مما لاشك فيه، أن الحفاظ على وزن صحي والبقاء في حالة بدنية جيدة، هو مطلب جماعي، ويبدو أن اليابانيين قد توصلوا إلى حل لهذه المشكلة، فثقافتهم غنية بالعادات التي تدعم نمط حياة متوازن، ويبدو أنهم يتقدمون في العمر برشاقة دون مخاوف السمنة التي يواجهها كثير من الناس اليوم، والسر في ذلك ليس فقط ما يأكلونه، بل أيضًا كيف يعيشون.
وفيما يلي 7 عادات من الثقافة اليابانية يمكن أن تساعد أي شخص على عيش حياة أكثر صحة ورشاقة.
تناول الطعام ببطء
استمتع بكل قضمة من أكثر العادات التي يمكن استعارتها من اليابانيين هي تناول الطعام ببطء، ففي اليابان، عادة ما يتم الاستمتاع بالوجبات ببطء، حيث يتوقف الناس بين اللقيمات للاستمتاع بالنكهات، وهذا يعزز الهضم بشكل أفضل ويمنح الجسم الوقت للإشارة إلى الشبع، كما أن تناول الطعام ببطء يمنح معدتك الوقت لمواكبة عقلك، مما يقلل من الإفراط في تناول الطعام.
تناول أجزاء أصغر وتنوع أكبر
يعد التحكم في حصص الطعام أمرًا آخر يتفوق فيه اليابانيون، حيث يتم تقديم أجزاء أصغر من الوجبات، مما يشجع الناس على الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأطعمة المختلفة دون الإفراط في تناول الطعام، فالمفتاح هو التوازن، من خلال تناول القليل من كل شيء بدلاً من الكثير من شيء واحد، ووفقًا لبحث أجرى عام 2019، يميل الناس إلى تناول كميات أقل عندما يتم تقديم أجزاء أصغر لهم، ويدعم النظام الغذائي المتنوع التغذية الأفضل دون اكتساب سعرات حرارية زائدة.
النشاط البدني اليومي
إن ممارسة النشاط البدني بانتظام عادة متأصلة في الثقافة اليابانية، ولا يقتصر الأمر دائمًا على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، بل يدمج العديد من اليابانيين الحركة في روتينهم اليومي، سواء كان ذلك المشي أو ركوب الدراجات أو مجرد ممارسة النشاط طوال اليوم، مثل ممارسة المشي في كل مكان فهى ظاهرة شائعة بشكل خاص لديهم، خاصة في مدن مثل طوكيو، حيث يُعد المشي من القواعد اليومية لديهم، والنشاط المنتظم منخفض الكثافة، مثل المشي، يزيد من عملية التمثيل الغذائي ويحافظ على نشاط الجسم دون الحاجة إلى ممارسة تمارين شاقة، مما يساعد في الحفاظ على وزن صحي.
فن “هارا هاتشي بو”
في اليابان، هناك مبدأ عمره قرون يسمى Hara Hachi Bu، والذي يعني تناول الطعام حتى تشعر بالشبع بنسبة 80% فقط، وتشجع هذه الممارسة الناس على التوقف عن تناول الطعام قبل أن يشعروا بالشبع التام، وهي العادة التي تساعد على تجنب الإفراط في تناول الطعام وتعزز التحكم في الوزن.
ووفقًا لبحث أُجري عام 2015، فإن تناول الطعام حتى تشعر بالشبع بنسبة 80% يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير وله العديد من الفوائد الصحية، لأنه يساعد على منع الجسم من تخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون.
استهلاك كمية أقل من السكر وتناول الشاي الأخضر
على عكس العديد من الأنظمة الغذائية الغربية، يستهلك اليابانيون كمية قليلة جدًا من السكر، وبدلاً من ذلك، يستمتعون بالشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة والذي يعزز عملية التمثيل الغذائي، وكان الشاي الأخضر جزءًا من الثقافة اليابانية لعدة قرون، وهو مرتبط بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تحسين الهضم وحرق الدهون، حيث يحتوي الشاي الأخضر على الكاتيكين، والذي ثبت أنه يساعد في حرق الدهون ودعم عملية التمثيل الغذائي، كما أنه منخفض السعرات الحرارية، مما يجعله مشروبًا مثاليًا لإدارة الوزن.
تناول الأطعمة الموسمية
في اليابان، هناك ارتباط وثيق بين تناول الأطعمة الموسمية، وهذا لا يضمن فقط اتباع نظام غذائي طازج غني بالعناصر الغذائية، بل يعزز أيضًا التنوع، فمن خلال تناول الأطعمة الموسمية، يستهلك الناس بشكل طبيعي أطعمة مختلفة طوال العام، مما يجعل أنظمتهم الغذائية مثيرة للاهتمام ومليئة بالعناصر الغذائية الصحية، كما يشجع تناول الأطعمة الموسمية الناس بشكل طبيعي على تناول أطعمة طازجة ومغذية أكثر، ويساعد في منع رتابة الإفراط في تناول نفس الأطعمة غير الصحية على مدار العام.
مشاركة الوجبات
يمارس اليابانيون عادة الأكل الاجتماعي، والذي يتضمن مشاركة الوجبات مع الأصدقاء والعائلة، وغالبًا ما يُنظر إلى الوجبات باعتبارها وقتًا للتواصل، مما يشجع الناس على تناول الطعام ببطء وباعتدال، كما يعني التقاسم أيضًا حصصًا أصغر للجميع، مما يمنع الناس من الإفراط في تناول الطعام.