
شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن والعبادة، وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وفيه يتنافس المسلمون في الطاعات والقربات، ومن أعظم الطاعات في هذا الشهر المبارك، الدعاء في الثلث الأخير من الليل، وخاصة في وقت السحور.
حيث يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، ويقول: “هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من مستغفرٍ فأتوب عليه؟”.
أهمية الدعاء في وقت السحور
– وقت استجابة: الدعاء في الثلث الأخير من الليل، وخاصة وقت السحور، من أوقات الاستجابة، حيث يتنزل الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، ويقول: “هل من داعٍ فأستجيب له؟”.
– صفاء القلب: وقت السحور هو وقت صفاء القلب، حيث يكون الإنسان قد استراح من نومه، وتفرغ لربه، فيكون قلبه أقرب إلى الخشوع والإنابة.
– التضرع والابتهال: الدعاء في وقت السحور يكون بتضرع وابتهال، حيث يكون الإنسان في حالة من الضعف والافتقار إلى الله تعالى، وهذا يزيد من خشوعه وتذلله.

الدعاء في وقت السحور من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فعلينا جميعا أن نحرص على هذا الوقت المبارك، وأن ندعو الله تعالى من خير الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى سميع مجيب الدعاء.
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص بالسحور، ولكن ورد عنه أدعية كثيرة كان يدعو بها في الثلث الأخير من الليل، ومنها:
– “اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعها، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت”. اللهم افتح لي فيه أبواب الجنان، وأغلق عني فيه أبواب النيران، ووفقني فيه لتلاوة القرآن يامنزل السكينة في قلوب المؤمنين.
– “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.
– “اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر”.

– اللهم إني لك سأصوم وعلى رزقك سأفطر، فتقبل مني صلاتي وصيامي وقيامي ودعائي وسائر أعمالي، واغفر لوالديّ إنك أنت الغفور الرحيم.
– اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني .
– اللهمَّ قَوّيني بدِيني وأعنّي على قَضاء دَيْني.
– اللهم هيئ قلوبنا لرمضان حبا للعبادة، وفرحا وتقديرا لفضله وكرمه.. وأعنا فيه على ماتحب وترضى .
– اللهمَّ تقبّل مني الصيام في هذا الشهر المبارك واغفر لي فيه وبارك لي فيه وزدني علماً، اللهمَّ اجعل إيماني بك يهديني ورجائي لك يحفظني،
– “اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنك واسع الفضل والجود”.
فضل السحور في رمضان
جاء في السنة النبوية في فضل السحوراذ قال النبي صلى عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة»، كما جاء ايضا في سنه الحبيب محمد عن فضل الصيام، فهو ركن من أركان الإسلام، وجاء في الحديث النبوي من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم منذنبه
كما جاء في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلَّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
نصائح لاستجابة الدعاء في وقت السحور
– الاستغفار: قبل الدعاء، يستحب الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فإن الاستغفار يزيل الذنوب ويفتح الأبواب المغلقة.
– الثناء على الله: قبل الدعاء، يستحب الثناء على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وحمده على نعمه وآلائه.
– الصلاة على النبي: قبل الدعاء، يستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها من أفضل القربات إلى الله تعالى.
– الدعاء بتضرع: الدعاء يكون بتضرع وابتهال، مع رفع اليدين واستقبال القبلة، والتذلل بين يدي الله تعالى.
– تكرار الدعاء: يستحب تكرار الدعاء والإلحاح فيه، فإن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء.
– اليقين بالإجابة: يجب على الداعي أن يكون موقنًا بإجابة الله تعالى لدعائه، فإن الله تعالى يقول: “ادعوني أستجب لكم”.
اللهمَّ لك سأصوم وبك آمنت ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخّي وعظمي وعصبي، ربّنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين.