا تستمتع الي أحد من هؤلاء القوم أصحاب الخبرات _ فهل تغضب _ رئيس لجنة السياحة والطيران المدني في مجلس النواب المصري _ من أجل تدريب العاملين في قطاع الفنادق المصرية ..! قبل فض مجلس النواب _ هل تستطيع أن تفسر لنا مهنيا لماذا يصر القوم علي تجاهل الانتقادات المهنية حول برامج التدريب المهني..؟ لا أحد يسعي لخلق إثارة ولا أحد ضد الجهود المبذولة في هذا المجال، لكن هناك من يتحدث عن عوار في التدريب المهني في قطاع الفنادق _ فهل تتدخل سيادة النائبة نورا علي- وهي إحدي سيدات القطاع السياحي المصري ولها خبرة طويلة في هذا المجال وتناقش مع القوم _ برامج التدريب المهني التي يتحدثون عنها في وسائل الإعلام ..! حتي يتبين لنا حقيقة ما يتم الترويج له _ يغضب الأحرار من أجل بناء الوعي حول قضايا الوطن ، والسياحة من القضايا الوطنية التي تسعي القيادة السياسية لتطويرها والنهوض بها .
( وللحديث بقية )