[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

«حصن المصريين بدعوتها المستجابة» في يوم مولدها.. حكاية آثار السيدة زينب في مصر

أميرة طلعت

لقبها المصريون بأم المساكين والعواجز، ورئيسة الديوان، وصاحبة الشورى، إنها السيدة زينب ـ رضى الله عنها وأرضاها، فهى: رئيسة الديوان، أم العواجز، أم هاشم، وغيرها من الألقاب التى تُظهر محبة المصريين لآل بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويقيم لها المصريون الذين يفدون لها من كافة الربوع والنجوع والمحافظات احتفالاً سنويًا بمولدها في شهر رجب من كل عام.

ويحتوى حي السيدة زينب على أكثر من ٤٠ أثرًا إسلاميًا وقبطيًا، أشهرها مرقد ومسجد السيدة زينب التي يصفها المصريون بنصيرة الضعفاء وملاذهم من كل ظلم وجور.

ومن المعروف أن السيدة زينب شهدت مأساة كربلاء مع أخيها الإمام الحسين ـ رضي الله عنه ـ واستشهاده عام 61هـ، فكانت نموذجًا للسيدة الصابرة المؤمنة التي لَم تخرجها المأساة عن وقارها.

مسجد السيدة زينب
تاريخ المشهد الزينبي

وقد مر المشهد الزينبي بعدة عمليات للعمارة والتوسعة خلال القرون الماضية، فاهتم به الولاة المتعاقبون على مصر، فعمره الملك العادل سيد الدين أبي بكر بن أيوب وذلك في القرن السادس الهجري، وأصلحه الشريف فخر الدين ثعلب الجعفري، وظل المسجد على عمارته حتى العصر العثماني، حيث قام الوزير العثماني علي باشا بتعميره عام ٩٥٦هـ وجعله له مسجدًا متصلاً به، وأعاد تجديده الأمير عبد الرحمن كتخدا عام ١١٧٤هـ، وأنشأ به ساقية وحوضاً للطهارة.

وأقامت وزارة الأوقاف المسجد الموجود حاليًا وذلك في عام ١٩٤٠م، وتم توسعته في عام ١٩٦٩م، فأضيف إليه مساحة توازي المساحة الأصلية، وتبدو هذه الإضافة كأنها مسجد قائم بذاته؛ لذلك أقيم به محراب مع الإبقاء على المِحْراب القديم، وقد تم افتتاح وترميم مسجدها مؤخرا في احتفال رسمي وشعبي.

مسجد السيدة زينب

 

ويقول الباحث التاريخى عمر محمد الشريف،” إن حي السيدة زينب قد عرف قديما باسم “قناطر السباع”؛ وذلك لأن السلطان الظاهر بيبرس البندقداري قد أنشأ قناطر في ذلك المكان ليرفع المياه إلى القلعة حيث مقر الحكم لمصر في ذلك الوقت، وكانت القناطر مقامة على فرع صغير للنيل، وزينت هذه القناطر بتنصيب تماثيل حجرية للسّباع، حيث كان السلطان الظاهر بيبرس يتخذ من السبع شعاراً خاصاً به (رنك)، وكانت تُسمى أيضاً بالقناطر الظاهرية نسبة إلى السلطان الظاهر بيبرس، وبقيت هذه التسمية مستخدمة خلال العصرين المملوكى والعثماني، وظلت القناطر قائمة حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث ذكرها علي باشا مبارك في كتابه الخطط التوفيقية، واختفت هذه القنطرة تحت ميدان السيدة زينب، ولم تسم المنطقة بالسيدة زينب إلا في آخر القرن التاسع عشر.

وسُمى الحي بهذا الاسم؛ نظراً لأنه يضم مسجد وضريح السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ، أما والدتها فهي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،وقد ولدت السيدة زينب في السنة السادسة من الهجرة، ويلقبها المصريون بأم المساكين والعواجز، ورئيسة الديوان، وصاحبة الشورى.

مسجد السيدة زينب
السيدة زينب تدعو لمصر وأهلها

وبحسب الرواية التاريخية فقد رحلت إلى مصر عام ٦١ هـ، وخرج مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر لاستقبالها ومعه رهط كبير من أعيان الدولة، وتوفيت في الرابع عشر من رجب سنة ٦٢هـ .

وقد دعت السيدة زينب رضى الله عنها لمصر وشعبها، وبادلت المصريين الحب، وتقول الروايات إنه حين جاءت إلى مصر، خرج  واليها مسلمة بن مخلد الأنصاري لاستقبالها ومعه رهط كبير من أعيان الدولة وأهل مصر، وقد نزلت بدار الوالي وعاشت فيها، وقد دعت لأهل مصر، قائلة:«يا أهل مصر: نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا».

مسجد السيدة زينب
أشهر معالم حي السيدة زينب

ومن أشهر معالم الحي جامع أحمد بن طولون الذي أتم بناءه مؤسس الدولة الطولونية عام ٢٦٥هـ كما ذكر المقريزي، وخلف الجامع يقع بيت الكريتلية الذي أصبح متحفاُ الآن، ودرب الجماميز الذي يعد من أشهر شوارع حي السيدة ويقع بالقرب من مسجد السيدة زينب والذي اختاره الأمير يوسف كمال، أحد مؤسسي النهضة الأدبية والفنية في مصر، ليضع فيه أول لبنة لمدرسة الفنون الجميلة، والتي تخرج منها الكثير من الطلاب أبرزهم المثال محمود مختار، وفي العشرينيات تم نقل المدرسة من درب الجماميز إلى الدرب الجديد بميدان السيدة زينب.

وتواجه قبتا العتريس والعيدروس واجهة مسجد السيدة زينب ـ رضي الله عنها وأرضاها، وتم ضمهما مؤخرًا فى عداد الآثار الإسلامية والعربية والقبطية واليهودية، والشيخ العتريس كان حياً في القرن السابع الهجري، والقبة الثانية للشيخ العيدروس، وهو من أهل القرن الثاني عشر الهجري.

مسجد السيدة زينب

 

مسجد السيدة زينب

 

مسجد السيدة زينب

 

مسجد السيدة زينب

 

مسجد السيدة زينب

 

مسجد السيدة زينب

 

مسجد السيدة زينب

 

مسجد السيدة زينب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى