في ذكرى ميلادها.. نجمة إبراهيم بدأت حياتها بالغناء والشر أوصلها للجمهور
هويدا محمود

نجمة إبراهيم واحدة من أبرز ممثلات العصر الذهبي للسينما المصرية، واشتهرت بأدوار الشر ببراعة جعلتها أيقونة لا تُنسى.
تمر اليوم ذكري ميلاد الفنانة نجمة إبراهيم، التي أبدعت في تجسيد أدوار الشر على شاشة السينما المصرية، حتى أصبحت واحدة من أكثر الممثلات تأثيرًا في هذا النوع من الأدوار.
وعلى الرغم من براعتها في تقديم الشخصيات القاسية والشريرة، إلا أن حياتها الشخصية كانت مختلفة تمامًا، حيث عرفت بطيبة القلب والثقافة الواسعة.
بدايتها الفنية
ولدت نجمة إبراهيم لأسرة يهودية مصرية بالقاهرة وكان اسمها الحقيقي بوليني أوديون، درست في مدرسة الليسيه في القاهرة إلا أنها لم تكمل دراستها، مفضلة المجال الفني.
وفي ثلاثينيات القرن الماضي، دخلت المجال الفني من خلال التنقل بين الفرق المسرحية المختلفة مثل نجيب الريحاني وبديعة مصابني وبشارة واكيم وغيرهم.
وعملت كمطربة في فرقة فاطمة رشدي، وبدأت حياتها السينمائية من خلال فيلم الورشة عام 1940، سبق ذلك الغناء في فيلم «تيتاوونج» عام 1937.
نجمة والعمل السينمائي
بدأت نجمة إبراهيم مسيرتها الفنية في المسرح الغنائي، لكن انتقالها للسينما أعطي لها مساحة للتنوع في الأدوار قبل أن تتألق في أدوار الشر، التي أتقنتها لدرجة أن الجمهور ارتبط بها كأحد أكثر الوجوه الشريرة علي الشاشة.
كان من أبرز الأدوار التي قدمتها وجسدت فيها معني الشر هو دور “ريا” في فيلم ريا وسكينة (1953)، التي قدمتها ببراعة جعلت المشاهدين حتي الآن يتأثروا بملامحها القاسية وأدائها المرعب كلما عرض الفيلم.
كما شاركت في أعمال مثل «جعلوني مجرمًا» و«لن أبكي أبدًا» و«الليالي الدافئة» و«إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة». كما قدمت عدة مسلسلات ومسرحيات على مدار تاريخها بجانب السينما، وكانت آخرها أعمالها مسرحية غادة الكاميليا.
تمحور أدائها لدور الشر في نظراتها الحادة، وصوتها العميق، وقدرتها على التحول بين القسوة والدهاء، جعلوا شخصياتها لا تنسى، مثل دورها في اليتيمتين والجريمة الضاحكة.
لديها 3 أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي «ريا وسكينة، جعلوني مجرمًا، صراع الأبطال».
الوجه الآخر لنجمة إبراهيم
رغم أدوار الشر، كانت نجمة إبراهيم شخصية مختلفة تمامًا في الواقع، فقد كانت إنسانة راقية، تهتم بالثقافة والفنون، واشتهرت بحبها للقراءة والمسرح.
تزوجت مرتين؛ الأولى من الملقن عبد الحميد حمدي لمدة 9 سنوات، وتزوجت أيضًا الممثل والملحن عباس يونس، وأعلنت تحولها من اليهودية إلى الإسلام عام 1932.
منحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وسام الاستحقاق، بالإضافة إلى معاش استثنائي تقديرًا لعطائها الفني ووطنيتها النادرة، إذ كان من المعروف عنها تأييدها ثورة يوليو 1952.