شهدت السياحة في تركيا طفرةً ملحوظةً في عام ٢٠٢٤، مُرسِّخةً بذلك دورها كركيزةٍ أساسيةٍ للاقتصاد الوطني. فقد استقطبت البلاد ٥٢.٦ مليون زائرٍ دولي، بزيادةٍ قدرها ٧٪ عن العام السابق. وقد تُرجم هذا النمو إلى عائداتٍ سياحيةٍ قياسيةٍ بلغت ٦١.١ مليار دولار، مما يُبرهن على متانة هذا القطاع وجاذبيته العالمية.
مع اقتراب تركيا من عام ٢٠٢٥، تشير الدلائل الأولية إلى أن ازدهار السياحة لم ينتهِ بعد. فقد ارتفعت الحجوزات المبكرة للعام المقبل بنسبة ٢٠٪، مما يُبرز ارتفاعًا ملحوظًا في ثقة المسافرين، ويُرسّخ مكانة البلاد كوجهة سياحية مرغوبة. وتشير هذه الزيادة في الحجوزات المبكرة إلى أن تركيا تجني فوائد اقتصادية على المديين القصير والطويل.
ووضعت الحكومة التركية أهدافًا طموحة لعام ٢٠٢٥، تتضمن استقبال ٦٥ مليون زائر وتحقيق إيرادات سياحية بقيمة ٦٥ مليار دولار. تعكس هذه الأهداف التزام تركيا بتوسيع قطاع السياحة وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للسفر.
رغم أن روسيا وألمانيا لا تزالان أكبر مصدرين للسياح في تركيا، إلا أن أسواقًا جديدة مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وإيران تكتسب أهمية متزايدة. وتستهدف أنطاليا، وهي وجهة سياحية رئيسية، استقطاب 18.5 مليون زائر في عام 2025، سعيًا لتجاوز رقمها المسجل في عام 2024 والبالغ 17 مليون زائر.
تواصل منتجعات تركيا استقطاب السياح رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، بفضل أسعارها التنافسية التي تجذب المسافرين الأوروبيين والآسيويين على حد سواء. كما أن سمعة تركيا كوجهة سياحية مستقرة وبأسعار معقولة تجذب المزيد من السياح، مما يجعلها خيارًا جذابًا لشريحة واسعة من الزوار.
علاوةً على ذلك، تستفيد تركيا من سوق السياحة البحرية المتنامي. فقد ارتفع عدد ركاب الرحلات البحرية الوافدين إلى البلاد بنسبة تزيد عن 500% في فبراير 2025 مقارنةً بالشهر نفسه من عام 2024، مما يُبرز مكانة تركيا المتنامية كوجهة رائدة في مجال السياحة البحرية.
وواقعيا، مع الزخم القوي الذي يشهده القطاع السياحي في تركيا بحلول عام 2025، فإنه يستعد لعام آخر من النمو الاستثنائي، مما يعزز مكانته كقائد عالمي في صناعة السفر.