أسرار وبشارات.. فضل الصلاة على النبي وكيفيتها

تعد الصلاة على النبي محمد صلي الله عليه وسلم من أهمّ العبادات وأعظمها أجراً، فهي تعبير عن حبّنا له، وتقديرنا لرسالته، وشكرنا لله عزوجل على نعمة إرساله نبي للأمة الإسلامية.
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بـ الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى في كتابه العزيز : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» الآية 56 من سورة الأحزاب.
وعَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا))؛ رواه مسلم
وفي هذا الحديث دليل على عِظَمِ فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكرم الله تعالى لعباده، إذ جعل بصلاة واحدة على النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الله بها على العبد عشرًا فيُثني على العبد في الملأ الأعلى عشر مرات، ويا لها من غنيمة وفضل عظيم
كيف بشر النبي بفضل الصلاة عليه
الصلاة علي النبي لها الكثير من الفضائل التي ذكرت في الكثير من الأحاديث.. منها ما ورد عن عبد الرحمن بن عوف قلت: يا رسول الله، سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض روحك فيها. فقال: إن جبريل أتانى فبشرنى أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه..فسجدت لله شكراً.
وقوله «صلى الله عليه وسلم»: «ما من أحد يُسلِّم عليَّ إلا ردَّ الله عليَّ رُوحى حتى أردّ عليه السلام»
صيغ الصلاة على النبي محمد صلي الله عليه وسلم
للصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم، صيغٌ متعدّدةٌ، وكلّها جائزةٌ ومستجابةٌ بإذن الله ومنها :
ورد في صحيح البخاري، إِنَّ النَّبِىَّ – -صلى الله عليه وسلم- – خَرَجَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ « فَقُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
* الصلاة الإبراهيمية: اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ على إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
* صيغة “اللهم صلّ وسلم وبارك”: اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّم وبارك على النَّبي الأمِّي، سَيِّدِنا محمد المختار، وعلى آلِهِ الأطهار، وأصحابه الأخيار
* صيغٌ أخرى للصلاة علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم
* اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ عبدِكَ ورسولِكَ.
* اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ الصَّلاةِ وأَتَمَّ السَّلامِ.
* اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلِّمْ.
* اللَّهم صلِّ على سيِّدنا مُحَمّد الحبيب المحبوب، شافي العلل ومفرج الكروب، وعلى آله وصحبه وسلم.
* اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْقُرَشِيِّ، بَحْرِ أَنْوَارِكَ، وَمَعْدِنِ أَسْرَارِكَ، وَعَيْنِ عِنَايَتِكَ ، وَلِسَانِ حُجَّتِكَ، وَخَيْرِ خَلْقِكَ، وَأَحْبِّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ الَّذِي خَتَمْتَ بِهِ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمُرْسَلِينَ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ،{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}،
* اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِ المُطَهَّرِ ، الطَّيِّبِ المُطَيَّبِ ، اللهمَّ صلِّ على مَنْ فاضتْ مِنْ نُورِهِ جميعُ الأنوارِ ، اللهمَّ صلِّ على مَنْ بالصلاةِ عليهِ تُنالُ منازلُ الأبرارِ ، وعلى آلهِ وصَحْبِهِ وسَلِّمْ تسليماً.
* اللهم صَلِّ على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها، ونور الأبصار وضيائها، اللهم صَلِّ عليه صلاة وسلامًا دائمين أبدين إلى يوم الدين، تغفر لنا بها ذنوبنا وتكفر بها عنا سيئاتنا، وتحشرنا بها معه يوم القيامة، وتسقينا من يده الشريفة شربة ماء؛ لا نظمأ بعدها أبدًا.
فضل واسرار الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم :
* نيل رضا الله تعالى: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا عَلَيْهِ} (الأحزاب: 56).
- نفي الفقر والبخل :من أهم أسباب صلاة الله -عز وجل- على المصلي وصلاة الملائكة أيضًا عليه، انها تنفي عن العبد صفة البخل والشح كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: «البخيلُ من ذُكرتُ عندَهُ ثم لم يُصَلِّ عليَّ».
- شفاعة النبي محمد صلي الله عليه وسلم : تعتبر الصلاة على الرسول- عليه الصلاة والسلام- وسيلة لكسب شفاعته(قال صلي الله عليه وسلم «أولى الناس بى يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاة».
-يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه ويغفر ذنبه: ورد أنه قَالَ أبي بن كعب: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك. فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: “ما شئت”. قال: قلت: الربع؟ قال: “ما شئت. فإن زدت فهو خير لك”. قلت: النصف؟ قال: “ما شئت. فإن زدت فهو خير لك”. قال: قلت: فالثلثين؟ قال: “ما شئت. فإن زدت فهو خير لك”. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: “إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك”.. رواه الترمذي
– نيل المراد وتحقيق الأمنيات
في الدنيا والآخرة.
– الصلاة على النبي هي امتثالًا لأوامر الله تعالى.
الأوقات المستحبة للصلاة علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم
يجب ان نحرص بالمداومة والحرص بالصلاة علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم في كل وقت وحين وقد أوضحت الصفحة الرسمية لدار الإفتاء ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأمور بها شرعًا على العموم، والإكثار منها يوم الجمعة وليلتها من المستحبات فهو أفضل الأيام، وليلته أفضل الليالي؛ لاختصاصهما بتضاعف الحسنات إلى سبعين على سائر الأوقات، ولكون ذلك إشغال الوقت الأفضل بالعمل الأفضل وهو الأكمل والأجمل، ولكون يوم الجمعة سيد الأيام فيصرف في خدمة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام
قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُكُمْ صَلَاةً عَلَيَّ، أَلَا فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ وَالْيَوْمِ الْأَزْهَرِ». قال الإمام الشافعي: يعني ليلة الجمعة ويوم الجمعة.
كيف تنال أنوار وبركات الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم
* الإخلاص في الصلاة :ينبغي أن تكون الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم خالصة من القلب مع الإخلاص لله عزوجل.
* التكرار: كلّما زاد عدد مرات الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم زادت الفائدة.
* المداومة: ينبغي أن تكون الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم عادةً دائمةً في حياتنا.
* الإلحاح في الدعاء: يمكننا أن نطلب من الله عزوجل ما نريد ونُلحق ذلك بالصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم.
الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين وهدية عظيمة من الله عزوجل فلنحرص بالمداومة علي الصلاة على النبي ونُكثر منها، ونُلحقها بالدعاء ونطلب ما نريد من الله سبحانه وتعالي .
فإذا أجرى الله على لسانك كثرة الصلاة والسلام على النبي صلي الله عليه وسلم فقد جبرت، ونصرت، وكفي همك وغفر ذنبك.